عادي
شموخ عمراني يبهر العالم

برج خليفة من الداخل . . كل شيء استثنائي

01:33 صباحا
قراءة 6 دقائق
تحقيق: رفيف الخليل

في هذه الرحلة كل شيء استثنائي، عالمي، بامتياز، أينما تحط أنظارك تلمس الإبداع وروح الابتكار، "برج خليفة" في دبي الصرح الأشهر في العالم والأكثر إبهاراً، أطول ناطحة سحاب في العالم، ويبلغ ارتفاعه 828 متراً (5 .2716 قدم) ويضم أكثر من 200 طابق منها 160 طابقاً مأهولاً بالسكان وهو أكبر عدد من الطوابق ضمن أي مبنى في العالم . في هذا الموضوع نتجول مع زوار البرج في رحلة تفصيلية نتعرف فيها إلى أعماق هذا المكان وتفصيلاته .
الرحلة بدأت من داخل مركز "دبي مول" حيث تواجدنا في ردهة الاستقبال التي لا توحي بالغرابة، فالموظفون يقومون بعملهم والزوار يشترون تذاكر الرحلة التي طالما سمع عنها العالم، فالكل هنا شغوف بالتجربة رغم اختلاف الثقافات والأعراق، وقالت الزائرة الهندية براتشي دهمال: أرى في وجوه الناس حب الاستكشاف لهذا المكان الذي لطالما سمعت عنه وأنا في بلادي، وهذه هي المرة الأولى التي أزور فيها دبي، وبلا شك كان من الضروري زيارة "برج خليفة" الذي اعتبره رمزاً عالمياً لا يتكرر .
يلي ردهة الاستقبال ممر كهربائي متحرك، يبلغ طوله 65 متراً يأخذ الزوار من "دبي مول" إلى داخل "برج خليفة"، وفي هذا المكان تتناثر على الجدران أرقى المناظر والمشاهدات الجمالية والتراثية المتتالية على شكل عروض بصرية تحكي إنجازات دبي وأمجادها الماضية والحاضرة، على أنغام موسيقى الحضارات التي تحلق بالمشاعر إلى أزمنة من الخيال، والرقة والعذوبة، وسميت هذه الجولة ب"دبي بين الأمس واليوم"، التي تمهد لأجواء المرحلة التالية من جولة الزوار .
لا يمكن لك أن تهمل الكاميرا في هذا المكان فكل شيء حولك جاذب، من مجسمات تعريفية، إلى منصات تفاعلية، وعبارات مكتوبة على الجدران تتسلل إليك بكل حب، ينتقل الزوار بعد ذلك إلى منطقة تسمى "السماء حول برج خليفة"، وتتوقف الجولة قليلاً في هذه النقطة وينشغل الجميع بالتقاط الصور التذكارية مع السماء، حيث تعتبر المكان الوحيد ليرى الزوار ارتفاع البرج الشاهق، والتعمق في جماليات الزخارف والتصميمات الراقية للجدران والشكل المعماري الفريد من الداخل والخارج . من جانبها عبرت الزائرة السعودية مها عبد الله، عن جماليات المكان ووحي التراث والأصالة الذي يفوح في كل مكان، وسعادتها هي وعائلتها في هذه الأوقات الاستثنائية .
"من الرؤية إلى الواقع"، محطة جديدة تأخذ الزوار إلى نقطة الصعود للقمة عبر المصاعد المبتكرة التي تقلهم إلى الطابق 124 حيث قمة البرج، لكن قبل هذا لا تزال الفرصة سانحة للتعرف أكثر إلى خصوصية هذا البناء الشاهق والعملاق من شاشات العرض التفاعلية التي تبين أسلوب بناء البرج وتصاميمه المعمارية التي تبقي المشاهد في حالة من الاستغراب والإشادة لهذا العمل العظيم الذي يضاهي كل التوقعات .
كما تنطلق المصاعد بسرعة فائقة، صعوداً إلى الطابق ،124 خلال نحو 60 ثانية فقط، وعبر الألماني جوزيف ريزميك، عن هذه اللحظة وقال: "تجربة المصعد أشعرتني بالمغامرة والحماس، فمن لحظة الصعود السريعة ومع الموسيقى الرنانة، اضطربت دقات قلبي وشعرت أنني في عالم الفضاء مع الأجواء الغريبة والممتعة، فالألوان خفتت والظلام غطى المكان، وهذا الأمر حقاً مذهل" .
في كل تفصيلات الرحلة خصوصية وتناغم جميلين، فالموسيقى وأنغام المقطوعات ألفتها الموسيقية كاتيا مقدسي، المقيمة في "كيبك" بكندا، التي تجمع بين الموسيقى الشرقية والغربية وهي ليست موجودة في المصاعد فحسب إنما في كل محطة من محطات الرحلة تلهم الموسيقى أركان المكان .
وعندما تفتح أبواب المصعد، سيكون الزوار أمام إطلالات رائعة لدبي ومايحيطها عبر نوافذ جدارية تحيط بالمنصة بزاوية 360 درجة، في الوهلة الأولى يشعر المرء أنه أصبح معلقاً بين السماء والأرض خاصة عند الخروج إلى القسم الآخر من المنصة وهي الساحة المكشوفة من أعلى، فعند النظر للأعلى تظهر قمة البرج "السارية" أمام عينيك، وفي هذه الأجواء الملهمة والشاعرية تجد الكل مشغولاً بالتصوير الفوتوغرافي والتقاط أكبر قدر من الصور التذكارية عند كل زاوية ومع كل نظرة للأفق البعيد الذي يزين دبي، بأبهى المشاهد الربانية التي تعكس قلب الصحراء ورمالها الصفراء مع البحر والشمس ومنظر الأبراج وتخطيط الشوارع، حيث تظهر تفصيلات دبي من قمة البرج كأنها مدينة من الأحلام الساحرة .
يقول أحمد الفلاسي، المدير التنفيذي لإدارة العقارات في شركة "إعمار العقارية"، التي ساهمت في تطور المشروع بنسبة 13%: "لعبت قمة برج خليفة دوراً حيوياً جاذباً في دعم نمو القطاع السياحي في الدولة، فكل عام تأتي إليها أعداد ضخمة من السياح الأجانب، والمقيمين في الدولة، بفضل الإطلالات الساحرة التي يمكن للزوار التمتع بها والتي تشجعهم على العودة إليها مرة أخرى" .
يقيم مهند أحمد، مع أبنائه في دبي، ووجد فرصة رائعة للاستمتاع مع العائلة والأصدقاء وسط أجواء ساحرة، وقال: "أحب هذا المكان الذي سيحفر في ذاكرتي للأبد، فكما تشاهدين المظاهر تنطق جمالاً، وأرى دبي من أعلى بمشاهد مختلفة ورائعة .
زينب بكر، حضرت من أفغانستان، مع خالتها، وأعجبت بذكاء المشروع واحتوائه لكل هذا العدد الهائل من السياح، وقالت: "لا يوجد مكان في العالم استطاع أن يجذب الناس إليه كبرج خليفة، وهو مكان لا يوصف اجتمعت فيه مفاهيم مميزة من الابتكار" .
كانت الزائرة الفرنسية نيكول أوكست، تتأمل الأفق مع زوجها من النوافذ، وأكثر ما أعجبها حسب قولها: كنت أسمع عن دبي وعن برج خليفة كثيراً من ابني الذي يعمل في شركة فرنسية في الشارقة، وعندما رأيت بأم عيني هذا البرج توضحت لي أشياء جديدة تعرفت إليها عن تاريخ المدينة وأسلوب الحياة في الإمارات من خلال الشروحات التعبيرية وهذا أمر جميل كي نتعرف إلى ثقافات مهمة وغنية .
ويلقى المكان شعبية وصيتاً كبيرين في أمريكا، برأي ديان ريستيفسكي، من مدينة "ماسيدونيا" في ولاية أوهايو الأمريكية، فلم يتوقع كل هذه التفصيلات المبهرة في البناء والخدمات وجودة المستوى، وهذا ما جعله يشجع أصدقاءه ويصور صوراً عديدة وينشرها في صفحته على الموقع الاجتماعي "فيس بوك" التي لاقت الإعجاب والرضا .
الوقفة الأخيرة بعد الخروج من الشرفة والمنصة، هي في متجر "قمة البرج" الذي يتيح للزوار فرصة شراء مجموعة من الهدايا التذكارية المستوحاة من أجواء "برج خليفة"، والتي تجعل الزوار في حيرة من أمرهم كما شعرت الزائرة الروسية آنا بيكيوفا، وقالت: "متجر البرج مملوء بالهدايا الجميلة، وأنا الآن اختار عدداً من التذكارات والهدايا لبرج خليفة وبصراحة شعرت بصعوبة بالغة لأن كلها جميلة ومعبرة" .

تليسكوب تفاعلي

يوفر البرج تقنيات وخدمات عديدة ومميزة، منها جهاز "التليسكوب التفاعلي"، الذي يسهل رؤية دبي في كل الأوقات بشكل مباشر من خلال شاشة خاصة يستطيع الشخص توجيهها إلى الشارع أو المنطقة المختارة، مع وجود دليل بالأسماء بلغات العالم، وتقول الزائرة الهندية، مينا فاكير: "ونحن من أعلى قمة في البرج نستطيع رؤية الأبراج على الأرض وهذه الفكرة مميزة، وتجربة رائعة، حيث تجمع مشاهدات وصوراً افتراضية للمدينة عن قرب، بغض النظر عن حالة الطقس، وكأنني تجولت في شوارع دبي عبر هذا الجهاز" . كما يمكن للزوار الحصول على صور تذكارية متميزة من خلال عروض صور تقنية الشاشة الخضراء (Green Screen) التي تجمع المشاهد الحقيقية مع المؤثرات البصرية الخاصة .

87 ,1 مليون زائر في 2013

لها مكانة استثنائية كأبرز الوجهات السياحية في دبي، حيث استقبلت قمة البرج لأكثر من 87 .1 مليون زائر خلال عام ،2013 مقارنة ب66 .1 مليون زائر في العام السابق، وكان السياح الألمان في مقدمة الزوار المتوافدين إلى "قمة البرج"، بنسبة 23%، يليهم الزوار من المملكة المتحدة (15%)؛ روسيا والهند (11% لكل منهما)؛ الولايات المتحدة الأمريكية (10%)؛ المملكة العربية السعودية (7%)؛ أستراليا وإيطاليا والصين (5% لكل منهم)؛ وفرنسا وهولندا (4% لكل منهما) .
وبما يؤكد موقعها الراسخ والشعبية العالمية التي تحظى بها، فازت "قمة البرج" هذه السنة بلقب أفضل وجهة سياحية في الشرق الأوسط من جوائز اختيار القراء التي تنظمها "كوندي ناست"، كما تعددت الألقاب التي حصل عليها البرج، ومنها لقب "المعلم الدولي" من قبل "مجلس المباني الشاهقة والمساكن الحضرية" (CTBUH)، كما فازت "قمة البرج، برج خليفة" بجائزة "أفضل وجهة سياحية" من جوائز الأفضل في دبي "Best in Dubai" .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"