عادي
«صالونات السيدات» تعود رمزاً لكسر محرمات «داعش»

الموصل تستعيد الحياة تدريجياً وسط الأنقاض والمخيمات

04:20 صباحا
قراءة دقيقتين
كتب: عمار عوض

رويداً، رويداً، بدأت الحياة تدب من جديد في الأجزاء المحررة من الساحل الأيسر للموصل، وبعض الأجزاء من الجانب الغربي، إضافة إلى مخيمات النزوح التي أقيمت بالقرب من المدينة التي تشهد قتالاً ضارياً.
ووصفت «ديلي ميل» البريطانية في تقرير مصور«حالة من الكفاح من أجل استعادة الحياة الطبيعية لسكان الموصل الذين يعيشون حياتهم وسط انقاض المباني المدمرة، والمحتشدة بالعربات المدرعة للقوات العراقية التي تؤمّن المدينة من عناصر تنظيم «داعش»». وأضافت انه إلى جانب الذين يعيشون وسط الأنقاض والفوضى في محاولة للحفاظ على الشعور بحياة طبيعية، والتكيف مع الحياة غير المألوفة لديهم، هناك الآلاف من المدنيين الذين فروا بحياتهم ونزحوا من المدينة في محاولة للعثور على مأوى في مخيمات خارج المدينة، حيث يتلقون الغذاء والمأوى والبطانيات والمفارش والمساعدات الطبية. وبعيداً عن القتال، بات بإمكانهم على الأقل الحصول على وسائل النظافة الشخصية، من الاستحمام، وحلاقة شعر الرأس، واللحى، في حين يمكن للوالدين إبقاء أطفالهم حولهم من دون خوف عليهم.
وأظهر التقرير أن النازحين يعودون كثيراً إلى الأحياء المحررة في محاولة لاستعادة بعض ممتلكاتهم التي يمكن حملها إلى المخيمات بواسطة الشاحنات الصغيرة. ويفر 10 آلاف على الأقل من المدينة يومياً. ولكن مئات الآلاف لا يزالون داخل منطقة الخطر، حيث مازالت المعارك تدور في الجانب الغربي من المدينة، وهذه المعارك أعنف بشكل كبير من التي دارت في الشرق.
صحيفة «فاينانشال تايمز» بعد زيارة موفديها إلى الموصل قالوا إن شرق المدينة يتعافى بسرعة من جراح حكم «داعش». بيد أن شوارع شرق الموصل مملوءة بالركام والحطام، ولكن هذا ليس الهم الرئيسي لسكان المدينة، فهمهم الأكبر هو الوضع الأمني بعد التحرير. وفي الجزء الذي بدأ يتعافى تدريجياً يوجد متجر نسائي صغير لتصفيف الشعر، على واجهته صورة امرأة مبتسمة علها تميزه عن بقية المتاجر في الشارع، إذ غُطيت وجوه النساء على الملصقات بالطلاء، وهو جزء ما خلفه «داعش».
من جهتها، أشارت «التلغراف» البريطانية إلى عمليات التفتيش التي تقوم بها أجهزة الأمن العراقية، شرقي الموصل، بحثاً عن منتسبين لداعش، أو متعاطفين معه، مشيرة إلى أن جهاز الأمن الوطني يعتقل كل أسبوع من 30 إلى 35 مشتبهاً، أصغرهم سنا عمره 13 عاماً وأكبرهم عمره 70 عاماً، ويجري التحقيق معهم في مركز يقع جنوبي الموصل، ثم ينقلون إلى وزارة الداخلية، وقسم مكافحة الإرهاب الذي يقرر ما إذا كانت الأدلة كافية لإحالتهم إلى القضاء لمحاكمتهم، ورقم جهاز الأمن الوطني مكتوب على كل الجدران شرقي الموصل، ويمكن للجهاز استقبال 250 مكالمة يومياً.
ونقلت «التلغراف» عن اللواء حيدر ضرغام من الشرطة الاتحادية في الموصل، أن أولوياتهم «ضمان سلامة المدنيين، وإطعام الجوعى، ومعافاة آثار الصدمة بين المواطنين التي خلفها حكم «داعش» القاسي».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"