عادي
فازت مرتين بجائزة اتصالات لكتاب الطفل

عبير الطاهر: موضوعاتي تمزج المغامرة بالخيال والواقع

01:58 صباحا
قراءة 5 دقائق
حوار: نجاة الفارس

تخرجت عبير الطاهر عام 1975 من الجامعة الأمريكية في لبنان، تخصص تربية وأدب الطفل، تأثرت في كتاباتها بالقصص الأجنبية، فقررت أن تأخذ القصة العربية إلى مرحلة متطورة ومختلفة، بدأت الكتابة عام 1999 وانطلقت بسلسلة ياسمين التي تتحدث عن سلوكيات الطفل في المنزل واستوحت هذه السلسلة من تجاربها مع ابنتها، ولاقت السلسلة نجاحا وقبولا غير مسبوق، وأخذت تنتشر بسرعة فائقة، وما تزال على قائمة القصص المرغوبة، وتعتبر من القصص المساندة للمناهج، ثم انطلقت الطاهر بسلسلة اليافعين (أحمد العقاد) والتي أحدثت فرقا واضحا لدى اليافعين، وتطرقت إلى المغامرة ما بين الخيال والواقع وسرد المعلومة بطريقة خارجة عن الرتابة، وشاركت الطاهر في قراءات قصصية في عدة دول، وأنشأت دار الياسمين عام 2010 وبدأت بطباعة وتوزيع مؤلفاتها، وأصبح العديد من الكتاب يصدرون مؤلفاتهم من دار النشر خاصتها، وفازت قصتها «فوق السطح» بالمركز الخامس في جائزة الاتصالات عام 2010، كما فازت قصة «قط شقي جداً» بالمركز الأول في الجائزة ذاتها عام 2014 والتي ستترجم إلى عدة لغات.

} ما مدى تأثير تحدي القراءة العربي الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على مستقبل الأطفال وتشكيل وعيهم؟

سعدت كثيراً بهذه المبادرة التي ساعدت الطفل على القراءة، وعرفته على الكتاب، ولقد أثرت إيجابا على الأطفال والمراهقين الذين شاركوا بها، فعززت حس التنافس لديهم وثقفتهم وعرفتهم على الكتاب، وهي مبادرة حسنت أداء الطلاب في جميع الدول العربية من ناحية القراءة.

} تمارسين الكتابة للطفل منذ حوالي 17 عاماً، منذ أطلقت سلسلة الياسمين للأطفال، هل لنا أن نتعرف أكثر على هذه السلسلة ومضمونها؟

صدرت السلسلة في 1999 وهي تجربة تحاكي الواقع وما فيه من أحداث تخص الطفل والسبب في نجاح السلسلة، هو أن الكلام المكتوب قليل جداً، في وقتٍ اتسمت القصة بالنصوص الطويلة، وهناك موضوع الرسومات المختارة، حيث إن الطفل يجد الصورة على صفحتين، والسلسلة تعالج مواقف طريفة يمر بها الصغار في مرحلة الطفولة المبكرة، وتمتاز هذه السلسلة بأسلوبها السهل، كما أضفى عليها الفنان أديب مكي شخصيات كرتونية رائعة برسومات جميلة وألوان جذابة.

} تخصصت في التربية والتعليم وأدب الطفل، إلى أي حد يخدم هذا التخصص الكتابة للطفل؟

التخصص في أدب الأطفال يخدم الكتابة جداً، وبالنسبة لي تعلمت الطرق الأكاديمية والنفسية والعلمية في فهم الطفل ومحيطه، وعوالمه المختلفة، فمن خلال الدراسة استطعت أن أكوّن فكرة واضحة عن عوالم الطفل.

} ما الفرق بين القصص الأجنبية الموجهة للطفل وبين القصص العربية، ولماذا يقبل الأطفال على الأجنبية أكثر؟

القصص الأجنبية تمتاز بالمغامرات والخروج عن المألوف في نمط السرد، حيث تأخذ الطفل إلى عالمٍ آخر من خلال تحفيز مخيلته على تصور القصة بينما القصص العربية في فترة معينة كانت تهدف إلى المغزى التثقيفي التوعوي وتبتعد عن تحفيز المخيلة، ونرى الآن كيف أن أدب الأطفال المعاصر أصبح يواكب تطلعات الطفل، وهذا ما أؤمن به، فقد سعيت دائماً إلى الخروج عن المألوف في نمط الكتابة، وما زلت أكتب بطريقة تجذب الطفل، وتحببه في القراءة.

} أنشأت دار الياسمين للنشر والتوزيع، موجهة فقط للإصدارات الخاصة بالأطفال، وماذا عن هذه التجربة؟

نعم، هي مخصصة لنشر وتوزيع قصص الأطفال لأني أحمل رسالة تثقيف وترفيه للطفل، ولا أفكر في تحويل مسارها، منحتني هذه التجربة دافعاً أكبر للاستمرار في الكتابة، فعندما أرى أن كتبي تصل إلى جميع المؤسسات التعليمية وغيرها، وتشارك في معارض دولية وعربية، أشعر بالسعادة حيث إني أرغب في إيصال كتبي لجميع الأطفال حول العالم.

} تمارسين الكتابة لليافعين، فما الفرق بين الكتابة للطفل وتلك الموجهة لليافعين؟

من المتعارف عليه في الكتابة للأعمار ما بين( 8 12) و( 13 18) أن المحتوى في الصنفين يهتم بالنضوج النفسي والذهني وهو يناسب المرحلة الابتدائية والأساسية المنقسمة بين اليافعين والمتوسطة أعمارهم، والفروق بينهم بسيطة وواضحة، مثلاً الصف الرابع يختلف عن العاشر من حيث إن العواطف تكون محدودة في النصوص للمرحلة المتوسطة، أما موضوع الحب مثلا، فهو متاح مع عدم التطرق إلى الإباحية في السرد لليافعين، وبالنسبة للنهاية في القصص الموجهة للمرحلة المتوسطة تكون دائماً سعيدة، أما لليافعين فتحتمل عدة نهايات وقد لا تكون سعيدة. أما من حيث المحتوى، فلا يحبذ أن يتجاوز عدد الكلمات أكثر من 30 ألفاً إلى 50 ألف كلمة بالنسبة للمرحلة المتوسطة، أما لليافعين فيتراوح عدد الكلمات بين 500 ألف و 752 ألف كلمة وفي المؤلفات الموجهة للمرحلة المتوسطة يُمنع وضع النصوص التي تحتوي على إثارة وعنف، ومضامين إباحية، أما عمر البطل فيجب أن يكون بحدود ( 10 13) عاماً فقط حتى يقترب الطفل القارئ من الشخصية القصصية، ويتم التركيز على الأصدقاء والعائلة والمحيط الاجتماعي مع بعض الخيال في السرد، أما بالنسبة لليافعين، فالخيال مباح وتسليط الضوء على الأبطال في الشخصيات القصصية مرغوب، كما أن معظم القصص تتطرق إلى كيف يكون البطل مقبولا في العالم بدون أصدقائه وعائلته مثلاً، ولأن بطل قصص اليافعين بطبيعته يحلل الأمور ويحدد المصاعب ويسعى إلى حل المشكلات فيجب أن يبدأ المؤلف قصته بلسان حال الراوي العليم.

} كيف تنظرين إلى المشهد الأدبي الخاص بالكتابة للطفل في الوطن العربي؟

لقد شهد نهضة خلال السنوات العشر الأخيرة، تجلت في الزيادة الكبيرة في الكم والنوع في إنتاج كتب الأطفال وما زال هناك الكثير لتطوير أدب الطفل في العالم العربي.

} توجد اليوم العديد من الوسائل التكنولوجية التي تنافس الكتاب، كيف يمكن أن نغرس حب القراءة في نفوس أطفالنا وأن نجعلها عادة يومية لديهم؟

من خلال استغلال هذه التكنولوجيا، فلا يضر أن يكون هناك تطبيقات لقصص يستطيع الطفل القراءة من خلالها واستغلال هذه الميزة لتعريف الطفل على القصص ومن ثم تقديم الكتب الورقية له حتى يشعر بالتنويع.

} فازت قصتك فوق السطح بجائزة الاتصالات عام 2010 وكذلك فازت «قط شقي جداً» في الجائزة ذاتها عام 2014 والتي ستترجم إلى عدة لغات، بماذا تميزت كل من القصتين؟

قصة «فوق السطح» عرفت الطفل على مخاوفه، وحاكت مشاعره عند النوم وسماعه أصوات قلقه وهي قصة جميلة وعلاجية بأسلوب سلس، تطرح الحل لمشكلة الخوف عند الأطفال، والرسومات جميلة وجذابة وتلفت انتباه الطفل، وجاء النص قريباً من تفكيره بلغة سهلة وبسيطة بعيدة عن الوعظ، وكذلك «قط شقي جداً» تتحدث عن الصداقة بين عجوز وقطة، العجوز على قدر شعوره بالانزعاج من قطة إلا أنه لم يستطع أن يتخلى عنها، قصة تتحدث عن الصداقة وتقبل الآخر بأخطائه، وهي تمتاز بأنها قصة عالمية تحدث في كل مكان وأن النص والرسومات جاءت بروح واحدة، بحيث تعتقد أن الكاتب والرسام شخص واحد وما يميز هذه القصة أن الفكرة معبرة بجمل قصيرة وبسيطة، كما أن الرسومات كانت قريبة من فكر الطفل والكلمات قليلة وتحتوي القصتان على الخيال الإبداعي الذي يلفت انتباه القارئ.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"