عادي
«الصحة العالمية» تنفي التهم والشائعات

فيروس «كوفيد19» لا ينتقل عبر المطبوعات

05:17 صباحا
قراءة 3 دقائق

إعداد: بنيمين زرزور

نقلت واحدة من أبرز المؤسسات الإعلامية العالمية عن خبراء، وعلماء متخصصين، تأكيدهم أن فيروس كورونا (كوفيد19) لا ينتقل من صحيفة، أو مجلة، أو رسالة، أو حزمة مطبوعات.

وجاء في مدونة كتبها إيرل ويلكنسون، الرئيس والمدير التنفيذي للاتحاد الدولي لوسائل الإعلام «إنما»: «في الأيام الأخيرة، تلقت (إنما) بعض الاستفسارات حول احتمال انتقال (كوفيد19) عن طريق الصحف، والمجلات، حيث توجهنا لمنظمة الصحة العالمية لمعرفة رأيها في هذا الخصوص. وبما أن الوباء العالمي غير المسبوق خلق نوعاً من الخوف من كل شيء نلمسه، لذا دعوني أقدم لكم ما تعرفه (إنما) حول هذا الموضوع».

وأضاف ويلكنسون: «هذه المقالة تستقي معلومات من أربعة مصادر للبحث والتوجيه، وتكشف عن أسباب المخاوف»، مستشهداً بمصادر من منظمة الصحة العالمية، ومن مجلة «جورنال أوف هوسبيتال إنفيكشن»، ومن المعهد الوطني للحساسية والأمراض السارية، ومركز جون إنز. كما استشهد ويلكنسون بمصادر أخرى عدة في دعم رأيه.

نتائج البحث العلمي

في ما يتعلق باستلام حزمة مطبوعات من منطقة انتشر فيها الوباء، تقول منظمة الصحة العالمية «إن احتمالية نقل الفيروس من شخص مصاب إلى أية سلعة تجارية، وخطر الإصابة بالفيروس الذي يسبب (كوفيد19) عن طريق حزمة تم نقلها، وتبادلها، وتعريضها لظروف مختلفة، ودرجات حرارة مختلفة، منخفضة».

وقالت مؤسسة هارتفورد للرعاية الصحية بصراحة أكثر: «لا تقلق بشأن التوصيلات إلى منزلك. إن الفيروس التاجي لا يمكث طويلاً على أسطح الأشياء».

ويقول المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض «قد يكون من الممكن أن يصاب الشخص (بكوفيد -19) عن طريق لمس سطح موبوء بالفيروس، ولكن لا يُعتقد أن هذه هي الطريقة الرئيسية لانتشار الفيروس».

التحوط للمجهول

ويقول ويلكنسون: «تبدو بيانات منظمة الصحة العالمية، ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، كأنها تتحوط للمجهول، وهو أمر ضروري جداً في هذه الأوقات. ومع ذلك، فإن الحقيقة هي أنه لم تسجل أي حالات انتقال للفيروس عن طريق مواد مطبوعة».

وأضاف: «كشفت بيانات صادرة عن كل من معهد الصحة الوطني الأمريكي، ومركز التحكم في الأمراض السارية، إضافة إلى ما قاله علماء من جامعة برينستون التي نشرت مقالاً الأسبوع الماضي في مجلة «نيو إنجلاند جورنال أوف ميدسين»، عن تباين في درجات استقرار الفيروس التاجي على الأسطح المختلفة».

وقال «من بين مختلف وسائط انتقال الفيروس، مثل الهباء الجوي والبلاستيك، والفولاذ المقاوم للصدأ، والنحاس، والكرتون، سجل النحاس أدنى مستويات إمكانات انتقاله بسبب تركيبه الذري، ثم الكرتون، ربما بسبب طبيعة تركيبه، ونافذية مساماته».

وللتأكد من أن الفيروس ينتشر عندما ينتقل عن طريق الهباء الجوي، كرر الباحثون إسقاط قطرات من الهباء، وقياس مدة بقائها على الأسطح، وقدرتها على نقل العدوى.

وتظهر الدراسات العلمية أن الفيروس التاجي يستمر لفترة أطول على الأسطح الملساء غير النافذة. ووجد الباحثون أن الفيروس يستمر على قيد الحياة بعد ثلاثة أيام فوق أسطح البلاستيك، والفولاذ المقاوم للصدأ.

قوة الفيروس تتراجع

ويعتقد الباحثون أن ذلك ليس نذير شؤم، كما يبدو، لأن قوة الفيروس تتراجع بسرعة عند تعرضه للهواء.

ونظراً لأن الفيروس يفقد نصف فاعليته كل 66 دقيقة، فإن احتمال العدوى ينخفض إلى نسبة واحد على ثمانية بعد ثلاث ساعات من وصوله لأول مرة على أي سطح. ووجد الباحثون أنه بعد مرور ست ساعات تنخفض النسبة إلى 2% من طاقة العدوى الأساسية.

وقال ويلكنسون: «فقد الفيروس طاقته كليا بعد 24 ساعة على الورق المقوى، فضلاً عن خاصية ضعف طاقته نتيجة تعرضه للهواء خلافاً لما هو عليه الحال في أسطح البلاستيك، والفولاذ المقاوم للصدأ».

ورق الصحف

نظراً لمرونة ورق الصحف، مقارنة مع الورق المقوى (الكرتون)، فإن قدرات الفيروس على الانتقال تكون أضعف، وعمره أقصر.

وجاء في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست، يوم 13 مارس/ آذار، لجويل آشنباخ: «يفقد الفيروس في الهواء الطلق على الأسطح الصلبة قدرته تدريجياً على الانتقال بالعدوى. فقد يجف، على سبيل المثال، أو يتحلل عند تعرضه لأشعة الشمس فوق البنفسجية. وقد ينثر الشخص الذي يعطس على سطح صلب عدة آلاف من الفيروسات الناقلة، وقد يبقى بعضها نشطاً لعدة أيام. ومع ذلك، فإن احتمالية تعرض شخص ما لبقايا هذا العطس تنخفض بمرور الوقت، لأن معظم حالات العدوى ناتجة عن جرعة فيروسيات كبيرة».

وقال خبير الأمراض المعدية في جامعة كورنيل، جاري ويتاكر، لصحيفة «ذي بوست»، إن الأمر يتطلب عادة «جيشاً من الفيروسات لاختراق الدفاعات الطبيعية للإنسان، ما يعني أن انتقال العدوى عبر الأسطح يبقى منخفضاً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"