ناشد عدد من سكان الشارقة الجهات المعنية إنقاذهم من تهور وإزعاج مستخدمي الدراجات الهوائية، وتصرفاتهم الهوجاء من قبل سائقيها التي تعيق حركة المرور، حيث إنهم في أحيان كثيرة يسيرون عكس اتجاه السير،ما ينتج عن ذلك من حوادث خطرة تتمثل في حالات دهس ووفيات، مطالبين بالعمل على الحد من انتشار هذه الظاهرة، وضبط حركة الدراجات الهوائية على الشوارع الرئيسة .
وأوضحوا في حديثهم لـ #187;الخليج#171;، أن مستخدمي الدراجات الهوائية يتحركون بعشوائية على الشوارع ما يثير قلق سائقي المركبات، وأنهم تسببوا في العديد من الحوادث المميتة، لعدم إلمامهم بقواعد المرور، ومفاجأتهم للسائقين، مؤكدين حرصهم على عدم الاقتراب من سائقي الدراجات الهوائية كي لا يتعرضوا لحوادث مرورية .
التوتر والقلق يصيبان محمد عبيد عندما يشاهد سائق دراجة هوائية بجواره، بهذه الكلمات بدأ حديثه، وأضاف: #187;إنني أبذل قصارى جهدي للابتعاد عنها، وبخاصة تلك المحملة بعشرات الكراتين الفارغة، إذ تكون الدراجة عرضة لاختلال التوازن جراء الحمولة الزائدة، مما يعرض جميع مستخدمي الطريق للحوادث#171; .
وبيّنت فاطمة العبيدي أن هناك مخاطر عديدة يسببها مستخدمو الدراجات الهوائية، فيأتيك أحدهم فجأة ومن دون مقدمات في لمح البصر،ومن مكان غير متوقع، ويحاول سائق المركبة تفاديه، أو الاصطدام به، ما يؤدي إلى الارتباك المروري أو وقوع تصادم بين المركبات .
وقال علي الخاجة: #187;الآونة الأخيرة شهدت ازدياداً في عدد سائقي الدراجات الهوائية في شوارع الشارقة، وهم غير مبالين ويسيرون في الطريق بإهمال، ولا يأبهون بقواعد السير والمرور، فتجدهم يسيرون عكس الاتجاه وبخاصة في المناطق الصناعية، وينطلقون في شتى الاتجاهات، وبخاصة من يستقلون دراجات محملة بالكراتين الفارغة التي يزيد وزنها على وزن الدراجة الهوائية، مما يتسبب في عدم رؤيته لمن حوله#171; .
ورأى أحمد الأحمد أن أهم حل لهذه المشكلة هو وضع نقطة تفتيش مستمرة للشرطة في مواقع ازدحام وتواجد سائقي الدراجات الهوائية، لحين انتهاء هذه الظاهرة المزعجة .
جمع ومصادرة
حملات تفتيشية تطلقها شرطة الشارقة بشكل مستمر، تشارك فيها إدارة المرور ودوريات الأنجاد، بحسب المقدم أحمد بن درويش رئيس قسم الدوريات والأنجاد في القيادة العامة لشرطة الشارقة، الذي أضاف: تقوم الدوريات بحملات مكثفة تشمل شوارع الشارقة كافة، وتستهدف جمع ومصادرة الدراجات الهوائية لما تمثله من خطر على حياة أصحابها ومستخدمي الطرق من السائقين،وأن حملات الشرطة تركز على تقاطعات الإشارات وأماكن الأسواق والشوارع الرئيسة والمنطقة الصناعية، خصوصاً في أوقات الذروة .
وأوضح أن الدراجات الهوائية تنجم عنها حوادث مرورية متنوعة بين البسيطة والبليغة والوفيات، وفي كل الحالات تحوّل القضية إلى مركز الشرطة ومن ثم إلى النيابة في حال الوفاة، وإن لم تكن هناك أضرار بليغة أو ذات أهمية تتم المصالحة وإنهاء القضية .
وطالب أفراد الجمهور بالتعاون مع الشرطة وحث راكبي الدراجات الهوائية على الالتزام بقواعد المرور وعدم تعريض سلامتهم وسلامة الآخرين للخطر، والحرص على عبور الطريق من الأماكن المحددة للعبور، خاصة أن عدداً من حوادث الدهس وقعت خلال الفترة الماضية، راح ضحيتها بعض مستخدمي الدراجات الهوائية أثناء عبورهم للطريق بصورة خاطئة من دون التأكد من خلو الطريق من المركبات وفي أماكن غير مخصصة للعبور .
وقال إن أغلبية مستخدمي الدراجات الهوائية يخالفون قوانين السير، سواء في ما يتعلق بالعبور الخاطئ أو السير بعكس الاتجاه في بعض المناطق مثل المناطق الصناعية، خصوصاً خلال فترة المساء والليل، ولا يلتزمون بخط السير، أو العبور فوق حاجز المشاة، وغيرها من الممارسات الخاطئة التي تربك السائقين وتسبب حوادث عدة، إضافة إلى إعاقة حركة السير والمرور .
وبيّن أن الشرطة لا توقع غرامات على أصحاب الدراجات الهوائية، وتكتفي بالمصادرة والإتلاف مع التوعية والإرشادات بخطورة استخدامها، وأشار إلى أن الدراجات الهوائية لا تحتاج إلى التسجيل والترخيص، وبالتالي تعتبر مخالفة بشكل عام لقوانين السير والمرور، لكن أغلب مستخدمي الدراجات الهوائية من دول آسيوية، ومن الفئات البسيطة التي لا تتابع وسائل الإعلام وعمليات التوعية والإرشاد ولا يكترثون لحملات التوعية والإرشاد .
السترة الفوسفورية
ولفت إلى أن الدراجات الهوائية ليست للاستخدام في الشوارع وعكس اتجاه السير، وقانون المرور لا يجيز تحركها في الشوارع خصوصاً الشوارع العامة، وكثير من مستخدمي الدراجات الهوائية يقومون بأعمال بسيطة وهامشية، فمنهم من يحمل عليها كميات كبيرة من الكراتين الفارغة، وهو ما يعيق حركته، ويتسبب في إعاقة السير وأحياناً في حوادث مرورية كثيرة .
ودعا المسؤولين عن مستخدمي الدراجات الهوائية من موزعي الصحف ومندوبي الخدمات إلى التجاوب مع الحملة، وتوعية العاملين لديهم بأهمية التقيد بقواعد المرور الصحيحة واتخاذ تدابير السلامة الكافية، ومن بينها استخدام الخوذة الحديدية لحماية الرأس والسترة الفوسفورية لتسهيل رؤيتهم من قبل السائقين، مشيراً إلى أن الحملة سوف تتركز على الأماكن والشوارع التي شهدت تصاعداً في حوادث الدراجات الهوائية وخاصة في الطرق الواقعة بالمناطق الصناعية بالشارقة وبعض شوارع الخدمات في المناطق التجارية .
توعية الأطفال
وأكد رئيس قسم الدوريات والأنجاد في شرطة الشارقة استمرار الضبط المروري وبرامج التوعية في إطار الخطة الاستراتيجية التي تتبناها شرطة الشارقة لخفض نسبة الحوادث المرورية وحوادث الدهس التي تقع بسبب الاستخدام غير الآمن للدراجات الهوائية .
ولفت إلى أنه يتعين على مستخدم الدراجة الهوائية الإمساك بالمقود بكلتا اليدين وقيادتها بحرص وانتباه في الأماكن المخصصة لاستخدامها، إضافة إلى التأكد من وجود مصباح أمامي أبيض وخلفي أحمر، ووجود لوحة خلفية عاكسة للضوء والتأكد من إطارات الدراجة وضغط الهواء فيها .
ودعا الأسر أيضاً إلى ضرورة توعية أبنائهم بمخاطر قيادة الدراجات الهوائية على الطرقات المختلفة لوقايتهم من الدهس، حيث إن قانون المرور يمنع الأطفال دون الخامسة عشرة من قيادة الدراجات الهوائية على الطرقات الرئيسة والفرعية .
وناشد هواة استخدام الدراجات الهوائية بممارسة هوايتهم في الأماكن المخصصة، ولبس الخوذة الواقية على الرأس التي تقيهم من التعرض للإصابات الخطرة في الرأس، وعدم الاستعراض على الطريق العام والقيام بحركات بهلوانية قد تضر بهم أو غيرهم من مستخدمي الطريق الآخرين .
مشكلة المساحة العمياء
إحدى المشكلات الكبيرة التي تسبب إصابات راكبي الدراجات الهوائية هي وجود ما يعرف بال #187;منطقة العمياء#171;، وهي المساحة الصغيرة التي لا يستطيع أي سائق أن يرى راكبي الدراجات الهوائية إذا كانوا فيها، خصوصاً إذا كان السائق يقود شاحنة أو أي مركبة ثقيلة أخرى .
وفي عدد من الدول كان الحل الذي وجدوه يتمثل بتركيب مرايا على جانبي السيارة تتيح رؤية هذه المساحة العمياء .
