عادي
يرى أنها تحتاج إلى جهات منتجة حرفية

طه المشهداني: الدراما العراقية تعاني الاستسهال

02:40 صباحا
قراءة 4 دقائق
بغداد - زيدان الربيعي:
أكد الممثل العراقي طه المشهداني أن الدراما العراقية ما تزال متواضعة، لأنها تعاني الاستسهال وأموراً كثيرة .
وذكر المشهداني في لقاء مع "الخليج" أن الدراما العراقية تحتاج إلى جهات منتجة تمتلك الحرفية والمهنية وكذلك تحتاج إلى أموال طائلة حتى يتم تسويقها إلى دول الجوار العراقي، مشيراً إلى ضرورة قيام الدراما العراقية بإنتاج أعمال اجتماعية تخص المجتمع العراقي، ومناشداً التوجه إلى تفاصيل اجتماعية مهمة .

ما الصعوبات التي واجهتك في تجسيد شخصية "صلال" بمسلسل "فدعة"؟
إن مسلسل "فدعة" الذي كتبه سعد هدابي وأخرجه هاشم أبو عراق كانت فيه صعوبات كثيرة جداً وأنا شخصياً واجهت في المسلسل أكثر من صعوبة أولها أنني بقيت عيوني لمدة طويلة مغلقة تماماً بقطعة قماش بحيث لا أرى حتى الضوء وهذا الأمر يعيق التركيز في أدائي خاصة في المشي أو الانفعالات التي تتطلب مني النهوض من المكان الذي أجلس فيه . أما الصعوبة الثانية فتمثلت بتنقلي اليومي من العاصمة بغداد إلى موقع التصوير في محافظة بابل، لأن الطريق كان صعباً وتحدث فيه انفجارات ما يؤدي إلى قطع السير لساعات طويلة، لكن رغم التعب الشديد كنت أشعر بسعادة كبيرة ومتعة لا توصف .

من خلال شخصية "صلال" أوصلت رسالة للجميع بأن "الشر" لا يدوم ونهايته الهلاك؟
- هذا صحيح جداً، لأن "الشر" مهما بلغ من قوة وطغيان وتمادي لابد أن تكون نهايته مأساوية وقاسية على صاحبه، لذلك فإن محور الشر في مسلسل "فدعة" كان "الشيخ جايش" الذي جسد شخصيته بشكل رائع جداً الممثل كريم محسن قد انتهى نهاية كارثية والحمد لله أننا أوصلنا الرسالة بأمانة إلى المتلقي .

مسلسل "فدعة" هل مثل إضافة جديدة إلى الدراما العراقية؟
- بكل تأكيد، لأن مسلسل "فدعة" كان من الأعمال المهمة جداً التي عرضت في شهر رمضان الأخير وقد مثل إضافة مهمة لمسيرة الدراما العراقية، لأنه عمل تاريخي معاصر تحدث عن شخصيات عراقية راكزة في الذاكرة الجمعية للمجتمع العراقي، فضلاً عن ذلك دفع هذا المسلسل بمجموعة جديدة من الممثلين والممثلات الجدد إلى واجهة الدراما العراقية وهذا مكسب كبير ولكن يجب على المخرجين في المستقبل أن يعيدوا تأسيس هذه الوجوه في الدراما حتى تأخذ مكانها الواسع في الأعمال الدرامية المقبلة .

البيئة التي تم تصوير مسلسل "فدعة" هل كانت ملائمة مع الحكاية التاريخية؟
- كلا . . لأن القائمين على المسلسل لم يستطيعوا إظهار الأفق الكامل للبيئة، بل قاموا بأخذ جزء من البيئة وتم العمل بموجبه .

كيف وجدت الدراما العراقية خلال الدورة الرمضانية الأخيرة؟
- وجدتها متواضعة وهناك أسباب عدة لهذا التواضع ومن أبرزها الوضع الأمني غير المستتب في البلد أثناء تصوير الأعمال، كذلك الخلافات السياسية بين الكتل والشخصيات قد أثرت على الشارع وعلى كل مفاصل الحياة بما فيها الدراما، فضلاً عن ذلك هناك استسهال في الإنتاج الدرامي من قبل بعض الشركات المنتجة، لأن البعض من الذين يديرون هذه الشركات هم تجار ولا تربطهم أية علاقة تذكر بالفن والدراما . حيث إن همهم الوحيد يتمثل بالحصول على الأرباح المادية، لذلك على قناة العراقية الفضائية في المستقبل أن تعطي أعمالها بأيادٍ تمتلك الخبرة في الأعمال الدرامية وتحرص على القيمة الفنية للعمل الذي تتولى مهمة إنتاجه وكذلك الطواقم العاملة في هذا المسلسل أو ذاك . إذ لابد لقناة العراقية أن تتعاقد بصورة مباشرة مع شركات الإنتاج، أما إذا تعاقدت مع منتج منفذ فيتطلب ذلك أن تضع شروطاً مجزية عليه حتى يكون ملزماً بإظهار العمل الدرامي بالصورة التي نتمناها .

هل تعتقد أن احتكار قناة "العراقية" للأعمال الدرامية إضافة للدراما أم سحب منها؟
- إن هذه القضية سلاح ذو حدين، لأن كل قناة تنتج الدراما لها أيديولوجية معينة، لذلك كانت الأعمال الدرامية التي أنتجت في السنوات الست الماضية قد ركزت على الظلم والجور الذي ارتكبه النظام السابق بحق العراقيين، لكن قناة "العراقية" هذا العام حاولت الابتعاد عن ذلك الظلم والجور وقامت بإنتاج أعمال درامية اجتماعية جيدة من خلال تركيزها على بعض الرموز الاجتماعية ومنها "فدعة" التي هي شاعرة مهمة وتعد مثلاً أعلى للكثير من النساء العراقيات . لذلك أتمنى على قناة العراقية وكذلك على القنوات الأخرى أن تركز على القضايا الاجتماعية وهي كثيرة في البلد حتى تستطيع تسويقها إلى المتلقي العربي في دول الجوار على أقل تقدير، لأن الدراما العراقية ما تزال تعيش داخل حدودها وهذا خطأ كبير يدفع ثمنه الممثلون العراقيون .

كيف يمكن معالجة النواقص الموجودة في الدراما العراقية؟
- نحتاج إلى جملة أمور منها عدم استسهال الممثل بالشخصية التي يجسدها وكذلك عدم استهانة الجهة المنتجة باحتياجات المخرج ومنها الأموال على اعتبار أن الدراما هي حرق للأموال حتى نصنع دراما حقيقية، كذلك يجب على الجهات المنتجة أن تطلب من المخرجين التعب الكبير من أجل تصوير خمسة مشاهد فقط في اليوم الواحد حتى تكون مشاهد متميزة بدلاً من الطلب منهم تصوير "40" مشهداً في اليوم الواحد .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"