عادي
مكتبة مثقف

ياسر منجي: الكتب تعبر عن تطورنا العقلي

05:22 صباحا
قراءة 3 دقائق
القاهرة:سماح إبراهيم

يمتلك الفنان والناقد التشكيلي الدكتور ياسر منجي مكتبة كبيرة سعى لتكوينها منذ الصغر لتتطور معه، نظراً لتنوع نشاطه بين النقد التشكيلي والعمل الفني والأكاديمي، فضلاً على كتابة الرواية، وهو الأمر الذي تطلب تباين محتوياتها.

} كيف كونت مكتبتك؟

- بدأت النواة الأولى للمكتبة مكونة من مجموعة كبيرة من مجلات الأطفال والقصص المصورة، تطورت مع الزمن ومع تنامي الوعي، بالجهد الذاتي، لأتعرف خلال المرحلة الإعدادية إلى ترجمات الأدب العالمي، وبدأتُ خلال المرحلة ذاتها متابعة بعض سلاسل المجلات العربية والأجنبية مختلفة المجالات، ليتطور الأمر بالانفتاح على أدب «نجيب محفوظ» الذي أتممتُ قراءة إنتاجه كله بنهاية الصف الثاني الثانوي، بالتوازي مع أعمال «العقاد» في مختلف مجالات الفكر، وكذلك عيون الأدب العربي القديم وأمهات المصادر التراثية، التي كنت قد فرغتُ من قراءة عددٍ لا بأس به منها بنهاية المرحلة الثانوية.
} ما أهم المجالات التي تتضمنها مكتبتك؟
- تتضمن مكتبتي الشخصية نخبة من المصادر الأساسية في الفلسفة، وهي متنوعة إلى حدٍ كبير، غير أن أعمال الفيلسوف والرياضي البريطاني «برتراند راسل» تحتل مكانةً خاصة بينها. كذلك تتضمن المكتبة عدداً كبيراً من المراجع المتخصصة في تاريخ الحضارات القديمة وعلومها وفنونها، فضلاً على مجموعة كبيرة من المؤلفات المتخصصة في علم الأديان المقارنة وعلم الإنسان وبطبيعة الحال، تحتل مصادر النقد الفني وعلم الجمال وتاريخ الفن مكانة خاصة في مكتبتي، بحكم تخصصي، هناك كذلك عددٌ لا بأس به من عيون الأدب الصوفي لمشاهير الصوفيين، كما تحتوي المكتبة على مجموعة مهمة من المؤلفات العالمية حول تاريخ لعبة الشطرنج واستراتيجياتها وافتتاحاتها؛ حيث كنت أحترف اللعبة خلال فترة من فترات حياتي، قبل أن أتفرغ للفن وتدريسه والكتابة في شؤونه. هناك كذلك قسمٌ أعتز به، يتضَمن مجموعة من الطبعات النادرة لكتب بلغات مختلفة في مجالات متعددة.
} هل تحرص من وقت لآخر على إعادة ترتيب المكتبة؟
- أداوم على الرجوع من آنٍ لآخر إلى العديد من المصادر والمراجع التي تحتويها، خاصة حين أكون بصدد الإعداد لدراسة مهمة، أو حين الشروع في تأليف كتابٍ جديد، كذلك فإنني أحرص دوماً على مراجعة محتويات المكتبة بصفةٍ دورية، وتبويبها وفهرستها بأسلوب منظم، حتى يسهُل علي الوصول إلى ما أبتغيه من محتوياتها بسهولة.
} هل تحتل كتبك ركناً في هذه المكتبة؟
- نعم، هناك ركن لكتبي ضِمن المكتبة، غير أنه ركن تغلب عليه الصفة التذكارية؛ بمعنى أنه يتضمن بضع نُسَخ من كل كتابٍ ألَّفتُه، على سبيل التذكار والتوثيق الشخصي لأعمالي الخاصة.
} ما مدى حرصك على إمداد المكتبة بأحدث الإصدارات؟
- أحرص على ذلك بشكلٍ كبير؛ حيث أتابع بانتظام كبرى معارض الكتب، وأحرص على زيارة أهمها خلال سفري ووجودي في بعض الدول العربية والأجنبية. كذلك أعتقد أنني زائر جيد لمعظم المكتبات الكبرى الموجودة بالقاهرة، ومراسل لا بأس به لبعض المكتبات الدولية، التي تقدم خدمة إرسال الكتب والنسخ الضوئية المصورة منها، عن طريق خدمات البريد الدولي.
}كيف تصف علاقتك بالمكتبة؟
- هي علاقة مُرَكَّبة بدرجة كبيرة؛ فمن ناحية هناك ذلك الجانب التقليدي المعروف والشائع، ذلك الذي يربطنا بالمكتبات كمصادر أساسية لتغذية عقولنا ووجداننا، وترقية مشاعرنا وتهذيب مداركنا بالمعارف والآداب والأفكار، وقد يتخذ هذا الجانب أحياناً مقاصد عملية؛ كالاستفادة من الكتب لغرض محدد، كالبحث لبعض متطلبات العمل والدراسة، أو حتى للبحث عن حلول لبعض المشاكل على المستوى الشخصي. وشأني شأن كل الناس، تتفاوت هذه الجوانب والمقاصد، من حيث الأهمية والأولوية، تبعاً لمقتضيات الأحوال، وطبيعة الحالة النفسية، وكذلك تبعاً لاختلاف الأهداف المرحلية والأولويات والظروف الطارئة. لكن، يظل في علاقتي بالمكتبة جانبٌ يمكن أن نسميه «العلاقة الجمالية التاريخية»، وهو مفهوم مزدوج الدلالة؛ فمن ناحية أرى علاقتي بالمكتبة تتخذ درجة من درجات التَلَقي الجمالي، بالنظر للكتب ككيانات ذات طابع بصري وملمسي - بل وشَمّي أحياناً - تُنتِج مع الزمن حساسية جمالية معينة، لا يدركها إلا من تمثل القراءة جزءاً لا يتجزأ من حياتهم. ومن ناحيةٍ أخرى، تُمَثِّل المكتبة تاريخاً خاصاً بي؛ بالنظر إلى المعايشة الطويلة لمحتوياتها، المواقف المرتبطة بتكوين أجزائها، وتراكمها مع الزمن بالتوازي مع تطوري العقلي والنفسي وتقدمي في العُمر، فهي جزء لا يتجزأ من تاريخي الشخصي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"