عادي
رغم تلقيه دعم رئيسة الوزراء وزعيم المعارضة

ضغوط ترامب تطيح سفير بريطانيا في واشنطن

05:02 صباحا
قراءة 3 دقائق

أعلنت وزارة الخارجية البريطانية، امس الأربعاء، استقالة سفيرها لدى الولايات المتحدة، كيم داروك، على خلفية تسريبات لمراسلات رسمية انتقد فيها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وذكرت الخارجية البريطانية في بيان، أن «داروك قرر طواعية التنحي عن منصبه رغم الدعم الذي حظي به من رئيسة الوزراء، تيريزا ماي، ووزير الخارجية، جيريمي هانت». وأضافت أن «داروك أبلغ مسؤوليه في رسالة استقالته، أنه بعد تسريب المراسلات الرسمية لم يعد بإمكانه أداء مهامه على الوجه المطلوب». وكتب الدبلوماسي «اعتقد انه في الظروف الراهنة، المسار الواجب اتباعه هو إفساح المجال أمام تعيين سفير جديد».

وكانت صحيفة «ميل أون صنداي» البريطانية، نشرت التسريبات، الأحد الماضي، والتي جاء فيها وصف داروك في مراسلة رسمية لمسؤوليه في لندن إدارة ترامب بأنها «مختلة، ومنقسمة على نحو فريد، ونحن لا نتوقع تحولها إلى وضع اكثر طبيعية، وأقل انقساماً، وأفضل أداء من الناحية الدبلوماسية».

ورد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على التسريبات بانتقاد لاذع ضد السفير البريطاني بعدما وصفه ب«المغفل»، مؤكداً أن إدارته لن تتعامل معه مرة أخرى، ووصف السفير بأنه «شخص غبي جداً»، وأضاف انه سمع بأنه «أحمق ومغرور». وكرر هجماته أيضاً على رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، ل«عجزها عن إنجاز» مفاوضات «بريكست»، واصفاً الوضع بأنه «كارثي». كما انتقد تعبيرها عن ثقتها بسفيرها في واشنطن، قائلاً «من الجيد أن بريطانيا سيكون لها عن قريب رئيس وزراء جديد».

وعبرت ماي عن أسفها لقرار الدبلوماسي. وقالت خلال جلسة المساءلة الأسبوعية لمجلس العموم، امس الأربعاء، «من المؤسف جداً أن يكون رأى أنه من الضروري أن يترك منصبه كسفير في واشنطن». وأضافت أن «حكومة جيدة مرتبطة بقدرة الموظفين الرسميين على إعطاء نصائح صريحة وكاملة، وأريد من كل موظفينا أن تكون لديهم الثقة اللازمة للقيام بذلك».

من جهته، صرح زعيم المعارضة العمالية، جيريمي كوربن «آسف أنا أيضاً لاستقالة كيم داروك»، داعياً البرلمان إلى الوقوف إلى جانبه. وقال «أعتقد أنه قدم خدمة مشرفة، ونوعية، يجب شكره عليها».

وكتب وزير الخارجية البريطاني هانت في تغريدة أن «اصدقاء دونالد ترامب يتكلمون بصراحة، وهذا ما سأفعله: هذه التعليقات عن رئيسة وزرائنا وبلادنا غير محترمة وخاطئة». واعتبر هانت أن السفير البريطاني في واشنطن إنما كان يعبر عن رأيه الشخصي في المذكرات، وأضاف أن الدبلوماسيين الأمريكيين «يعطون آراءهم الخاصة (...) والأمر سيان بالنسبة إلى دبلوماسيينا». وتابع موجهاً كلامه إلى ترامب «لقد قلت إن التحالف بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة هو أكبر تحالف في التاريخ، وأنا أوافق على ذلك».

وقال وزير الصحة البريطاني مات هانكوك، الأربعاء، إن بريطانيا بحاجة إلى إصلاح العلاقات من جديد مع الولايات المتحدة بعد الخلاف الدبلوماسي مع ترامب، لكنه لم يدعم بالكامل السفير البريطاني الذي يتعلق الخلاف به. وقال هانكوك لراديو هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) «علينا إصلاح هذه العلاقات مع البيت الأبيض من جديد والتي تعد أكبر من شخص واحد، لأنها مسألة كون هذه العلاقات بحال جيد على كل مستوى». ويدعم هانكوك علناً رئيس بلدية لندن السابق بوريس جونسون، ليصبح رئيس الوزراء المقبل.

لكن وزير الخارجية السابق، جونسون، الأوفر حظاً للفوز برئاسة حزب المحافظين وخلافة ماي على رأس الحكومة، تجنب التعبير عن دعمه للسفير البريطاني في مناظرة تلفزيونية جرت مساء أول امس الثلاثاء، مع منافسه وزير الخارجية الحالي هانت.

ولم تعلن وزارة الخارجية البريطانية حتى يوم امس، عن الإجراءات التي اتخذتها لكشف مصدر الترسيبات، مكتفية بالإعلان، يوم الأحد الماضي، عن فتح تحقيق شامل لتحديد هوية الجهة المسؤولة عن الفضيحة الدبلوماسية مع الولايات المتحدة.(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"