وأضاف سموه، في مداخلة هاتفية عبر برنامج «الخط المباشر» الذي يبث من أثير إذاعة وتلفزيون الشارقة، مع الإعلامي محمد خلف مدير الإذاعة والتلفزيون: لدينا 6 آلاف حالة من فئة «كبار السن»، يشكلون إحدى الفئات الـ6 الناتجة عن تعداد الشارقة 2015، التي أعالجها أنا بنفسي، وهي فئة الأيتام، و فئة الأرامل والمطلقات والمهجورات، وفئة ذوي الإعاقة، وفئة كبار السن، وفئة الأميين والراغبين في استكمال تعليمهم، وفئة الباحثين عن عمل، وتعمل هيئة الشارقة الصحية ودائرة الخدمات الاجتماعية على تسجيل هذه الحالات من كبار السن في التأمين الصحي.
قال صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد: هذا العدد ليس بقليل، وليس من البسيط تسجيل هذا العدد، إلى جانب ما كان سابقاً، ومن الملحوظ أننا سابقاً أخذنا الفئات التي لا تقبلها شركات التأمين، وهم من عمر 65 وما فوق، والآن نحن نزلنا إلى عمر 60، والبالغ عددهم 6 آلاف، فهذا جزء من الفئة السادسة، لأنه إلى جانب ذلك، هناك احتياجات أخرى، مثل المسكن، والعناية بالمرتب، والدخل، وغيرها من الاحتياجات وجميعها تجري دراستها الآن، ويومياً أقوم بسؤال الجهات التي كلفتها بمتابعة الأمر، فمثلاً حالات ذوي الإعاقة نقوم بمراجعة بياناتهم من خلال الإحصاء، أو بمراجعة دائرة الخدمات الاجتماعية للوقوف على الخدمات المقدمة لهذه الفئة.
خدمة «كبار السن»
وتابع سموه: أنا أُسَمّي فئة كبار السن ب «الخير والبركة»، فهذه جزء من الخطة الموجودة لإصلاح المجتمع، إضافة إلى أننا نعمل الآن في شيء آخر، وهو أن مستويات الدخل لدينا متدنية، وهذي الحالات تحصل على إعانة من وزارة تنمية المجتمع، ويضاف إليها مساعدة من الخدمات الاجتماعية، فالخدمات الاجتماعية تقوم ببرنامج شامل، فلدينا الآن 32 سيارة تجوب المناطق، وتصل إلى البيوت لتقدم خدمات الإسعاف الأولية والعلاج الطبيعي، والتمريض، والعلاج، وغيرها من الخدمات الطبية، وهذه السيارات مخصصة لكبار السن فقط، والمجتمع يحتوي على كثير من الأمور والاحتياجات التي يغفل عنها بعض الأشخاص.
إعانة اجتماعية
استطرد سموه في حديثه قائلاً: لا نريد الانجذاب إلى الألوان والمظاهر والبنايات، بل نريد أن يكون الانجذاب الحقيقي إلى هذه الحالات، ولدينا الآن حالات تحصل على إعانة اجتماعية من وزارة تنمية المجتمع، وكذلك نضيف على هذه الإعانة من دائرة الخدمات الاجتماعية، نظراً لعدم كفاية الأولى فقط لتوفير المعيشة الكريمة، فعندما أخبروني بأن تصنيف هذه الحالات يأتي «على خط الفقر»، قلت: أنا لا أريد وجود لخط الفقر في الشارقة، بل أريد أن تعيش هذه الحالات المعيشة الكريمة، وأن نقوم برفع مستوى دخل هذه الحالات بكل ما أوتينا من وسائل، وكما يقول المثل «من أراد أن يطعمك.. يعرف فمك»، وكل هذه الفئات أمانة في عنقي أنا، فإذا نظرنا إلى متقاعدي الوزارات سنجد أن منهم من يحصل على 8 آلاف درهم شهرياً، وهو مبلغ غير كاف للعيش الكريم، ويبلغ عدد هذه الحالات 8 آلاف حالة إضافة إلى 2000 حالة من دون أوراق ثبوتية، فبلغ عدد حالات مستويات الدخل المتدني في الشارقة 10 آلاف حالة تعيش حياة غير كريمة، والمقصود من «حياة غير كريمة» أنه من الممكن أن يمد يده للحصول على صدقة، وهذا ما لا أريده.
أفضلية التوظيف
لفت صاحب السمو حاكم الشارقة إلى أن الأفضلية في التوظيف لأصحاب الحاجة قائلاً: تردنا طلبات التوظيف من الخريجين، فإذا وردنا طلب توظيف من مواطنة متزوجة ولديها منزل وأبناء، وآخر من مواطنة عائلة ليس لها دخل ولديها ابن أو ابنة متخرجة وتريد الحصول على الوظيفة، فتكون هنا الأولوية للعائلة التي لا دخل لها، فهذا الاختيار من أجل إصلاح المجتمع، كما أن هناك بعض حالات لأزواج من أصحاب الرواتب المرتفعة تطالب بتوظيف الزوجة، فأنا أقول لمثل هذا الزوج: «أترك زوجتك تقوم بتربية أبنائك أفضل لك من هذا»، فليسمحوا لنا، هؤلاء الحالات، ويفسحوا الطريق لمن هم أشد حاجة منهم، فليس الهدف الوحيد للحصول على شهادة هو العمل، وليس إلزامياً أن يعمل حاصل على شهادة علمية، فكذلك تهدف الشهادة إلى التثقيف، فنحن الآن يمكننا توفير 3 آلاف وظيفة فقط، تحتوي على مهن مختلفة، كالمهندس والطبيب، وغيرهما من التخصصات.
مساعداتي لأبنائي
طالب صاحب السمو حاكم الشارقة، وزارة تنمية المجتمع بعدم محاسبة مواطني الشارقة على المساعدات التي يقدمها سموه لهم، وإبعادها تماماً عن نطاق حساباتها معهم، قائلاً: أقول لوزارة تنمية المجتمع، ليس لكم شأن في هذه المساعدات التي أقدمها لأبنائي مواطني الشارقة، فأنا أساعد أبنائي كما أريد، فلا تقوموا مقابل ذلك بقطع مساعداتكم لهم، وأطالب وزيرة تنمية المجتمع بأن تتفهم ما أعنيه من كلامي، وهو ألا يتم حساب الزيادة التي أقدمها لأبنائي كجزء من إعانة الوزارة لهم، فنحن نقول يا وزيرة تنمية المجتمع من فضلك اتركي مساعدتكم مستمرة كما هي، فأنا أبٌ يعطي أبناءه، وليس لكم شأن في ذلك، ونتمنى من الحكومة الاتحادية رفع مستويات رواتب التقاعد المتدنية.
الارتقاء بالمجتمع
أشار سموه إلى أهمية خلق مجتمع متحاب متفاهم، لا يوجد فيه جوعان وفقير، مؤكداً أنه لا يوجد عمل يشغل سموه عن تربية الأبناء والنشء والتعليم والإسكان، قائلاً: كل ما نعمل به يصب في مصلحة المجتمع للارتقاء به، كما يعمل المجلس الاستشاري وهيئة الصحة في الشارقة على تسجيل حالات التأمين الصحي والبالغ عددهم 6 آلاف حالة، علماً بأنه لدينا عيادة الأسنان المتنقلة التي جاءت بها كلية الطب بجامعة الشارقة، وهي عيادة متكاملة وتحتوي حتى على التلفاز للمشاهدة أثناء العلاج، وكذلك لدينا عيادة أخرى متنقلة تم تصنيعها وفقاً لأعلى المواصفات الطبية، وتجرى بداخل هذه السيارات عمليات صغيرة في فناء المنازل، وتعد هذه السيارات كالمستشفى، فدائماً بداخلها أطباء اختصاصيون لعلاج الناس، وتجوب هذه السيارات جميع المناطق.
وأضاف سموه: معظم الأمراض الموجودة جزء منها نفسي، فهذا الجسد يعمل كله كيماوي، والكيماوي يعمل على إفرازات إنزيمات وأحماض وغيرها، وهذه يأمرها العقل الباطن الداخلي، فإذا كان العقل منغمساً في المصائب فربما ينسى، فكما هو الحال في «قرحة المعدة»، فسببها الهم، فنحن نريد أن نُفرح الناس في بيوتهم، وطريح الفراش نقول له نحن لسنا بغافلين عنك، ونتمنى لك الصحة والعافية.
إحصاء عالمي
تابع سموه حديثه قائلاً: أما عن الأشخاص الذين لم يصلهم الإحصاء وهم في الخارج، فنقول لهم أصبروا علينا قليلاً، فالإحصاء ليس بالأمر البسيط، وهو يحتوي على تفاصيل كثيرة، فإحصاء الشارقة لا يوجد مثله على مستوى العالم، ويتميز هذا الإحصاء بالدقة والسؤال حول كل التفاصيل، كالمريض، والمحتاج، والمعاق، والمنزل والأثاث والسيارة، هل أحد المشتريات تم عن طريق الاقتراض من البنوك، وهذه البيانات كلها يتم تجميعها للوقوف على احتياجات المواطنين.
خطة الشارقة ليست صدفة
خطة الشارقة ليست أهواءً ولا صُدفاً، وإنما هي أمورٌ علاجية لمجتمع نريد أن نرتقي به، فنحدد ما هي معوقات هذا المجتمع، ويلزم إزالتها بأية وسيلة، وكذلك تحديد سبيل الارتقاء بهذا المجتمع، فأنا الآن أعالج مجتمعاً يرث عادات متأثراً بها، ولا حاجة لنا في سعادة مؤقتة تخلف وراءها مشكلات دائمة، كإنشاء مصنع يدر الأموال في الوقت الراهن، ويخلف تلوثاً وأمراضاً في المستقبل، فكما ذكرت في كلمتي المرتجلة في منتدى الاتصال الحكومي: «الإنسان الذي يملك القدرة على تغيير مجتمع والتطور به، والوصول به إلى مستوى العيش الكريم، الذي تنشده المجتمعات في هذه الحياة، يجب أن يكون واعياً، وأن يكون كالطبيب عندما يستخدم المشرط لعلاج الناس، ويداه غير مرتعشتين».
تكوين المجتمع
قال صاحب السمو حاكم الشارقة: الثقافة عبارة عن تراكمات وممارسات، والتعليم يتم بالاستمرارية، ونحن الآن نخاطب وزارة التربية والتعليم، ونقول لهم من فضلكم إذا أحدثتم خللاً في منهج من المناهج، فهذا يُحدث تأثيراً في المجتمع، كمثل قالب حلوى «الكاسترد»، إذا وقع على الدرج والتوى، فسيكون إنتاج هذا القالب كله مشوهاً، ونحن لا نريد مجتمعاً مشوهاً، فهذا مجتمع يحتاج إلى عناية، ولا نحتاج إلى بنائه كصف الطابوق، فنجد الآن بعض المدارس تطلب من الطلبة إجراء بحث في مواد معينة، فكما أعرف وتم إبلاغي، أن بعض الطلاب يتوجهون إلى بعض المكتبات لتقوم بعمل البحوث لهم مقابل مبلغ مالي، وهذا لا يجوز، وأتساءل: أين وزير التربية والتعليم؟ أين وزارة التربية والتعليم من ذلك؟ فيجب على كل طالب أن يناقش البحث الذي يقدمه.
نصائح أبوية
نريد أن يكون الناس على وعي بمصلحة أولادهم، وبيوتهم، وأهلهم، ونقول للشباب: من فضلك بنتنا المؤتمنة عندك، والتي هي أمانة، أكرمها، وكما ذكرت سابقاً في الإحصاء أن نسبتنا 12% ونحن نريدها أن تزداد، ولكن كيف ستزداد هذه النسبة، فهي تزداد إذا انعدم الطلاق، واستقرت الأسر واهتمت بتربية الأبناء، ونحن نقول إذا كانت التربية صحيحة فشخص واحد يعادل ألف شخص.
