عادي
جونسون: «بداية جديدة».. وماكرون: «إنذار تاريخي»

بريطانيا تغرد بعيداً عن أوروبا

05:38 صباحا
قراءة 3 دقائق

قبل أن تدق الساعة، أمس، معلنة انتصاف ليل الجمعة، نفذت بريطانيا، «الطلاق التاريخي» عن الاتحاد الأوروبي، لتغرد وحيدة عن التكتل، وتبدأ مرحلة غير محددة المعالم، تمثل أكبر تغيير في مكانتها العالمية، منذ أفول نجم إمبراطوريتها، وأشد ضربة لجهود دامت 70 عاماً لتحقيق الوحدة الأوروبية، فيما وصفه رئيس الوزراء البريطاني بأنه بداية ل«فجر جديد» للمملكة المتحدة ولأوروبا على السواء، فيما رأت فرنسا «إنذاراً تاريخياً»، إذ تسود مخاوف من طبيعة العلاقة المستقبلية بين الطرفين، ووجود منافسة غير عادلة بعد «بريكست».
وتباينت مشاعر البريطانيين الذين قسمتهم أزمة «بريكست» على مدار ثلاثة أعوام ونصف العام، بعدما خسرت البلاد عضويتها في الاتحاد، إذ رأي المؤيدون لأوروبا «الخروج» بمثابة «يوم حزن»، لكن المشككين في الوحدة الأوروبية، اعتبروه «يوم الاستقلال»، وبداية فجر جديد لبريطانيا.
وأثنى رؤساء المؤسسات الأوروبية، على ما وصفوه ب«أوروبا على عتبة عصر جديد»، مذكرين بريطانيا، بأنها ستخسر «مكتسبات» الدولة العضو، وذلك في رسالة نشرت أمس. وأعرب رؤساء المجلس الأوروبي (شارل ميشال)، والمفوضية (أورسولا فون دير لاين) والبرلمان الأوروبي (ديفيد ساسولي) عن «الاستعداد للانخراط في شراكة جديدة مع جيران الضفة الأخرى من بحر المانش». وقالوا: «بالنسبة إلينا كما لأشخاص كثر، سيكون هذا اليوم حتماً مدعاة تأمل، وسيتسم بمشاعر مختلطة». وأضافوا: «برغم انتفاء العضوية، فإن المملكة المتحدة ستبقى جزءاً من أوروبا. الجغرافيا والتاريخ المشتركان، كما الروابط القائمة في مجالات عدة، تجمعنا بشكل راسخ، وتجعل منا حلفاء طبيعيين».
واعتبروا أنه في أعقاب بريكست: «ستستمر دول الاتحاد في توحيد الجهود، وبناء مستقبل مشترك، لا يمكن لأي بلد بمفرده احتواء تطور التغير المناخي، وإيجاد حلول على صعيد المستقبل الرقمي، أو إسماع صوته في خضم انعدام التناغم المتنامي الذي يحكم العالم». وختموا بأن الاتحاد سيستمر في «النهوض بأعبائه مع بزوغ شمس الغد». وقالت فون دير لين في مؤتمر صحفي: «علمتنا التجارب أن القوة لا تكمن في عزلة رائعة، ولكن في اتحادنا الفريد». وقال رئيس وزراء بريطانيا، في خطاب بهذه المناسبة: «إنها ليست نهاية، بل بداية. حان الوقت لتجديد حقيقي، ولتغيير وطني». من جهته، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في بيان: إن «هذا الخروج صدمة. إنه إنذار تاريخي ستتردد أصداؤه في بلداننا، وفي أوروبا، ويدفعنا إلى التفكير».
وتابع أن «بريكست بات ممكناً. لأننا جعلنا أوروبا في كثير من الأحيان كبش فداء لصعوباتنا الخاصة، ولأننا لم نعمل على تغيير أوروبا بما فيه الكفاية. أكثر من أي وقت مضى، نحن بحاجة إلى أوروبا بمواجهة الصين أو الولايات المتحدة للدفاع عن مصالحنا».
ودعا ماكرون إلى أن تكون أوروبا «أكثر سيادة، وأكثر ديمقراطية،» من أجل «إعادة بناء مشروع أوروبي أكثر وضوحاً». وعكست عناوين الصحف البريطانية التفاؤل والتوجس في يوم «بريكست»، إذ عنونت «ديلي إكسبرس» المؤيدة بشدة للانفصال «نعم، فعلناها»، فيما كتبت «ديلي ميل» على غلافها: «فجر جديد لبريطانيا» التي ستعود «حرة ومستقلة من جديد بعد 47 عاماً». لكن «ذي جارديان» المؤيدة لأوروبا، عنونت «جزيرة صغيرة»، ووصفت«بريكست»، بأنه «أكبر رهان منذ جيل». من جانبها، كتبت «فاينانشل تايمز» أن بريطانيا تنسحب وسط خليط من التفاؤل والأسف. أما «ديلي تلجراف» فعنونت غلافها «ليست نهاية وإنما بداية». (وكالات)

حقائق حول تداعيات الخروج البريطاني

يترتب على الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي تداعيات عدة، أبرزها:
1- فقدان الأعضاء البريطانيين في البرلمان الأوروبي مقاعدهم، وأبرزهم حزب «بريكست» بقيادة، نايجل فاراج، الذي يملك فيه 73 مقعداً.
2- سيتعين على بروكسل توجيه الدعوة إلى رئيس وزراء بريطانيا، بشكل شخصي، إذا رغب في المشاركة في القمم الأوروبية. ولن يحضر الوزراء البريطانيون الاجتماعات الدورية للاتحاد، المعنية بالنظر في أمور مثل حدود الصيد البحري، وغيرها.
3. سيصبح بإمكان المملكة المتحدة البدء بإجراء اتفاقات تجارية مع كل الدول.
4- تغيير لون جواز السفر البريطاني بعودته إلى اللون الأزرق الداكن، خلال أشهر عدة.
5- ستطرح الحكومة البريطانية ثلاثة ملايين قطعة نقدية تذكارية، من فئة ال50 بنساً.
6- إغلاق إدارة شؤون «بريكست» التي أنشأتها تيريزا ماي في العام 2016.
7- لن ترحّل ألمانيا مواطنيها إلى المملكة المتحدة،؛ إذ لا يسمح دستورها بتسليم المواطنين الألمان إلا لدول الاتحاد.
ومن أبرز الإجراءات التي لن تتغير خلال المرحلة الانتقالية، بالنسبة للمواطنين البريطانيين، تلك الخاصة بالسفر، إذ سيعاملون معاملة نظرائهم الأوروبيين، ويستمر تسيير القطارات والرحلات الجوية، كالمعتاد. وستبقى رخص القيادة وبطاقات التأمين الصحي الأوروبية صالحة للاستخدام. وستبقى حرية التنقل والإقامة مكفولة في كل من دول الاتحاد والمملكة المتحدة.
وسيتقاضى البريطانيون المقيمون في دول الاتحاد معاشاتهم التقاعدية كالمعتاد.
وتواصل بريطانيا المساهمة في ميزانية الاتحاد. كما ستستمر التجارة بين الطرفين من دون فرض أي رسوم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"