عادي
في قصيدة محمد بن راشد الجديدة:

حمدان بن محمد فارس يعشق المركز الأول

03:23 صباحا
قراءة 5 دقائق
الشارقة: «الخليج»

ها هو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» وقد شهد أمس الأول حفل ختام سباق الهجن الذي استضافه الميدان الذكي في المرموم يتفاعل بل ويبتهج بنتيجة السباق التي أسفرت عن فوز «تكريم» التابعة لهجن العاصفة وتتويج سمو الشيخ حمدان بن محمد ولي عهد دبي بسيف الإمارات، كيف لا؟، و صاحب السمو الشسخ محمد بن راشد ذلك الشاعر الكبير الذي يتفاعل مع كل إنجاز إماراتي ويعبرعن فرحته بهذا الفوز من خلال الشعر الذي يؤرخ للحادثة ويسطر من خلاله إنجازاً يستحق المدح والتقدير.
كانت مناسبة هذا الفرح العارم هو أن الناقة «تكريم» قد دخلت التاريخ من أوسع الأبواب، فاستحقت من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قصيدة مجلجلة تتألف من عشرين بيتاً، لكي تعانق هذا الفوز حيث يفتتح سموه هذه القصيدة بعبارات دالة تعبر عن فهمه لمفهوم الفوز والذي بطبيعة الحال لا يأتي هكذا من فراغ، وإنما يحتاج إلى دربة واجتهاد ومراس، وهنا، يقرن سموه بين مفاهيم الرجولة والبطولة والشهامة بتأكيده على أن هذا الاستحقاق ليس لفظياً ولا كلامياً، وإنما هو نتيجة وسبب لاختبار حقيقي في ميادين الفروسية، التي تمتحن قدرة المتنافسين على التحدي والصبر وتحمل الصعاب.
يقول سموه:
الختامي كان ناموسه علامه
                           نالته تكريم ناموس الختامي
وكل شي ان كنت تعطيه اهتمامه
                          تاخذ إمنه لي تريده بالتمامي
والرجوله والبطوله والشهامه
                         تبغي الأفعال ما جت بالكلامي
في الأبيات التي تليها، يؤكد سموه ما سبق وأشار إليه دائماً، حيث يتضح أن مفهومه للفوز هو بكل تأكيد إنما يكون في ميادين التحدي والكرامة، هنا يصبح الفوز قرين الفعل، ويصبح الفوز صنو التجربة التي يصقلها الميدان، هو إذن فعل، بل فوز يستحق اسمه، وليس فعلاً لفظياً، يردد هكذا على سبيل التباهي والكلام.
في البيت الثالث من القصيدة يخاطب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، سمو الشيخ حمدان بن محمد ولي عهد دبي فيقول له: هذا الفوز الذي رام ذُرى المجد والفخار في هذا العام، قد جعل هذا العام علامة مشرقة، حيث يصبح سنة 2017 التي شهدت فوز «تكريم» بسيف الإمارات سنة لسموه كـذلك، وهي بالضرورة تعبر عن فوز يستحق الفخر والتوثيق في سجـل الإمارات الناصع.
يتنقل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في قصيدته ليصف لحظات الفوز، بتسليط الضوء على «تكريم»، حين بزغت في اللحظات التي سبقت الفوز، فظهرت شامخة جلية، تبشر بفوز مشرف، فهي تارة كما يصفها سموه، عالية الهمة، وتارة واضحة وضوح الشمس، ترتاد الصعاب، كأنها شامة على الخد، وكأنها سهم انطلق من كفّ رامٍ محترف يتقن التصويب والرمي.
يقول سموه:
ومن سرب للعاصفه يالله السلامه
                            إطلعت حيّة إجلبت كل النظامي
يوم صفّوهن بدت تكريم هامه
                              عاليه ترفع لأهل الهين هامي
كنّها ما بينهن في الوصف شامه
                          واضحة أو مثل خرّت حر شامي
رامت اللي صعب شي في الهين رامه
                           كنّها سهم انطلق من كف رامي
لا يكتفي سموه بهذا الوصف، بل هو يؤكد على أنه فوز يستحق الاحترام، كما يعقد سموه مقارنة بين هذا الفوز الذي أحرزته «تكريم» وبين تلك الريح العاصفة التي تخلع أوتاد الخيام، وأيضاً هو مثل البرق الذي يلمع في الظلام، فيضيء ويجلي الظلمة ويكشف أسرارها، ويتوجها بالبرق والانكشاف.
يقول سموه:
كل حد أبدى لها اليوم احترامه
                           ولي مثلها بستحق الاحترامي
كنّه إمفصل لها م الرّيح خامه
                   عصف عاصف جلّع طنوب الخيامي
أو شبيه البرق يبرق في غتامه
                            بارقه البرّاق جلاّي الظّلامي
يسلب الأنظار في لمعه صرامه
                            لمعته يا كنّها لمع الحسامي
لقد استحقت «تكريم» من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الكثير من الوصف، الذي أوقد شاعرية سموه، وعبر عن فرحة كبيرة بهذا الفوز، فالناقة «تكريم» عدا عن كونها جالبة الفرح والبهجة، وعدا عن كونها تستحق جلال الأوصاف وهيبتها وأرفعها، وعدا عن كونها تشبه موج البحر في عنفوانه وفي شموخه وجبروته، فهي أيضاً خارجة عن الوصف، أو يقف الوصف دونها مرتبة وسمواً ورفعة، وهي كذلك صنو النصر الذي لا يشترى بثمن، صنو النصر الذي يسمو بطبعه ولا يضاهى.
في الأبيات الثلاثة الأخيرة يخاطب سموه، ولده سمو الشيخ حمدان بن محمد ولي عهد دبي مرة ثانية ويقول له: لقد فزت يا حمدان بهذا السباق، وفزت بختامه، «كأنك يا حمدان قد صنعت حظك بيدك».. وفي هذه الصورة التي تشبه الفوز الذي صنعته «تكريم»، كأن سمو ولي عهد دبي قد رسم علامة كالسيف، سيف يؤكد بمـا لا يدع مجالاً للشك، بأنه سيف لا يضاهى، هو يشبه سيف جدك كناية عن الفخر والمجد الذي ينتمي إليه سمو الشيخ حمدان بن محمد ولي عهد دبي.
فـ«هذا الشبل من ذاك الأسد» الذي تعود على الفروسية، وهو المقدام الذي لن يرضى سوى بالمركز الأول، وكأن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد يقول: (وأنت يا «حمدان» تشبهني أيضاً، فأنا والدك الذي أغرم بالمرتبة الأولى دائماً، وأسعى إليها وأعشقها وأرتضيها نهجاً وغراماً).
يقول سموه في ختام قصيدته:
فزت يا حمدان بالرّيس وختامه
                          وما يجيب الحظ إلا ناب دامي
وصف سيفك مشبه سيف الغمامه
                      سيف جدك سامي في كف سامي
فارس دايم على الأوّل غرامه
                           خذتها مني أنا الأوّل غرامي .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"