عادي

صلاح فائق: «فيسبوك» أنقذ الكتاب من تسلط الناشرين

01:33 صباحا
قراءة 3 دقائق
القاهرة: سماح إبراهيم

صلاح فائق هو ذلك الشاعر العراقي صاحب التجربة المتفردة سواء على المستوى الإنساني أو الإبداعي، والمعبر عن قلق اللحظة بقصيدته ذات الصلة القوية بالعصر، شاعر يميل لأنسنة الحيوانات، وجعلها تلعب دوراً مهماً في قصائده، فلا تكاد تخلو قصيدة واحدة له من اسم حيوان. يكتب قصيدة النثر بعدة أنماط رافضاً التقيد بنمط معين، هو شاعر الأسئلة الأولى، الذي يواجه العالم بحالة من المحبة التي يمتلكها.
كيف تنظر لقصيدة النثر التي تكتبها اليوم؟
لم أطرح حالي كأنني شاعر قصيدة نثر، أنا فقط أكتب، وعدم استخدام الوزن والبحور لا يعني أن الشاعر يكتب قصيدة نثر، لا أعترض على هذه القصيدة، لكني لا أعتبر نفسي أنتمي إلى مدرسة أو اتجاه أو مصطلح معين من هذا القبيل؛ لأن هذا يحدد حرية اختياراتي وكتابتي.
ربما أردت بسؤالي هذا معرفة رأيك حول الجدل الذي تصادفه هذه القصيدة؟
لا يهمني هذا الجدل ولا شأن لي به، أعتقد أن ما يحسم هذا الموضوع هو الاستمرار في الكتابة وإنتاج هذه القيم، الذين يتحدثون عن قيم قصيدة النثر عليهم أن يثبتوها كتابة وليس تنظيراً.
لا تكاد تخلو قصيدة لك من أسماء الحيوانات، ما سر الاستخدام المفرط لهذه العوالم في شعرك؟
منذ صغري أحب الحيوانات، كنت أعيش في مدينة بها حيوانات وفي شبابي عشت في الجبال لعامين، فكنت أشاهد الذئاب والدببة والأرانب والثعالب ولديّ حب فطري بدائي لهذه الكائنات، التي أعتبرها جزءاً كبيراً من حياة أي إنسان يجب أن يكون حوله حيوانات وتعيش معه وعندما عشت في لندن حرصت على زيارة حديقة الحيوانات باستمرار فعندي ميل لأنسنة الحيوانات، وجعلها تلعب دوراً في قصيدتي وأنا سعيد بذلك؛ حيث إنها تحقق قيماً كثيرة في القصيدة بالفعل.
خضت تجربة الكتابة والنشر عبر «فيسبوك».. فكيف وجدت التعامل مع هذا الوسيط؟
أعجبت كثيراً ب«فيسبوك»؛ لأنه قدم لي خدمات جليلة فقد أعاد لي علاقات كانت مقطوعة مع أصدقاء كثيرين، كما أسس لعلاقات جديدة فضلاً عن التسهيلات التي يقدمها من ناحية نشر القصائد وجمعها وتحويلها إلى «PDF
» ثم إلى كتاب وهذا شيء رائع، سابقاً كنا نمكث سنوات ننتظر رحمة أي ناشر الآن يمكن للشاعر وحده أن يحول كتابته إلى صيغة إلكترونية، لقد أنقذنا ال«فيسبوك» من تسلط الناشرين.
هل لك أن تسلط الضوء على جماعة كركوك الأدبية التي انتميت لها عدة سنوات؟
مجموعة كركوك كانت ما يربو على 12 صديقاً، كركوك مدينة قوميات، تضم كرداً وتركماناً وآشوريين وعرباً إنجليزا؛ حيث أصبحت مركزاً لشركة بترول بريطانية لأكثر من 50 عاماً، ومعظم أهل هذه المدينة يفهمون اللغة الإنجليزية؛ حيث اطلع الكثير منهم على الكتابات الإنجليزية في حينها، لكن أهم نقطة أريد ذكرها أن كل المجموعة لم يكن فيها عربي واحد، كنا إما تركماناً أو كرداً أو آشوريين في الخمسينات والستينات بالعراق لم يسموح لنا بتعلم أي من لغاتنا القومية، ورغم أن أمي كردية وأبي تركماني إلا أنه حسب القانون العراقي لا يمكن أن أتعلم غير العربية، نحن كمجموعة كركوك كنا ننتمي إلى حركات يسارية، وبعد إطاحة النظام الملكي عام 1958، كانت لدينا ميول أدبية ووطنية ومن بيننا: رسامون وموسيقيون، كنا في لقاءات شبه أسبوعية نقرأ نصوصنا في بيت أحدنا ونناقشها بشكل نقدي، في البداية قُوبلت بالسخرية والنقد؛ لأنحني كنت أقلد الشاعر عبد الوهاب البياتي؛ بسبب لغته اليومية البسيطة، لم أكن أميل إلى بدر شاكر السيّاب؛ بسبب البلاغة، لكن كان لي صديقان ضمن المجموعة هما «جان دمو وأبو يوسف سعيد» قالا إن هناك شيئاً جديداً في كتابتي.
وفي الحقيقة قبل بداية كتابتي للشعر كنت أغني فوالدي كان مغنياً وأيضاً متصوفاً ودرويشاً، ورأيت كل هذا في طفولتي، وبعد الغناء بدأت أميل للرسم ورسمت كثيراً، ثم كتبت مجموعة كبيرة من القصص القصيرة؛ لكنها فُقدت في غمرة أوضاع العراق، استمرت جماعة كركوك الأدبية حتى 1963 حتى جاء انقلاب فاشٍ ضد اليسار في العراق؛ حيث جاء «حزب البعث»، الذي أقدم على المذابح، وفي هذه الأوقات هربت إلى الجبل خوفاً من اعتقالي وبقيت فيه لمدة عامين تحولت إلى مقاتل في قواعد الحزب في شمال العراق، ثم عدت بعد عامين واستمريت في علاقة مع الحزب حتى عام 1970، عملت كعامل سكك ببغداد وصباغ وبالمخابز، إضافة لأشغال كثيرة، لكن في الوقت ذاته كنت أكتب، بعد إطاحة «حزب البعث» عام 1963 بدأنا مرة أخرى نلتقي جماعة كركوك وعدت نشيطاً بالكتابة؛ حيث نشرت في بعض المجلات والصحف العراقية ونفس المجموعة بدأت تنشر في بيروت ودمشق وبغداد.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"