عادي
في رسالتها بمناسبة «سلامة الطفل»

الشيخة جواهر: أطفال اليوم بناة الغد.. فكونوا صناعاً للمستقبل

05:16 صباحا
قراءة 5 دقائق
الشارقة: ميرفت الخطيب

بعثت حرم صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، راعية حملة سلامة الطفل، رسالة إلى جميع الأفراد والأسر، والمؤسسات الرسمية والخاصة، تزامناً مع إطلاق الدورة الثالثة لحملة سلامة الطفل تحت عنوان: «صغارنا آمنون إلكترونياً»، التي أعلن عن تفاصيلها صباح أمس، في مؤتمر صحفي عقدته اللجنة المنظمة في قاعة الجواهر للمناسبات والمؤتمرات.
وقالت سموّها: «علمتنا التجارب الإنسانية الطويلة أن المستقبل رهين الحاضر ومتغيراته، وليس أمامنا سوى أن نكون مخلصين لراهننا وحريصين على النهوض به. فما تسعى له الحملة منذ انطلاقها إلى اليوم، هو بناء مستقبل بلادنا، وتحضّر مجتمعاتنا. فأطفال اليوم هم بناة الغد وحاملو رسالته الذين نعلق طموحاتنا على جهودهم ومعارفهم ورؤاهم، فكونوا للمستقبل صانعين، وحافظوا على سلامة أبنائه واحموا أحلامهم».

أضافت سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي: «إن مسؤولية رعاية الأطفال وحمايتهم بدنياً، وذهنياً، ونفسياً، ليست واجب الآباء والأمهات وحسب؛ وإنما هي واجب كل فرد وكل مؤسسة تربوية واجتماعية وثقافية في بلادنا، فكل ما نزرعه في أطفالنا نجني غداً ثماره علماً وحضارة وريادة».
وأكدت سموّها أنه «لا تمثل العناية بالأطفال وحمايتهم توفير بيئة آمنة لهم، وتمكينهم من وسائل المعرفة والعلم وحسب؛ وإنما تعني حماية المجتمع بأسره. فسلامة الأطفال من سلامة الأمهات، وما الأم إلا عماد الأسرة، وركيزتها التي نعيش في كنفها آمنين وسالمين، فكونوا للمستقبل بناة وللراهن داعمين».
وكان المؤتمر الصحفي عقد بحضور العميد سيف الزري الشامسي، القائد العام لشرطة الشارقة، وخولة الملا، رئيس المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، وخميس بن سالم السويدي، رئيس دائرة شؤون الضواحي والقرى، وراشد الكوس، المدير العام لثقافة بلا حدود، ومحمد ناصر الهزاع، المدير العام لمدينة الإمارات الصناعية، وبمشاركة برنامج خليفة لتمكين الطلاب «اقدر»، والهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات، والقيادة العامة لشرطة الشارقة.
وتستهدف الدورة الثالثة الأطفال، وأولياء الأمور، والكوادر المدرسية، والمختصين، لتفعيل دور المؤسسات المجتمعية في تعميم رسالة الحملة وتحقيق أمن وسلامة الطفل الإلكترونية. وكشف المؤتمر الذي قدمه أصغر إعلامي إماراتي، الطفل مايد المر عن أهداف الدورة الثالثة، حيث بيّن المتحدثون أن الحملة تسعى لنشر الوعي بأهمية الحفاظ على سلامة الأطفال في الإنترنت.
وأشارت هنادي اليافعي، مديرة إدارة شؤون الأسرة ورئيس اللجنة المنظمة للحملة، إلى أن الدورة الثالثة للحملة تأتي تتويجاً للنجاح الذي حققته في الدورتين الماضيتين؛ إذ ظلت سموّ الشيخة جواهر، تمنحنا كل الدعم والرعاية والثقة لنحقق إنجازات كبيرة، وصلنا فيها إلى تغيير في حياة الأطفال واليافعين، وزدنا من حرص أولياء أمورهم على صحتهم وسلامتهم.
وأوضحت أن «الدورة الجديدة تنطلق تحت شعار: «صغارنا آمنون إلكترونياً»، لتعزيز مفاهيم الحفاظ على أطفالنا من المخاطر المتمثلة في العالم الإلكتروني، والاستخدام الأمثل للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث تشكل هذه الدورة استمراراً لما بدأنا به من بناء الطفل، وسنعلن اليوم عن إطلاق الهوية الجديدة للحملة، بما يخدم أهداف الدورة الحالية، ورؤية الحملة المستمرة».

وأكد العميد الشامسي، أن «قيادة شرطة الشارقة حريصة على المشاركة في فعاليات الحملة منذ اللحظة الأولى لانطلاقتها، حيث يتكامل دور الحملة مع جهات مختصة في القيادة، فتتحمل الشرطة المجتمعية جهداً كبيراً في تعزيز ثقافة المجتمع عن سلامة الأطفال على الإنترنت». وبيّن أن القيادة أطلقت مبادرات ومشاريع عدة ضمن جهودها الساعية لتعزيز الثقافة المجتمعية بسلامة الأبناء وحمايتهم من المخاطر على مختلف المستويات.

وقال المهندس غيث المزينة، مدير شؤون الأعمال بالفريق الوطني للاستجابة لطوارئ الحاسب الآلي في الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات: «انطلاقاً من دورها في نشر الوعي بأمن المعلومات، وسبل الاستخدام الآمن للإنترنت، تشارك الهيئة في الدورة الثالثة من حملة سلامة الطفل. وتأتي هذه المشاركة تعبيراً عن مدى حرص الهيئة على توفير بيئة إلكترونية آمنة للأطفال».

تدعيم ثقافة المجتمع

قال الملازم أحمد زايد البورسعيدي، ممثل برنامج خليفة لتمكين الطلاب «اقدر»: «استطاع البرنامج عبر التزامه برؤية واضحة وخطط استراتيجية مدروسة أن ينفّذ الكثير من المبادرات والحملات ضمن جهوده في تدعيم ثقافة المجتمع والتوعية بالمخاطر التي يتعرض لها الأطفال، فنفذنا 159 ألف ورشة تدريبية في المدارس والجامعات منذ عام 2015 وحتى اليوم».

وأضاف: «إلى جانب ذلك، نظمنا مسابقة إلكترونية للأطفال هدفها تعزيز التوعية بمخاطر الإساءة الإلكترونية. وأطلقنا مشروع «المدرسة الآمنة» الذي بدأت خطواته الأولى هذا العام باستهداف عشر مدارس، لقياس مدى جاهزيتها أمنياً. وتنطلق مرحلته الثانية باستهداف 100 مدرسة».

ولفت إلى أن البرنامج يعمل على إطلاع طلبة المدارس والجامعات على القوانين والتشريعات المتّبعة في الدولة، فيما يتعلق بقضايا الاعتداء أو الإساءة للأطفال إلكترونياً.

الاهتمام بالطفل

أكدت خولة الملا ل«الخليج» أهمية حملات التوعية بالقول: «لا شك أن وجود الحملات يجعل المجتمع يعي المشكلات الموجودة فيه، وأبرز فوائدها حشد الرأي العام حول أهمية الاهتمام بالطفل، والحملات تدعم تضافر الجهود من المؤسسات وكذلك الرأي العام بعضها مع بعض. وللأسف نحن دوماً نرى أن الطفل تتوافر لديه كل الاحتياجات، إلا أننا ننسى أهمها وهو الحاجة إلى الأمان، والنفسية والاجتماعية. ولا شك أننا في مجتمع الإمارات أغلب الأسر ركزت على إشباع حاجات الطفل من الناحية المادية والرفاهية، وأهملت جانباً آخر من أهمية سلامة هذا الطفل. وصحيح أنه برزت لدينا ممارسات على المستوى الميداني».

وعقّبت بالقول: «نحن كوننا نمثل المجلس الاستشاري في حكومة الشارقة لدينا صلاحيات كبيرة، حيث تناقش الكثير من القوانين، وتوضع توصيات ترفع إلى صاحب السموّ حاكم الشارقة».

ضرورة العلاج

أكد العميد سيف الشامسي، الشريك العام المنظم للحملة ل«الخليج» ضرورة علاج الأطفال الذين يتعرضون لجرائم إلكترونية، عن طريق التنسيق مع الجهات المعنية بسلامة الطفل، مشيراً إلى أن المؤشرات المتوافرة توضح أن هذه الحالات ستكون في ازدياد، ليس على مستوى دولة الإمارات فقط؛ بل هو مؤشر عالمي، نظراً للثورة التكنولوجية الكبيرة، وسهولة توافر الأجهزة الإلكترونية بين أيدي الأطفال، واستخدام مواقع التواصل الاجتماعية. فالجميع أصبحوا يستخدمون الأجهزة الذكية، مضيفاً أن الأطفال والبنات تحديداً هم أكثر عرضة للاستغلال الإلكتروني، ويجب التعامل معهم بسرية تامة، كاشفاً عن أن أكثر الحالات التي تتعرض للتهديد والاستغلال هي بين 12و18 سنة.

وقال بالنسبة للضحية يعالج عن طريق مؤسسات معنية في الشارقة بالتعاون معنا، مثل إدارة حقوق الطفل، وتحديداً خط نجدة الطفل التابع لها، والتي لديها أخصائيون ومعالجون مختصون لهذه الحالات، وبرامج محددة تنفّذ مع الضحية كي يتجاوز المشكلة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"