عادي
تقرير إخباري

عام على سقوط الباغوز

03:50 صباحا
قراءة دقيقتين

قبل عام، خاض مقاتلو تنظيم «داعش» آخر معاركهم؛ دفاعاً عن «الخلافة» المزعومة، وسط مخيم عشوائي مساحته بضع كيلومترات مربعة في بلدة الباغوز شرقي سوريا. واليوم ينهمك حماد الإبراهيم في إعادة إحياء أرضه هناك، وزرعها بالقمح.

وفي 23 مارس 2019، أعلنت «قوات سوريا الديموقراطية» المدعومة أمريكياً عن هزيمة «داعش»؛ إثر معارك استمرت بضعة أشهر، حوصر خلالها مقاتلوه من جنسيات مختلفة من أوروبا ودول آسيوية وعربية، والآلاف من أفراد عائلاتهم في الباغوز، قرب الحدود العراقية.

ويتجول الإبراهيم (75 عاماً) مستنداً على عصا خشبية بين أنقاض المخيم الذي يقع جزء منه فوق أراضٍ يملكها؛ حيث مخلفات الإرهابيين على حالها: هياكل سيارات محترقة، وجعبات عسكرية وعبوات رصاص فارغة، إضافة إلى حفر سكنتها عائلاتهم، وتوجد قربها حاجياتهم من ملابس وبطانيات ولوازم مطبخ.

يقول الإبراهيم، الذي تضم عائلته 75 فرداً من أبناء وأحفاد، من داخل المخيم «نصلح هذا الخراب؛ لنزرع الأرض بالحنطة من أجل الخبز. نريد إحياء هذه الأرض». ومع توسّع المعارك ضد التنظيم المتطرف، فرّ الإبراهيم وعائلته من الباغوز متنقلين بين بلدات عدة في ريف دير الزور الشرقي ثم مدينة الرقة، قبل أن يعودوا أدراجهم قبل أشهر عدّة.

خلال الأشهر الماضية، عاد نحو نصف سكان الباغوز ليعيشوا فيها في ظل عدم توفّر الخدمات الرئيسية من كهرباء ومياه، وفق ما روى عدد منهم ل«فرانس برس».

ولا تزال آثار القصف والمعارك واضحة على أبنية البلدة ومنازلها ومحالها المدمرة جزئياً أو بشكل تام، بينما اقتصرت أعمال الترميم على عدد محدود من الأبنية والمتاجر. وليس الدمار وحده ما ينغّص أهالي الباغوز؛ إذ يطاردهم داء اللشمانيا، وهو مرض طفيلي ينتقل عن طريق لدغات حشرة صغيرة صفراء تُعرف ب«ذبابة الرمل»، وينتشر بكثرة في مناطق تسوء فيها الخدمات، وتنتشر فيها الأوساخ والجثث تحت الأنقاض. وتقول فاتن الحسن (37 عاماً) أثناء انشغالها في صناعة الخبز على فرن تنور قديم «الحياة صعبة.. أطفالي جميعهم أصيبوا باللشمانيا». وتضيف: «أغلب السكان يعانون هذا المرض، ولا تتوفر أية عناية صحية». وعلى الرغم من ذلك، ترى أن المهم «أننا نعيش في بيوتنا، وهذا يكفينا في الوقت الحالي». إلا أن هاشم رأفت (20 عاماً) لم يحظَ بترف العيش في منزله؛ إذ يسكن في خيمة قربه. ويقول: «ما من خدمات ولا فرص عمل. البيوت مدمرة وهناك الكثير من الناس قد ماتوا؛ جرّاء الألغام، ولا يوجد حتى مستشفى». ويضيف: «كما لو أننا نعيش في جحيم. أتعرفون ما هو الجحيم؟». (أ ف ب)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"