عادي

ماذا وراء الأبراج الشاهقة في الإمارات؟

04:20 صباحا
قراءة 8 دقائق

حبيب الصايغ

تكرس قطر خط اللارجعة الذي بدأته في العام 2014 وهي تدعو إلى مفاوضات مستحيلة كونها انتهت واستنفدت صلاحيتها ومعناها منذ توقيع قطر على اتفاقي الرياض والرياض التكميلي، ويتضح خط اللارجعة، أكثر ما يتضح، من صوت قطر المرتعش اليائس الذي يجسده إعلامها البائس، خصوصاً قناة «الجزيرة»، ولا أحد ينتظر من قناة إخوانية وإرهابية ومتضامنة مع «داعش» و«القاعدة» و«النصرة» أن تكون مع دولة الإمارات، فالنقيض، وهذا مبدأ منطقي خالص، لا يمكن أن يكون مع نقيضه، ولا يمكن إلا أن يكون ضده، ومن يتابع تقارير «الجزيرة» عن الإمارات، هذه الأيام، وعن المملكة العربية السعودية الشقيقة، بدرجة أقل، يتوصل إلى هذه النتيجة: نهاية هذا المهرجان الصاخب الفارغ أصبحت قريبة، ونهاية نظام قطر، الذي لم يعد يعقل أو يدرك ما يقول، باتت وشيكة.
من تقارير قناة الجزيرة الإخوانية الإرهابية، بوق دولة قطر الإخوانية الإرهابية، ذلك الذي يطرح عنوان هذا المقال، وإن اتفق معه في لفظه واختلف معه في ومضه: «ماذا وراء الأبراج الشاهقة في الإمارات؟». هذا العنوان / السؤال استخدمته «الجزيرة» غير مرة منذ بدء المسألة القطرية في تجليها الأخير، وهي تستخدمه، الآن، في إعلان ترويجي رخيص، عن حلقة من حلقات الخواء القطري تبث في العاشرة وخمس دقائق من مساء يوم غد الإثنين بتوقيت مكة المكرمة ( لماذا الإصرار على توقيت مكة المكرمة يا قناة الشيطان؟).
ولماذا هذا الإصرار على فجور في الخصومة لا يفضح إلا أهله؟
نحو الرد على العنوان/السؤال، يسجل هنا كلام الإعلان الترويجي الرخيص حرفيا: «أبراج شاهقة ووزارة للسعادة، وترويج للرفاهية تخفي خلفها حكايات يراد لها ألا تظهر. قصص الاعتقال والتعذيب والإخفاء القسري في الإمارات، وتقارير دولية توثق السجل الأسود لحقوق الإنسان هناك. إمارات الخوف. للقصة بقية..
نعم نوافق.. للقصة بقية لا يمكن لمعدي قناة الجزيرة من المرتزقة وشذاذ الآفاق إظهارها، مع أنها واضحة، ساطعة، معلومة لعالم كبير تبدو قطر، معه وفيه، قرية ضئيلة معزولة ومنبوذة، فماذا وراء الأبراج الشاهقة في الإمارات؟

وراء الأبراج الشاهقة في الإمارات نهضة حقيقية متكاملة المقاصد والأركان، وإنسان هو اليوم من أسعد الناس في العالم، وتصحيحا، فلا توجد في دولة الإمارات وزارة سعادة، وإنما برنامج وطني للسعادة قابل للتطبيق لأنه علمي وغير مبالغ فيه، تديره شابة إماراتية قديرة وخبيرة هي وزيرة دولة للسعادة، فنهج الإمارات العمل القابل للقياس، وليس الكلام الإنشائي والشعارات البراقة الجوفاء.
وراء الأبراج الشاهقة في الإمارات ملف عمالي يتقدم يومياً واستراتيجياً بمعرفة منظمة العمل الدولية والمنظمات المعنية، ونظام يعتبر انموذجاً على مستوى المنطقة لحماية الأجور ومدن عمالية سكانية بمواصفات عالمية.

وراء أبراج الإمارات الشاهقة شعب الإمارات السعيد الواثق المطمئن الملتحم مع قيادته، والمنسجم معها، وهو يحقق الولاء والانتماء، إلى أبعد الآماد، ووراء الأبراج الشاهقة في الإمارات قيادة ترجمت كلمة المحبة إلى فعل العمل، واستطاعت أن تقدم، مع الشعب، إلى كل العالم، الأنموذج الأجمل الأفضل للدولة الوطنية العصرية.
وراء أبراج الإمارات الشاهقة رجل عظيم هو محل إجماع واعتزاز الأمة العربية والعالم، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وقد أسماه شعبه كما أسمته الدنيا كلها زايد الخير، وفي كل مدينة أو منطقة عربية له أبهى الخبر والأثر.
وراء الأبراج الشاهقة في الإمارات شعب وفي يحتفل بعام زايد في 2018 وينظر إلى مئوية زايد كما ينظر إلى عمره الخاص في المرايا والينابيع.
وراء أبراج الإمارات الشاهقة جهاز أبوظبي للاستثمار الذي يعد ثاني أكبر صندوق سيادي في العالم بموجودات قدرت بنحو 800 مليار دولار، وصندوق أبوظبي للتنمية، المؤسسة الوطنية التابعة لحكومة أبوظبي، والتي تقدم المساعدات الخارجية والقروض الميسرة، وتدير المنح المقدمة من حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة لتمويل مشاريع تحقق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدول النامية، خصوصا الدول العربية، بالإضافة إلى استثمارات وإسهامات مباشرة لتعزيز دور القطاع الخاص في الدول المستفيدة، مع التركيز على عامل الاستدامة، وقد استثمر الصندوق حول العالم، نحو خدمة الإنسان والإنسانية في مطلق المعنى، حتى العام 2016 في نحو 488 مشروعا تنمويا في 83 دولة، بقيمة إجمالية بلغت ما يزيد عن 76 مليار درهم.

وماذا وراء الأبراج الشاهقة في الإمارات؟

وراء الأبراج الشاهقة في الإمارات مساعدات إنسانية جعلت من الإمارات الدولة المانحة الأولى في العالم بالنسبة إلى الدخل القومي، وتهدف الإمارات من وراء ذلك إلى تعزيز السلم والاستقرار العالميين من خلال القضاء على الفقر بصوره وأشكاله كافة، والمحور هو التركيز على مساعدة ملايين الأشخاص في مختلف أنحاء العالم، والوصول إلى الفئات الأكثر ضعفا ومعاناة، وقد خصصت دولة الإمارات وزارة تشرف على عطائها الإنساني المتعدد هي وزارة الخارجية والتعاون الدولي.

وماذا وراء الأبراج الشاهقة في الإمارات؟

وراء الأبراج الشاهقة في الإمارات منظومة قيم «مقدسة» مشمولة بمظلة العدل والقانون، ودستور متقدم هو صمام أمان الحاضر والمستقبل، ومسار مشاركة سياسية يعي خطواته جيدا، عبر انتخابات نصفية، تطمح الإمارات، قيادة وشعبا، إلى أن تكون انتخابات كاملة مع رسوخ التجربة، وقانون هو الأول من نوعه في المنطقة لمكافحة التمييز والكراهية وازدراء المذاهب والأديان.
وراء أبراج الإمارات قيمة التسامح يبلورها، تنفيذا وتشريعا، في إطار مؤسسي غير مسبوق، فريق عمل برئاسة وزيرة دولة للتسامح، حيث تعيش على أرض الإمارات أكثر من 200 جنسية من مختلف الأعراق والألوان والألسنة والمذاهب والأديان، في ظروف طبيعية غير ضاغطة، وفي أجواء من الحرية والكرامة والانفتاح، حيث حرية العقيدة والعبادة والرأي، وحيث التشريعات المتقدمة تحث على ذلك وتحميه.
وراء أبراج الإمارات الشاهقة، والإمارات ثاني دولة في العالم في عدد الأبراج الشاهقة التي تتوزع على أبوظبي ودبي والشارقة وبقية المدن، غرس والدنا وقائدنا وحكيم العرب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي تحول في عهد القائد الفذ صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، إلى نهج التمكين، تمكين المواطن والمؤسسة الوطنية، وتبناه المجلس الأعلى للاتحاد، فترجمته حكومة دولة الإمارات بقيادة رائد المستقبل في الحاضر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، إلى برنامج استثماري للدولة غايته الإنسان ووسيلته الإنسان.
وراء الأبراج الشامخة في الإمارات القائد الرمز صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بجهوده المخلصة المتقنة، وبعدله قبل إحسانه، وإحسانه قبل عدله، وبحرصه الكبير على خدمة شعبه وأمته.
وراء الأبراج الشاهقة في الإمارات جيش الإمارات القوي الذي أوصله محمد بن زايد إلى هذه المرتبة العالية، ليصون مقدرات ومكتسبات شعب الإمارات، وليعمل على تعزيز السلم الأهلي ومكافحة قوى الظلام في غير مكان بنداءات من الدول الشقيقة والصديقة. وراء الأبراج الشاهقة في الإمارات واحد من الجيوش الأكثر تأهيلا وتعليما وتسليحا وتحديثا في الإقليم والعالم حتى غدا مثالا يحتذى، مدرسة بالمعنى الحقيقي.
ووراء أبراج الإمارات الشاهقة تضحيات أبطال الإمارات الذين قدموا أرواحهم الغالية في سبيل دينهم وأمتهم ووطنهم، في اليمن الشقيق، نحو إعادة الشرعية، وتطويق الأطماع الخارجية، وفي غير اليمن.
وراء الأبراج الشاهقة في الإمارات شباب الإمارات في المدارس والجامعات والمصانع والمواقع والمكاتب، ونهضة تعليمية تتوج اليوم بمشروع تطوير أو تغيير تعليمي متناغم مع طموح دولة الإمارات، وحلمها الكبير منذ زايد الخير، ووراء أبراج الإمارات نهضة المرأة في الإمارات، وهي التي رعتها خصوصا «أم الإمارات»، سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، ومشاركة المرأة، بفعالية، في قوة العمل المواطنة، وترسيخ معادلة التوازن بين الرجل والمرأة في جميع المواقع بما فيها القيادية، عبر الاشتغال الجاد لمجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين.

وماذا وراء الأبراج الشاهقة في الإمارات؟

وعي بتيارات الظلام والتطرف والإرهاب، وسلوك نحو مواجهته بكل الوسائل، بدءاً من الأمن ثم العدل، وصولاً إلى العلم والثقافة والفكر، وقد سبقت الإمارات غيرها إلى إطلاق قانون ملائم لمكافحة الإرهاب، وإطلاق قائمة للإرهاب اشتملت على أفراد وكيانات وواجهات إعلامية وتمويلية، ووراء الأبراج الشاهقة في الإمارات يقظة أمنية تدرك تماما مفهوم الأمن باعتباره سؤالا شاملا، الأمر الذي جعل البلاد، والحمد لله، في منأى عن عبث أولئك، أما الشرذمة القليلون في الإمارات، فقد انكشف أمرهم ونالوا جزاءهم عبر محاكمات علنية عادلة، وبعد أوامر إحالة مسببة من نيابة أمن الدولة، وقد حضر المحاكمات أهالي المتهمين، الذين برئ منهم أيضا من برئ، وممثلو وسائل الإعلام، وممثلو المنظمات المدنية، أما دعاوى الإخفاء القسري والتعذيب، فليست إلا كذبة قطرية أو كذبة يروج لها من ترعاهم وتدعمهم وتمولهم الدوحة، وهم معروفون بالاسم لقناة الجزيرة الإخوانية الإرهابية، وللدنيا كلها.
وراء الأبراج الشاهقة في الإمارات مجد شاهق وعمل شاهق، وتراث شاهق، وجامع الشيخ زايد الكبير، مهوى قلوب الإماراتيين والعرب، وقصر الحصن وبيت الشيخ سعيد، والمجمع الثقافي في أبوظبي، ومكتبة دبي، ودار الأوبرا في دبي.
وراء الأبراج الشاهقة في الإمارات أكثر من 200 منظمة مجتمع مدني، في مختلف قطاعات المجتمع، تمارس عملها بكل حرية عبر مجالس إدارات منتخبة.
ووراء أبراج الإمارات الشاهقة تنمية في المواهب والعلوم والاختراعات والاكتشافات، وحوالي 100 جامعة وطنية أو خاصة، بما فيها جامعة دولة الإمارات العربية المتحدة، وجامعة الشارقة، وكليات التقنية العليا، والجامعة الأمريكية في الشارقة، وجامعة أبوظبي، وجامعات وكليات دبي، وجامعتا نيويورك والسوربون.
ووراء أبراج الإمارات الشاهقة الاقتراب أكثر وأكثر، كلما أشرقت شمس وطلع نهار، من العام 2021، حيث الاحتفال باليوم الوطني الخمسين، ومرور نصف قرن على تأسيس الدولة وانطلاق الاتحاد، وحيث الاحتفال بكون حكومة دولة الإمارات واحدة من أفضل خمس حكومات في العالم، وحيث وصول مسبار الأمل إلى المريخ بأيدٍ وطنية إماراتية.

وماذا وراء الأبراج الشاهقة في الإمارات؟

حركة ثقافة وتأليف ونشر متفوقة، تجسدها الإمارات جميعا، وتقدم أنموذجها الأبرز إمارة الشارقة بقيادة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، فقد أدخل التنمية الثقافية في صميم عملية التنمية بالمعنيين: التاريخي والاقتصادي.
وراء الأبراج الشاهقة في الإمارات معرض أبوظبي الدولي للكتاب، بكل زخمه وفعالياته، ومعرض الشارقة الدولي للكتاب الذي يصنف، اليوم، ثانياً على مستوى العالم، ومهرجان الشعر العربي، ومهرجان الشعر الشعبي، وبينالي الشارقة العالمي للتشكيل، وأيام الشارقة التراثية، وأيام الشارقة المسرحية، وثلاثة آلاف فعالية ثقافية سنويا في إمارة الشارقة وحدها، التي نحتفل بها عاصمة للكتاب في العالم في العام 2019، بعد أن احتفلنا بها عاصمة ثقافية عربية ثم إسلامية، وعاصمة للسياحة العربية.
وراء الأبراج الشاهقة في الإمارات أكثر من 100 جائزة عربية وعالمية تقدمها الإمارات، ونهضة مراكز الأبحاث والمتاحف، وعلى رأسها متحف اللوفر، ومتحف زايد الوطني، وجوجنهام أبوظبي، ودار المسارح والفنون، والمتحف البحري، حيث تقدم للعالم ثقافة فريدة حول الأعمال الفنية والخطوط والابتكارات الحضارية.

وماذا وراء الأبراج الشاهقة في الإمارات؟

مبادرات محمد بن راشد النوعية، وصناعة الإمارات للأمل العربي عبر مبادرة تلقت في دورتها الأولى 65000 مشاركة من 65000 صانع أمل عربي، ووراء الأبراج الشاهقة في الإمارات مشروع تحدي القراءة العربي الذي أضاء طريق المعرفة والمستقبل لعشرات ملايين العرب، ومبادرة نور دبي التي أعادت البصر أو حافظت عليه لدى ملايين المواطنين العرب، وبرنامج محمد بن زايد لتطعيم الأطفال في الدول النامية والفقيرة.
وراء الأبراج الشاهقة في الإمارات سعي الإمارات الجاد إلى محو الأمية في العالم ونشر العلم والتعليم، والذي كان أحد تجلياته الدالة القريبة احتضان الباكستانية ملالا حتى كانت أصغر من نال جائزة نوبل، وهي الآن تكمل تعليمها بثقة عالية.
ووراء الأبراج الشاهقة في الإمارات نيل الإمارات المراكز الأولى والمتقدمة في معظم المؤشرات العالمية، ومنها ما اتصل بالشفافية والتنافسية ورضا المتعاملين عن الأداء الحكومي.

وماذا وراء الأبراج الشاهقة في الإمارات؟

الشركات الوطنية العملاقة عابرة القارات، وانتخاب العالم أبوظبي مقراً للمنظمة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا»، وانتخاب دبي لإكسبو 2020.
وراء الأبراج الشاهقة في الإمارات وطن حقيقي مكتنز بالأخبار الجميلة والبشائر، وطن ينتمي إلى المستقبل ولا ينسى إرثه وحاضره، ويمضي إلى المستقبل وفي وعيه العقود المقبلة، الخمسون سنة المقبلة، خصوصا، حيث يودع آخر برميل نفط في آخر سفينة بفرح كبير، لأنه تأسس على الخير، وعمل نحو الخير، ولأن جناحيه وهو يحلق بعيداً العلم والإنسان.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"