عادي
«هستيريا» تتكرر سنوياً عشية رمضان

مستهلكون أفرغوا الأرفف وجيوبهم .. وغادروا سعداء

04:03 صباحا
قراءة 4 دقائق
تحقيق: يمامة بدوان

كما كل عام، وقبيل دخول رمضان، تشهد منافذ البيع والتعاونيات، ازدحاماً كبيراً، وبالكاد يجد المستهلك لنفسه موطئ قدم، بل إن الأغلبية، يتدافعون بعربات التسوق، كأنهم في حلبة مصارعة، نحو المنتجات والعروض الترويجية، يتسابقون لنيل الجائزة الكبرى، وهي شراء متطلباتهم من السلع، وبكميات كبيرة، حيث يرجئ معظمهم تسوقهم حتى اللحظات الأخيرة.
هم أشبه بالسيل، تدفقوا أمام الأرفف والعروض التخفيضية، لشراء أفضل المنتجات، اعتقاداً منهم أن إرجاء التسوق لليومين اللذين يسبقان رمضان، أحد طقوس استقبال الشهر الكريم، خاصة أنهم انتظروا حتى إطلاق العروض الترويجية في المنافذ والتعاونيات، للمقارنة بين أفضلها سعراً، وتناسوا أن الإقبال على الشراء في وقت واحد، يتسبب بازدحام وإرباك.
«الخليج» تجولت في إحدى التعاونيات الكبرى في دبي، ورصدت «هستيريا» أصابت المتسوقين، الذين أفرغوا الأرفف من المنتجات، وجيوبهم من النقود، لكنهم غادروا والبسمة تعلو وجوههم.

أحمد سعيد، يرى أن ثقافة التسوق غائبة عن معظم أفراد المجتمع، لاعتقادهم أن اللحظات الأخيرة التي تسبق حلول الشهر، هي الأنسب لشراء احتياجات العائلة، ما يسبب ازدحاماً في المنافذ والطرقات، بل إن الأمر يتعدى ذلك إلى التذمّر والغضب.
وأضاف أن الجهات المسؤولة تناشد المستهلكين كل عام، شراء مستلزماتهم قبل حلول شهر رمضان بأسبوعين أو 10 أيام، على الأقل، ما يجنب التزاحم، لكنهم يرجئون التسوق إلى آخر يومين من شعبان، لذا تزدحم المنافذ والتعاونيات بالمستهلكين الذين يفرغون الأرفف من معظم المنتجات.
أما عابد الشامسي، فقال إنه عاد للشراء مرة أخرى، عشية رمضان، بالرغم من أن عاداته السنوية، تتمثل في الشراء قبل حلول الشهر بأسبوعين، إلا أنه فوجئ بوجود نقص في منتجات غذائية معينة، ما دفعه إلى التوجه إلى منفذ بيع آخر.
وأشار إلى أن الازدحام في الشراء، بات من طقوس استقبال الشهر الفضيل، حيث إن بعضهم يجد متعة فيه، بل إن الأغلبية أصبحوا يصطحبون أطفالهم، كنوع من النزهة وكسر الرتابة اليومية.
عامر الشحي، قال إن معظم الموظفين، يؤجلون مشترياتهم حتى اللحظة الأخيرة، حيث إنهم لا يكادون يجدون وقتاً للتسوّق، مشيراً إلى أن ما شهده السوق بالأمس، السبت، وهو إجازة أسبوعية لمعظم العاملين في الخاص والحكومي، أشبه بهجوم مرتد على المنافذ والتعاونيات.

تبذير غير مبرر

الأمر مختلف عند سليم الكتبي، الذي قال إن التسوق عشية شهر رمضان له متعة خاصة، كونه يعني أن شراء المنتجات ليس مثل أي يوم، بل هو الاستعداد للصيام، وإقامة الولائم للأهل والأصدقاء. مشيراً إلى أن شراء أكثر من عربة من المواد الغذائية والاستهلاكية، كما يفعل البعض، يعد تبذيراً غير مبرر، وهو يلجأ إلى التسوق عشية الشهر الكريم، بعد تدوين «قائمة المشتريات» لتجنب نسيان أي سلعة.
وأضاف أن رمضان شهر الخير، لذا يلجأ إلى شراء ما تطيب له النفس، ليس لأسرته فقط، بل ليوزع بعض المشتريات على المحتاجين، تقرباً إلى الله.

إجراءات احترازية في تعاونية الاتحاد

وعن استعداد التعاونيات ومنافذ البيع الكبرى في دبي، لمواجهة زيادة الحركة الشرائية التي يشهدها السوق حالياً، عشية حلول الشهر الكريم، أكد حارب محمد بن ثاني، مدير قطاع العمليات في تعاونية الاتحاد، أن التعاونية تطبق إجراءات احترازية، استعداداً للشهر، ومنها تشغيل أجهزة التحصيل «الكاشير» في جميع الفروع التابعة لها، قبيل أسبوع من الشهر المبارك، مشيراً إلى أن الفروع كافة ستبقى مفتوحة حتى آخر متسوق، قبل شهر رمضان ب 3 أيام، وكذلك العيد.
أما فيما يتعلق بآلية تعامل التعاونية مع النقص الذي قد يطرأ في بعض المنتجات على الأرفف، نتيجة الإقبال الكبير على شرائها، أوضح أن التعاونية أجرت دراسة على حجم مبيعات كل فرع من السلع المختلفة في رمضان الماضي، وبناء على تلك الدراسة، تم توفّير مخزون احتياطي في كل فرع، يلبي طلبات المستهلكين، حيث الأرفف مملوءة بالمنتجات بشكل مستمر، لضمان توافرها للمستهلكين في جميع الأوقات، مشيراً إلى أن المواد الغذائية متوافرة، وبكميات كبيرة، تلبي طلبات المستهلكين.
وعن النسبة المتوقعة في زيادة إقبال المتسوقين خلال هذه الأيام، أضاف أن شهر رمضان يشهد إقبالاً أكثر بضعفين، مقارنة بالأشهر العادية، مشيراً إلى أن إجمالي حجم تعاقدات السلع التي أبرمتها تعاونية الاتحاد يفوق 340 مليون درهم إماراتي، استعداداً للشهر، ويأتي ذلك في إطار حرصها على توفير جميع السلع والمواد الغذائية.

تحقيق السعادة لكل المتسوقين

قالت متاجر «كافور»: نحن ملتزمون بتحقيق أسعد اللحظات لكل المتسوقين بشكل دائم، ومن أجل مواجهة تزايد الحركة الشرائية، نقوم بالتخطيط بشكل دقيق، لضمان وجود الموظفين بالمستويات الصحيحة في المكان المناسب، من الدعم الفني في صالة البيع، إلى مسؤولي الصندوق، للتعامل بفاعلية مع كل المتطلبات، فضلاً عن المخزون المخطط له مسبقاً، للحرص على توافر كل الأصناف.
وتابعت، سنقوم خلال الشهر الفضيل بزيادة ساعات العمل، بما يتلاءم مع احتياجات عملائنا في المراكز التي نوجد فيها.

20 ساعة عمل متواصلة

أكد حسن القصعي، المدير العام لجمعية الإمارات التعاونية في دبي، أن مواجهة حالات الازدحام التي تسبق حلول الشهر الكريم، تتطلب إلغاء إجازات موظفي الجمعية، ضمن خطة طوارئ، وضعت للتعامل معها.
وقال إنه في ظل تهافت المستهلكين على الشراء، ارتأت الجمعية زيادة عدد الموظفين في الفروع كافة، بنسبة 20%، كذلك زيادة ساعات عمل الفروع، لتصل إلى 20 ساعة متواصلة، ابتداء من 7 صباحاً، حتى الثالثة فجراً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"