عادي
«أقدر» العالمية تواصل فعالياتها لليوم الثاني في موسكو

الأمن التقني والفكري والغذائي.. ركائز تمكين المجتمعات

03:15 صباحا
قراءة 6 دقائق
أبوظبي:«الخليج»

تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تواصل الدورة الثالثة من قمة أقدر العالمية فعالياتها لليوم الثاني على التوالي في العاصمة الروسية موسكو، تحت شعار «تمكين المجتمعات عالمياً: التجارب والدروس المستفادة» بالتزامن مع منتدى موسكو العالمي «مدينة للتعليم». وتركز أجندة اليوم الثاني على محور الأمن التقني والفكري والغذائي: ركائز استراتيجية لتمكين المجتمعات والشباب - الإمارات نموذجاً.
في كلمتها الرئيسية التي ألقتها على الحضور، قالت شما بنت سهيل بن فارس المزروعي، وزيرة الدولة لشؤون الشباب، «إن بناء الجسور لضمان أفضل الممارسات هو ما يحتاج إليه القرن الحادي والعشرون. ويسعدني حقاً تنظيم قمة أقدر العالمية في موسكو هذا العام، فهذا سيتيح لنا الفرصة لبناء جسور من العلم والمعرفة بين الأمم وذلك لتمكين المجتمعات عالمياً، ونحن على يقين بأن الشباب هم الركيزة الأساسية لتحقيق ذلك».
وأضافت: «إن أهم ما تعلمته دولة الإمارات حول تمكين الشباب خلال السنوات الثلاث الماضية هو أن أفضل السياسات والبرامج هي تلك التي يتم تنفيذها بواسطة الشباب من أجل الشباب. بمعنى، أن المستخدمين النهائيين هم ذاتهم المطورون والمؤسسون للبرامج والسياسات التي يحتاجون إليها، بنفس الطريقة التي يقوم بها عملاء آيفون بتقديم ملاحظاتهم لشركة أبل بهدف تصميم أفضل الإصدارات الجديدة من آيفون».


تحديات جماعية


وتابعت: «إن المشاكل العالمية هي تحديات جماعية؛ وعليه، يجب أن تتاح الفرصة والسلطة لكل فرد منا للمساعدة في حلها، لاسيما الشباب. فعندما يعجز قائد أو حكومة ما عن إيجاد الإجابات، فإن الطريق الوحيدة لحل المشكلة تتمثل في تبادل الخبرات مع الشباب والتعاون معهم من أجل حلها. وهذا يتطابق مع الهدف رقم 17 من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة».
وقالت أيضاً: «إن ما عملته دولة الإمارات من حث الحكومات والشباب على العمل سوياً بشكل مباشر من أجل صياغة السياسات وحل المشكلات يوفر معايير أساسية حول آلية تمكين المجتمعات. ونحن نتطلع إلى التعلم من تجارب الدول الأخرى وكذلك بناء الجسور التي تجعل تبادل المعرفة يتجاوز حدود قمة أقدر ليصل إلى العالم أجمع».
وختمت قائلة: «تبرعت دولتا الإمارات العربية المتحدة وروسيا في العديد من المجالات. وخلال تحضيري لهذه الرحلة إلى روسيا، تذكرت مناسبة خاصة جدا تتشارك فيها الدولتان: فالتاريخ 2 ديسمبر 1971 يحمل مكانة خاصة لكلينا. فهو التاريخ الذي ولد فيه اتحاد دولتنا، واليوم الذي هبطت فيه مركبة الفضاء التابعة للاتحاد السوفييتي على سطح المريخ لفترة كافية لنقل البيانات إلى الأرض للمرة الأولى. إن تمكين الشباب هو أمر في منتهى الأهمية في القرن الحادي والعشرين. وهو الحافز الأول للابتكار والاستثمار الحقيقيين. وتعد قمة أقدر العالمية 2019 المنصة المثالية للارتقاء بتمكين الشباب إلى آفاق جديدة»،


صناع القرار


ومن جانبها، قالت مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري، وزيرة دولة لشؤون الأمن الغذائي: «توفر قمة أقدر العالمية فرصة لا مثيل لها لمقابلة خبراء وصناع القرار العالميين في مجال الأمن الغذائي واستكشاف الطرق التي يمكننا من خلالها العمل سوية ومعالجة التحديات المشتركة للأمن الغذائي. في حين يركز عنوان القمة لهذا العام على المجتمعات وتمكينها لإحداث تغيير إيجابي. وهذا يتوافق تماماً مع نهجنا وأهدافنا في مكتب شؤون الأمن الغذائي بدولة الإمارات، حيث إننا نؤمن بأن المجتمع هو المحفز والمحرك الرئيسي لتحقيق تغيير هادف».
وأضافت: «يعد تثقيف المجتمع إحدى الركائز الأساسية للاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي في دولة الإمارات العربية المتحدة، مما يساعد على التواصل مع المواطنين لتحويل السلوكيات وإيجاد «حركة غذائية»، وهذا اعتراف بأن الأمن الغذائي يعتمد إلى حد كبير على الأساليب والنهج الذي تتبناه الحكومة، مدفوعة من قبل المستهلك كما يفعل على النهج من أعلى إلى أسفل الذي سنته الحكومة، كما أن الحركة الغذائية القائمة على العلم والبحث تشجع على اتباع نظام غذائي يحتوي على كميات أقل من اللحوم والمزيد من الخضراوات والحبوب الكاملة والبقوليات، ليس لأنه أكثر صحية فحسب، بل لأنه يؤدي إلى استهلاك أقل للموارد الثمينة، وفي ظل هذا النهج، تم مؤخراً إطلاق مبادرة «بزار»، التي تعمل على دمج جميع أفراد المجتمع لإظهار كيف يمكن أن يكون المطبخ الإماراتي صحياً على الكوكب كما الأفراد».


قنوات التعاون


وفي حديثه حول مشاركته في قمة أقدر العالمية، قال عمر بن سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي: «أنا فخور بأن أكون جزءاً من هذا الحدث مع زملائي الآخرين من الوزراء وذلك لتوطيد العلاقات القوية التي تجمع دولة الإمارات وروسيا وكذلك التأكيد على أهمية تبادل المعرفة وتبادل الخبرات لصالح البشرية جمعاء، وتماشياً مع ذلك، لطالما كانت دولة الإمارات حريصة على فتح المزيد من قنوات التعاون في جميع أنحاء العالم لتحقيق الهدف الأسمى وهو تعزيز وتيرة التنمية البشرية، حيث نؤمن بأن المفتاح لإيجاد مجتمعات آمنة ومستقرة ومزدهرة والمحافظة عليها هو من خلال تمكينهم فكرياً وثقافياً واقتصادياً، ويتمحور هدفنا في هذا الحدث الفريد في أن نشارك مع الدول المشاركة رؤية وإنجازات دولة الإمارات في مجالات التنمية البشرية والتعليم والابتكار وكيف ساعد ذلك في بناء نظام تعليمي رفيع المستوى وحقق مجتمعات مستدامة على مختلف الأصعدة».
ومعلقاً على جلسته الخاصة في القمة، قال: «عدت إلى حيث بدأ كل شيء وكيف تطور الذكاء الاصطناعي وذلك لفهم حقيقة تأثير هذه التكنولوجيا في عالمنا اليوم، ركزت بشكل خاص على رؤية الإمارات نحو تبني الذكاء الاصطناعي».
ومعلقاً على العلاقات الإماراتية الروسية في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، قال، «تستثمر روسيا بشكل كبير في استكشاف الفرص والسبل في قطاع التكنولوجيا والابتكار، ويهدف المركز الروسي للابتكارات الرقمية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في دبي، وتم إطلاقه هذا العام، ويعد مبادرة مشتركة بين كل من الإمارات وروسيا تهدف إلى تزويد الشركات الروسية بفرصة للدخول إلى سوق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إضافة إلى تقديم الدعم للشركات الروسية الناشئة ورواد الأعمال لفهم المنطقة بشكل أفضل وكذلك اتخاذ القرارات التجارية المناسبة لمنتجاتهم وحلولهم. كما عملت الدولتان على إنشاء صندوق مشترك يلتزم جزء منه بالاستثمار في التكنولوجيا».


تجربة مميزة


ومن جانبه، أعرب الدكتور علي راشد النعيمي، رئيس مجلس إدارة مركز هداية الدولي، ورئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة عن سعادته بالتواجد في قمة أقدر العالمية بموسكو، مشيراً إلى أن تجربة الإمارات مميزة تستحق أن تُدرس وأن يُستفاد منها في العديد من الدول.
وقال إن هناك شعلة من نور ليس لدولة أو منطقة واحدة ولكن للإنسانية جمعاء، وإن قيادة الإمارات بحكمتها، آمنت بالإنسان الذي يجب أن يُستثمر فيه، وآمنت بالتنوع والتعددية بكل أنواعها، وأن التعايش ضرورة وليس خياراً، والعبور إلى المستقبل يستلزم أن يكون التعايش ثقافة في المجتمع.
كما أكد أن أكبر خطر يواجه التعايش هو الإرهاب والتطرف وهما يعبران الحدود والدول.


التعليم والتنشئة الإيجابية


وفي اليوم الثاني من القمة، عُقدت ورش عمل وجلسات حوارية متنوعة تتناول موضوعات حول تمكين الأفراد والمجتمعات، حيث عقدت وزارة التربية والتعليم جلسة حوارية تحت عنوان «التعليم والتنشئة الإيجابية» في حين تناولت ديهاد ونور دبي موضوع «مستقبل العمل الإنساني وأهمية تشجيع الشباب على العمل التطوعي، وأجرى مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة ورشة عمل ناقش فيها موضوع «السلام والعدل والمؤسسات القوية»، وقام مركز إرادة لإعادة التأهيل بتنظيم ورشة عمل حول «تطوير برامج التوعية»، بينما تحدثت المدرسة الروسية الدولية - دبي حول «صقل مهارات النُشء: التمكين في المدارس والمجتمعات».
بالإضافة إلى ذلك، عقدت جمعية الإمارات للمحامين والقانونيين جلسة حوارية حول موضوع «دور جمعية الإمارات للمحامين والقانونيين في تعزيز العلاقات الخارجية والدولية لدولة الإمارات العربية المتحدة»، وجلسة أخرى نظمتها المؤسسة الاتحادية للشباب ناقشت فيها كيفية بناء القدرات لمواجهة التطرف عند الشباب، بينما تناولت ورشة العمل التي نظمها المركز الوطني للتأهيل موضوع «الاستجابة للمتغيرات المجتمعية في خدمات علاج وتأهيل مرضى الإدمان - تجربة المركز الوطني للتأهيل».

بيئة شخصية


وفي تعليقها حول ورشة العمل «التعليم والتنشئة الإيجابية»، قالت أمل علي الجسمي، مديرة إدارة الإرشاد الأكاديمي والمهني في وزارة التربية والتعليم: «المدرسة هي بيئة شخصية واجتماعية كبيرة في حياة طلابها، ولتكون بيئة المدرسة إيجابية يجب أن تتضمن مرافق مناسبة وفصولاً دراسية مُدارة جيداً ودعماً صحياً مدرسياً متاحاً وسياسة تأديبية واضحة وعادلة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"