عادي
يعتبر الحلقة الـ 10 سر النجاح الرمضاني

أحمد الجسمي: عاتب على «دبي» و«أم بي سي»

00:45 صباحا
قراءة 8 دقائق
حوار: مصعب شريف

مسيرة الفنان الكبير أحمد الجسمي التي تحفل بمجموعة من الأعمال في المسرح والتلفزيون أطل من خلالها على المشاهدين ممثلاً وكاتباً ومنتجاً ، تمنح الحوار معه قيمة.

هذه القيمة تنبع من أنه لا يتحدث فقط عن تواجده في الموسم الدرامي الرمضاني بعملين أنتجهما هما «الحرب العائلية الأولى»، الذي يبث على تلفزيون دبي و«غمز البارود»، على شاشة تلفزيون أبوظبي.
ينطلق الجسمي من عمليه ليلامس الهم الدرامي الإماراتي العام، ويشخص حال الدراما الخليجية بشكل عام التي تحولت إلى صناعة و«بيزنس» تتحكم القنوات التلفزيونية الكبيرة في بورصته، حسب رأيه.
يرى الجسمي في الحوار معه أن نجاح الأعمال الرمضانية يكمن في استمرارها وجذبها للمشاهد بعد الحلقة العاشرة وحتى فترة العرض الثاني بعد رمضان.

} ما الثيمة العامة لمشاركتكم عبر «جرناس للإنتاج الفني» في الموسم الرمضاني؟

- راهنّا في «جرناس» هذا العام على دعم الوجوه الجديدة، كما دأبنا على ذلك في الأعوام الماضية من خلال رفد الساحة الفنية بممثلين جدد في كل عام.

ولأن الأمر لا يقتصر على الممثلين رأينا أن يكون كذلك بفنيين وكتّاب ومخرجين، ومنذ فترة نحاول أن نسهم في هذا الأمر قدر المستطاع، وهو مشروع انطلق منذ عام كامل مع الكاتب جاسم الخراز في مسلسل «دكة الفريج»، لنتيح الفرصة هذا العام للمخرج الإماراتي الشاب أحمد العرشي، في «الحرب العائلية الأولى» الذي تقاسمنا كتابته، وتم اختياره لكونه أحد الشباب الذين درسوا السينما والتلفزيون بأمريكا، وقريب جداً من أجواء «الست كوم» العالمي.

} ما العلاقة بين «الحرب العائلية الأولى»، و«عجيب غريب»، الذي أنتجتموه قبل أعوام؟

- «الحرب العائلية الأولى»، خرج للناس بعد تفكير استمر لأكثر من عام كامل، لأن الدافع الرئيسي وراء إنتاجه، كانت مطالبات بعودة «عجيب غريب»، الذي وجد نجاحاً كبيراً وتوقف منذ 4 سنوات، فمع كل إعادة له كان الجمهور يخاطبني وكاتب العمل جمال سالم، عبر وسائل التواصل المختلفة، بضرورة إعادته.
وبعد مداولات مع سالم، قرر أن ما حققه العمل يكفي ولا داعي لجزء ثالث الآن.
عندها أصبحت مطالباً بشكل أكبر، لذا فكرت في «الحرب العائلية الأولى»، انطلاقاً من التغيرات التي حدثت خلال السنوات الخمس التي أعقبت «عجيب غريب»، فالجميع يتابع التطورات التي تحدث في البلاد وهو ليس عمرانياً فقط بل اجتماعي أيضاً، فنحن ننعم بفضل الله ثم قيادتنا الرشيدة بنوع من الطمأنينة والرخاء.
وبالتأكيد هنالك مشاكل تصحب هذا التطور، خاصة في أوساط الشباب، وكذلك تأثيرات التطور المتمثل في وسائل التواصل.

} وهل تنصح بالمقارنة بين العملين؟

- ألتمس من الجمهور ألا يعقد مقارنة ، فلكل من المسلسلين كاتبه، ونجومه وكذلك حكاياته المغايرة.

لذك أتمنى أن ينظر الجمهور إلى العمل الجديد بتجرد، ضمن الإطار العام له، ونحن من خلاله نحاول أن نتقارب مع «السيت كوم» الحقيقي، بالاستوديو وال 4 كاميرات، نحاول أن نبحث ونجتهد. «الحرب العائلية الأولى»، جاء بعد سنة ونصف السنة من التفكير وكنت متخوفاً جداً، أثناء المناقشات، كلما كتبنا حلقتين أو 3 نعيد صياغتها وأنقل مخاوفي للمخرج العرشي، لأنه في «عجيب غريب» الناس أحبت «غريب» الذي كنت أقوم بدوره، بعائلتي الإماراتية وجدتي، كنت أقول، هل سيتقبلني المشاهد أم سيدخل شخصيتي الجديدة مع غريب في مقارنة؟ أجرينا قراءة طويلة وتناقشنا وتجرأنا.
ربما نواجه في البداية نوعاً من المقارنة والهجران، لأن «عجيب غريب» ما زال راسخاً في أذهان المشاهدين، لكني كنت واثقاً أن الجمهور سيتصالح مع العمل الجديد بعد ال 7 أو 10 حلقات الأولى، وهنالك بعض الممثلين المشتركين في المسلسلين، أمل محمد ابنتي في العملين، وجمعة علي كذلك، ونصر حماد كان الطبيب والآن مدرس خصوصي.
أتحدث بهذه الطريقة، لأن «الحرب العائلية الأولى» تكملة «عجيب غريب» وستكون هنالك الحرب العائلية الثانية والثالثة.

} وهل حدث ما تنبأتم به بعد العرض ؟

- هدفي إرضاء الجمهور خاصة أن توجهي واضح في المسرح والدراما، بأن أكون اجتماعياً أسرياً بتقديم دراما يشاهدها الأب وبناته.

ومبعث فخري واعتزازي أن عوائل كاملة تشاهد العمل مع أبنائها، لا أريد أن أتحدث عن وضعه في المحطة وتبنيها له، وكل الشكر والتقدير لمؤسسة دبي للإعلام على هذه الثقة الكبيرة بأن ننتج 3 أجزاء، لكن رمضان كموسم به كثير من الأعمال الكبيرة، وهنالك أعمال بها نجوم كبار، والمشاهدون حسب تصوري لا يحددون خيارات المشاهدة إلا بعد الأسبوع الأول.

صحيح أن هناك أعمالاً جذبت الناس منذ البداية وهي «فلتات» مثل «خيانة وطن»، الذي صعد منذ يومه الأول، وهو أمر جميل بالنسبة لنا في الدراما الإماراتية، لأن نجاح أي عمل إماراتي نجاح لنا جميعاً.

ويمكن أن نقول إن الأعمال التي كانت مسيطرة على الأجواء في الأسبوع الأول هي «خيانة وطن»، و«ساق البامبو»، و«سيلفي»، وبالنسبة لي لم أكن قلقاً بخصوص ردود الأفعال، فالعمل يمكن أن يجذب الناس بعد 10 رمضان، حتى من جذب الناس في البدايات يواجه تحدي الاستمرارية، وردود الأفعال حول «الحرب العائلية الأولى»، بدأت تصلني بعد 10 رمضان.

} لماذا؟

- في الحقيقة لدي عتاب بسيط على تلفزيون دبي، لأن الخامسة والنصف عصراً، ربما يعتبر توقيتاً جيداً للبعض، لكنه في الأغلب وقت النوم بالنسبة للجميع بعد العودة من الدوام، ووقت إعداد الإفطار بالنسبة للسيدات، وهو عتاب بسيط لأن وقت الإعادة السادسة فجراً، من سيشاهده؟
حتى أنا أخرج من المسجد في هذا التوقيت لأنام، هذا العتاب لأن الوقت في التلفزيون مهم، ولأن العمل إذا عرض في وقت مناسب كان سيحقق نجاحاً كبيراً، لكن ولله الحمد بعد يوم 15 رمضان وجدت ردود أفعال كبيرة على العمل وتفاعلاً من الجمهور في الإمارات والكويت والبحرين، وهناك من يأخذون فقرات من المسلسل لتركيب أغان عليها.
من يشاهد العمل يتابعه، لكن التوقيت ظلمه، ومن خلال تجاربنا نعرف أن العمل الذي يُحدث أصداء واسعة في رمضان ويستمر مع عرضه بعده يكون هو العمل المؤثر.

} وماذا عن عملكم الثاني «غمز البارود»؟

- هو أول إنتاج خاص ل «جرناس»، من دون تكليف كما درجنا في شراكتنا مع تلفزيوني أبوظبي ودبي في كل عام، وهي شراكة نعتز بها، لكن في هذا العام، حدثت ظروف، ولم يكن لنا نصيب في أن نقدم عملاً كلفنا به، ووجدت أنه صعب علينا أن نتوقف، ففي رمضان الماضي قدمنا «دبي لندن دبي» على تلفزيون دبي، و«عام الجمر» في تلفزيون أبوظبي، عندما يكون هنالك تكليف تكون الميزانية أكبر، ولكن الآن ميزانية خاصة، لكن بالإصرار تمكنا من النجاح.
وهو عمل عن قصة لخليفة وبو شهاب، والسيناريو والحوار للكاتب المتميز عيسى الحمر، وهو مؤلف كذلك «دبي لندن دبي»، وسعيد بأن أقدم في كل عام عملاً جديداً معه.
و«غمز البارود» عودة قوية لمخرجنا مصطفى رشيد، إذ تباعدنا، لكن عدنا بحماسة كبيرة.
وفي أي عمل درامي الحكاية هي التي تفرض نفسها، العمود الفقري لكل عمل هو الورق، وهذا العام لدينا ورق جيد وقصة شائقة، والسيناريو كذلك، المشكلة في بعض الأعمال أن المسلسل يبدأ بأحداث قوية ويشد الجميع، ولكن عند الوصول للحلقة العاشرة، يكون هناك نوع من الأحداث المتوارية في مكانها، ورتابة وتكرار وتطويل، التحدي أن تتابعني بعد الحلقة ال10، وهو ما حدث عبر تفاعل الجمهور مع العمل من خلال وسائل التواصل.
وفي البداية ليس هناك مشكلة في ألا يلفتوا لك في المنافسة لأن هناك عوامل أخرى، لديهم وقت عرض ذهبي ونجوم وأسماء، وعناوين ضخمة.

} لكن هناك اتهامات لكم كمنتجين بأنكم شركاء في معضلة التكرار والرتابة التي تلازم الدراما، عبر فرضكم مسألة ال30 حلقة على الكتاب.

- ربما يكون هذا الكلام مقبولاً، لكن هذه مسألة عامة.
الدراما التلفزيونية أصبحت 30 حلقة والاتجاه الآن للمسلسل التركي والمكسيكي، أي 100 حلقة.
الأمر يعتمد على القصة، فإذا كان العمل لا يصلح ل 30 حلقة ويكفي فقط 15، يجب أن يصارح المنتج عندها سيطالبه بالبحث عن عمل آخر يمكن أن ينتج في 30 حلقة، الأمر بسيط، لكن أن تقبل وتكتب ال 30 حلقة، ثم تأتي بعد ذلك لتتعذر بهذا ، فهو أمر غير مقبول إطلاقاً.
الأمور واضحة، مثلاً إذا كان لدي عمل تعرض علي الفكرة وتقول إنها تصلح ل 12 حلقة أو 15، لا نتحدث عن غيبيات، الأمر واضح جداً.

} ولكن لو تعامل بهذه الصراحة سيخرج من السوق، في النهاية هو كاتب محترف.

- مع احترامي للكتّاب لكن كل واحد يبحث عن مصلحته ويدافع عنها.
المشكلة أن الكل يريد أن يكتب، ويمنح نفسه حق أن يكون كاتباً متمرساً. كم كاتباً متميزاً تستطيع أن تأخذ الورق من يده وتنفذه أمام الكاميرا دون أن تتدخل فيه؟ أجزم أنه لا يوجد.

كمنتج أحرص على قراءة الأعمال أكثر من مرة وأعطي نسخة للمخرج ليقرأ، والمؤلف موجود، لا نتدخل بيدنا ولكن نمنحه ملاحظاتنا وتتم عملية الحذف والإضافة، بعض الكتّاب يقولون إن التعامل معي صعب للغاية، كل أعمالي فيها إعادات لكتابات وخطوط وربما حلقتين، أو 3 حلقات.

أقرأ كمنتج للتعرف إلى الاتجاه العام ومدى توافقه مع ما يطلبه الناس، ويقرأ المخرج حرصاً على عمله.

المسألة أنه في الخليج لا يتجاوز عدد كتابنا ال 7 كتاب متميزين، والتميز ليس بالكتابة فقط، لأن الكتابة للتلفزيون علم قائم بذاته وهي ليست فقط موهبة مختلفة عن الرواية والمسرح، ومعظم كتّابنا ليس لديهم نَفَس حتى الحلقة 15، ولهذا يحدث المط والتطويل، هنالك منتجون يريدون أن تكون أول 3 حلقات قوية، ويضع ثقله فيها ويشد المشاهدين، مع أن الذكاء يقتضي أنه كل ما شددتني لحلقة تشدني للتي بعدها حتى الحلقة 30، ولهذا ممكن أن تكون أحداثي أقل وطأة، ويتركوني ولكن بعد الحلقة ال 10 أقوم بجذبهم.
الرتابة تنتج من أن الحكاية تنتهي والحدث الدرامي ينتهي ليحدث الترقيع.
المشكلة أن هنالك 7 كتّاب متميزين، كل منهم يكتب عملين، عيسى الحمر مثلاً يكتب عملاً واحداً، أو عملين في العام وهذه يكفي.
من يكتب أكثر من عملين يكون الأمر «بيزنس»، اليوم أمامك 40 عملاً ولدينا 7 كتّاب مميزين في الخليج يعني يفترض أن الخلاصة 14 عملاً.
الجزئية الثانية أن أمر الإنتاج كان أسهل في السابق لأن المحطات الرسمية للدولة هي التي تنتج وهي التي تكلف، ولديك 7 محطات كبيرة فقط، اليوم هنالك 1000 محطة تتنافس، بالإضافة لجو «البيزنس»، والساحة مفتوحة للجميع، والكل له حق أن يجرب وينتج ويمثل، وبعض الممثلين وهم صادقون يقولون إنه إذا لم تكن لهم علاقة بمنتج معين يجلسون 5 أعوام دون عمل.

بعض المنتجين احتكروا النجوم، الدراما الخليجية أصبحت صنعة، أي عبارة عن «بيزنس»، والبيزنس بورصة تتحكم فيها المحطات الكبيرة.

} هل يمكن أن توضح أكثر؟

- أقول هذا لأنها مشكلتنا في الأعمال الدرامية الإماراتية، وهنا أود أن أرسل صوت عتاب ل «أم بي سي»، وهي المحطة الأولى بالطبع ولا تعرض أي عمل إماراتي.
وأتساءل: هل الأعمال الإماراتية لها خصوصية معينة لذلك مستبعدة؟ نود أن نعرف ما هذه الخصوصية؟ ها هي دولة الإمارات بكل ما فيها، من تطور وتعايش والدراما تعكس واقع هذا النمو والازدهار.
أنا أخسر جمهوراً خليجياً كبيراً يحتشد حول شاشة «أم بي سي». المحطات الخليجية لا تعرض أعمالنا، ليس لأنها سيئة، ولكن يجب أن نعترف أن هنالك تقصيراً في التسويق.
بعد رمضان نحقق متابعة جيدة في الخليج، وأعتقد أن السوق هو الذي يحرك، وهذا قدرنا، مصر «هوليوود» العرب، والكويت «هوليوود الخليج»، هذه حقيقة نعترف بها، واليوم في الخليج هناك إنتاجات ضخمة، لكن هناك من الأعمال ما هو جيد وسيىء، وعندما أقارن في الإمارات لدي 3 أو 4 أعمال نختارها بروية، وإذا ما قارنها بما يعرض نقول نحن الأفضل، وهذا لا يعني أننا أفضل من الكل، لكن إذا كان هناك 20 عملا تنتج في الكويت، و4 هنا، يمكن أن نرى لدينا «خيانة وطن» وهو عمل قوي ويطرح قضية وطن، وراءه د.حبيب غلوم، وهو رجل مثقف، والمخرج أحمد المقلة، رجل متميز. وهناك «دار الزين»، الذي لم يعرض ولو عرض ل «كسر الدنيا» لأنه من كتابة جمال سالم، الذي أفخر به كإماراتي، وهو عبارة عن كوميديا راقية أضاهي به أي عمل كوميدي في الخليج، وأقول هذا الأمر بفخر، وهنالك «غمز البارود»، وراءه عيسى الحمر ومصطفى رشيد وأنتجه، ولا أقبل أن أقدم أي عمل أقل من أصدقائي، وهنالك «مكان في القلب»، لسلطان النيادي وجابر نغموش، وهو نجم من نجومنا.

تسيطر على أعمالنا البساطة في القصة والطرح ونقدمها بشكل احترافي، لكننا لم نستطع حتى الآن الوصول للخليج بشكل أوسع. أحلم بأن يكون لي عمل مقدم بشكل رئيسي في «أم بي سي».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"