عادي
سيف المنصوري رئيس اللجنة في حوار مع "الخليج":

قمة المعرفة ترسم خريطة طريق للشباب

04:10 صباحا
قراءة 7 دقائق
سيد زكي

أكد سيف المنصوري، رئيس لجنة قمة المعرفة، أن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة تهدف إلى نشر المعرفة في العالم خاصة العالم العربي والإسلامي، وتضع خريطة طريق للنهوض بالمعرفة لأنها أساس التنمية، وبدون معرفة لن يكون هناك تنمية، وكذلك دعم رواد الأعمال من فئة الشباب ودعم اللغة العربية وتنمية رأس المال البشري، كما تهدف إلى ترجمة توجُّهات دولة الإمارات وأهداف الأجندة الوطنية للشباب الرامية إلى تقديم الدعم للشباب الإماراتي، والعربي وتوفير الفرص التي تمكنهم من الاستفادة من قدراتهم وتسخيرها في خدمة مجتمعاتهم والمساهمة في مسيرة التنمية المستدامة، ليصبحوا قدوة ومثالاً يحتذى بين الأمم، كما تسعى القمة إلى بناء اقتصاد تنافسي قائم على الاستثمار في المعرفة، وداعم لمفاهيم الابتكار والإبداع لتأسيس أجيال متميزة من روَّاد الأعمال ضمن بيئة أعمال محفزة. 
 
وكشف في حوار مع «الخليج» أن «قمة المعرفة 2018» التي تعقد 5 و6 ديسمبر الجاري ستشهد إطلاق تقارير متخصصة تم إعدادها بالتعاون مع برنامج الأمم المحتدة الإنمائي، أولها تقرير «استشراف مستقبل المعرفة»، و«تحليل نتائج مؤشر المعرفة العالمي لعام 2017»، والذي سيطلق بهدف إلقاء نظرة تحليلية أكثر عمقاً على نسخة العام الماضي من «مؤشر المعرفة العالمي». 
 
وشدد على أن هناك الكثير من التحديات التي تواجه المعرفة في الوطن العربي أهمها زيادة الفجوة المعرفية بين المنطقة العربية وباقي مناطق العالم، وهو ما أكدته نتائج مؤشر المعرفة العالمي للعام 2017 إضافة إلى ضعف مؤسسات التعليم والتدريب والمنوط بها إعداد الشباب لمهمة نقل وإنتاج المعرفة، وضعف القطاع الخاص وتضخم القطاع الحكومي الذي يستقطب الشباب على أساس الشهادة وليس الكفاءة فضلاً عن هجرة الشباب ونزيف الأدمغة العربية. وفي ما يلي نص الحوار:  
 
 
} بصفتكم رئيس لجنة قمة المعرفة، هل يمكن أن تطلعونا على جديد توجهات القمة لهذا العام، وكيف ستواكب هذه التوجهات خطط دولة الإمارات نحو المستقبل والتنمية المستدامة؟ 
 
- تهدف مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة من خلال «قمة المعرفة 2018»، إلى ترجمة توجُّهات دولة الإمارات وأهداف الأجندة الوطنية للشباب، الرامية إلى تقديم الدعم للشباب الإماراتي، وتوفير الفرص التي تمكنهم من الاستفادة من قدراتهم وتسخيرها في خدمة مجتمعاتهم، والمساهمة في مسيرة التنمية المستدامة، ليصبحوا قدوة ومثالاً يحتذى بين الأمم. 
 
كما تسعى المؤسسة من خلال القمة إلى مواكبة رؤية الإمارات 2021، لبناء اقتصاد تنافسي قائم على الاستثمار في المعرفة، وداعم لمفاهيم الابتكار والإبداع لتأسيس أجيال متميزة من روَّاد الأعمال ضمن بيئة أعمال محفزة. 
 
«الفنتك» 
 
} تشهد أدوات المعرفة تطوراً هائلاً.. فكيف ستستشرف القمة مستقبل المعرفة بالمنطقة والعالم؟ 
 
- تسلط قمة المعرفة من خلال جلساتها ونقاشاتها الضوء وبشكل كبير على العديد من أدوات المعرفة الحديثة، من الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، والفنتك والتقنيات المتقدمة في القطاع المالي. كما تناقش اقتصاد المعرفة في مدن المستقبل ونموذج مسرعات دبي المستقبل، نحو بناء مستقبل الإمارة. إلى جانب إلقاء الضوء على قطاع البيانات كركيزة أساسية لبناء اقتصاد المعرفة وثروة رقمية مهمة للدول. 
 
اقتصاد المعرفة 
 
} «الشباب ومستقبل اقتصاد المعرفة»، عنوان عريض للقمة هذا العام.. لماذا الشباب؟ وما دور المؤسسة في بناء جيل متميّز من روّاد الأعمال وقادة المستقبل، وكذلك دور القمة في إثراء الحراك المعرفي ومحور الاستثمار في المعرفة؟ 
 
- يعد قطاع الشباب الركيزة الأساسية لبناء المستقبل، كما تلعب هذه الفئة دوراً محورياً في عمليات بناء اقتصاد مستدام قائم على المعرفة، وقد أولت حكومتنا الرشيدة اهتماماً كبيراً لفئة الشباب لكونها حجر الأساس في عملية التنمية المستدامة، ومن خلالهم يمكن مواجهة التحديات المستقبلية في شتى المجالات عبر تأهيلهم وتعزيز قدراتهم، وهي الأمور التي تقوم عليها أهداف المؤسسة الرامية إلى تقوية الأجيال المستقبلية وتمكينها من ابتكار حلول مستدامة، بالإضافة إلى تنمية رأس المال البشري المعرفي، واستشراف المستقبل وتعزيز الابتكار وريادة الأعمال المعرفية. 
 
إن تنمية رأس المال البشري هو محور رئيسي ضمن جلسات قمة المعرفة، حيث ترتكز معظم نقاشات وجلسات الحدث على المحاور المعنية بقطاع الشباب، من مناقشة دور الحكومات في تمكين الشباب، والشباب بصفتهم قادة للتغيير. كما تشهد القمة جلسات متخصصة يشارك بها قطاع الشباب من رواد أعمال والشباب المتميزين في مجال الفضاء. 
 
كما أن المؤسسة منذ تأسيسها، عملت على إطلاق مبادرات ومشاريع تستهدف المنطقة العربية والعالم ككل، حيث يشكل نشر المعرفة وتطوير مساراتها أحد الأهداف الرئيسية للمؤسسة، وإذا ما نظرنا إلى أرض الواقع نجد على سبيل المثال وليس الحصر مشروعي مؤشر المعرفة العالمي ومؤشر القراءة العربي، اللذين نجحا كلاهما في رصد واقع القراءة والمعرفة في المنطقة العربية والعالم، وبات من السهل تحديد أوجه القصور في هذه المجالات في كل بلد عربي، وكما نعلم فإن التشخيص الصحيح هو نصف العلاج، ومثل هذه المؤشرات تسهم في توجيه عمليات التطوير نحو الاتجاه الصحيح لمعالجة القصور وبالتالي القدرة على التحسين والتطور. 
 
وبالنسبة للاستثمار في المعرفة سوف ترسم نقاشات قمة المعرفة خريطة طريق لبناء اقتصاد قائم على المعرفة، كما تعمل المؤسسة من خلال كافة مشاريعها ومبادراتها على تحفيز مفاهيم الابتكار والإبداع بالمجتمعات، وتوفير الفرص للشباب للاستفادة من قدراتهم وتوظيفها في خدمة مجتمعاتهم. 
 
المؤشر    
 
} تطلق القمة سنوياً نتائج مؤشرات المعرفة العربية والعالمية، ما هو تقييمكم لأداء هذه المؤشرات على مستوى المنطقة والعالم؟ وهل أسهمت في تغيير ملموس على أرض الواقع؟ 
 
- كان الهدف من إطلاق مؤشرات المعرفة، هو توفير أداة معيارية دقيقة وموضوعية ترصد حال المعرفة لدى دول العالم والفرص والتحديات التي تنتجها، إلى جانب تقديم تشخيص نوعي لواقع المعرفة على مستوى العالم، يدعم الحكومات والجهات المعنية لتقييم الأداء وتطوير الخطط التنموية في شتى المجالات. ولا شك أن هذه المؤشرات ساهمت في الوصول إلى نتائج توضح عمق العلاقة بين المعرفة والتنمية في معظم مناطق العالم، وقد حرصنا على نشر نتائج التقارير من خلال تنظيم سلسلة من الفعاليات المتخصصة التي شهدت اهتماماً كبيراً من قبل الحكومات والجهات المعرفية والأفراد في عدد من دول العالم. 
 
كما تم التواصل المباشر مع مراكز الإحصاء ووزارات التعليم على مستوى العالم وتزويدهم بنتائج المؤشر للتعرف على مواطن الضعف في مؤشرات كل دولة وطرح سبل معالجتها وتحسينها، مع القدرة على تحديد نقاط القوة في كل مجتمع وتطويرها نحو الأفضل، ونرى أن هذه الخطوات تشكل تأثيراً ملموساً على أرض الواقع. 
 
تحليل النتائج    
 
} أعلنتم عن إطلاق تقارير متخصصة خلال قمة المعرفة 2018 حول استشراف مستقبل المعرفة وتحليل نتائج مؤشر المعرفة 2017، كيف ستخدم هذه التقارير صناعة المعرفة حول العالم؟
 
- ستشهد «قمة المعرفة 2018» إطلاق تقارير متخصصة تم إعدادها بالتعاون مع برنامج الأمم المحتدة الإنمائي، أولها تقرير «استشراف مستقبل المعرفة»، الذي نسعى من خلاله إلى تتبع واقع المعرفة حالياً ومستقبلاً، فيما يحمل الثاني عنوان «تحليل نتائج مؤشر المعرفة العالمي لعام 2017»، والذي نطلقه بهدف إلقاء نظرة تحليلية أكثر عمقاً على نسخة العام الماضي من «مؤشر المعرفة العالمي»، وتقديم توصيات مهمة في هذا الإطار تدعم عمليات بناء مجتمعات المعرفة. إلى جانب إطلاق نتائج «مؤشر المعرفة العالمي 2018»، وستعزز هذه التقارير من الحوار المعرفي البناء، وطرح الرؤى والاستراتيجيات الطموحة الموجهة نحو المستقبل، والداعمة للمجتمعات المتقدمة القائمة على المعرفة. 
 
طفرة شبابية عربية
 
} ما أهم التحديات التي تواجه المعرفة في الوطن العربي؟
 
- يواجه بناء مجتمعات المعرفة خاصة بالمنطقة العربية العديد من التحديات التي يجب معالجتها ومنها على سبيل المثال: زيادة الفجوة المعرفية بين المنطقة العربية وباقي مناطق العالم. وهو ما أكدته نتائج مؤشر المعرفة العالمي للعام 2017 وأيضاً العديد من المؤشرات الدولية مثل مؤشر التنافسية العالمي. مع التأكيد على وجود فجوة داخلية أيضا بين دول المنطقة العربية، فتوجد دول مثل الإمارات تتفوق على العديد من دول العالم في الكثير من القطاعات المعرفية. أما التحدي الثاني فهو الطفرة الشبابية في المنطقة العربية فهذا الوضع الديمغرافي يدعو للتفاؤل والتشاؤم في نفس الوقت. ففي حال توفر فرص عمل سيصبح الشباب مصدر قوة وتحفيز للمجتمع ككل. وفي حال نقص فرص العمل فسيصبح الشباب مصدراً لقوة خطرة تهدد الاستقرار الاجتماعي والتنمية. أما التحدي الثالث فهو ضعف مؤسسات التعليم والتدريب والمنوط بها إعداد الشباب لمهمة نقل وإنتاج المعرفة. والتحدي الرابع هو ضعف القطاع الخاص وتضخم القطاع الحكومي الذي يستقطب الشباب على أساس الشهادة وليس الكفاءة ما يضعف من قدرات الشباب على التعلم المستمر. والتحدي الخامس هو ضعف سياسات دول المنطقة في خلق فرص ريادة الأعمال التي تساعد في النمو الاقتصادي أما التحدي الأخير فهو هجرة الشباب ونزيف الأدمغة العربية. فالمنطقة العربية من أكثر المناطق استنزافاً للكفاءات والمهارات الجامعية وتشير التقارير إلى أن معدلات الهجرة بين الشباب تصل ما بين 10 إلى 15%. 
 
} ما أهم المشاريع التي قمتهم بها في العالم العربي؟
 
- لقد قمنا بإعداد المؤشرات والتقارير. كيف يمكن أن يتطور شخص ما لم يعرف مستواه، ولا يعرف ما ينقصه. إن من أهم المشاريع التي قامت بها المؤسسة نشر المعرفة رقميا وورقيا. فنحن نطبع كمية هائلة من الكتب وكذلك ننشر ملايين الكتب الرقمية من خلال مكتبة دبي الرقمية والمتاحة للجميع من أجل الاستفادة من العلم. كما أن هناك برنامج دبي العلمي للكتابة يهدف لإخراج جيل مبدع من العرب في مجالات الترجمة والقصة وأدب المقال وأدب الطفل والرواية.
 
ولدى المؤسسة شراكات مع مؤسسات عالمية مثل مؤسسة نوبل ولدينا أيضا علاقات مع الجامعات الكبرى.
 
9 محاور على طاولة الحوار
 
قال سيف المنصوري، رئيس لجنة قمة المعرفة إن فعاليات قمة المعرفة 2018 سوف تتناول 9 محاور رئيسية من أبرزها :
 
} دور القانون والتشريع في تمكين اقتصاد المعرفة. 
 
} التحول من استهلاك المعرفة إلى إنتاجها.
 
} اقتصاد المعرفة وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات وما هو دور المعرفة في خلق ممكنات تنافسية.
 
} اقتصاد المعرفة بين الماضي والحاضر وكيف نشأ اقتصاد المعرفة ومكوناته.
 
} الفنتك «التكنولوجيا المالية».. لقاء التكنولوجيا بالخدمات المالية.
 
} دور الشباب في بناء وصناعة مستقبل اقتصاد ومجتمعات المعرفة.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"