عادي
أربع محاضرات في «بحر الثقافة»

التكنولوجيا الحديثة لا تهدد القراءة

02:52 صباحا
قراءة 3 دقائق
أبوظبي: نجاة الفارس

تواصلت فعاليات جناح «مؤسسة بحر الثقافة» في المعرض؛ حيث اشتمل البرنامج على عدة فعاليات؛ منها: محاضرة للدكتور عبد الإله بن عرفة «الدّيوان العربيّ الكبير لابن العربيّ الحاتميّ»، قدّمتها الدكتورة حصة لوتاه، والتي أشارت إلى أنّ ابن عرفة تخصص في علوم العربيّة واللسانيات والعلوم الشرعية، وحاز فيها شهادات عليا من جامعات المغرب والجامعات الفرنسية، ثم يمّم وجهه شطر العلوم الحديثة؛ حيث إنه درسها بتمعُّن وتبحُّر، وحاز فيها درجة الدكتوراه أيضاً، وتفرّغ بعد ذلك للبحث في تراث ابن العربيّ الشعريّ، وتحقيقه.

وذهب ابن عرفة إلى أن قضية الرمز مهمة جداً في ديوان ابن العربيّ، وأنه وظف هذا الرمز؛ من خلال قوالب حسية، وتوسّل بالغزل؛ للوصول إلى المعاني التي أراد إيصالها إلى المتلقي، وأن ابن العربي أعطانا أيضاً مفاتيح لفهم شعره عموماً، وأن ديوانه المنشور يعطينا صورة حميمة عنه؛ بوصفه إنساناً أحب وتألم كغيره من البشر؛ ولذلك ينبغي أن نحرص على تأويل شعره.

النبيذة

ونظمت المؤسسة جلسة نقاشية حول رواية «النبيذة» للروائية العراقية إنعام كجه جي؛ حيث أكد المشاركون أنها تعكس الحياة الشّخصيّة لصاحبتها، وأنها حاولت الارتقاءَ بالواقع الذي تصدّت لمعالجته، ورفْعَه إلى مصاف التّخيل الفنيّ، وأنها حفرت في التاريخ، وأحسنت استثماره بصفته يعد عنصراً سرديّاً، وأجادت التنقل بين الأزمنة والأمكنة؛ ولكنها لم تنجح في استثمار الوثيقة في الرواية كما ينبغي؛ إذ بقيت الوثيقة نافرة عن سياق السرد.

وفي محاضرة بعنوان: «مستقبل القراءة» طرحت الدكتورة عائشة بنت بشر قضايا عديدة جديرة بالاهتمام منها: أنّ مستقبل أبنائنا ليس مظلماً في ظل هيمنة التكنولوجيا، ودخولنا عالم التقنية كما يُخيَّل لبعضهم؛ بل هو مضيء؛ وذلك إذا أحسنّا استثمار التقنيات التكنولوجية استثماراً صحيحاً؛ ووظّفناها في خدمة أبنائنا، وجعلناها أداة للتقدم والتطوير بدلاً من أن تكون سلاحاً لقتل الوقت، ونشر الأفكار الهدامة؛ لأنّ التكنولوجيا في رأيها أداة وسلاح ذو حدين، ويمكن أن تغدو مُضرَّة إذا لم نُحسِن توظيفها بشكل صحيح، وذكرت الدكتورة عائشة أنّ محتوى الكتاب لا يزال موجوداً على الإنترنت من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، والتطبيقات الذكية، ومواقع المكتبات الرقمية، وينبغي أن نعلم أبناءنا كيف يستفيدون منه، ويحصلون عليه بسرعة بعد أن كان الوصول إليه في الماضي صعباً، ويستنفد وقتاً كثيراً وجهداً كبيراً، ونبهت الدكتورة إلى أنّ عالمي الذكاء الاصطناعيّ والتطبيقات الذكية يقدمان لنا خبرات وكفاءات إضافية يمكن أن نستفيد منها، ونجعلها أداة للتطوير بدلاً من أن تكون أداة تخلف، وأشارت إلى أنّ دور النشر التقليدية يجب أن تفكر بطريقة ذكية تتناسب مع التغيرات التي حدثت في عالمنا المتسارع، وأن تعمل على نشر كتبها بوسائل غير تقليدية، بعد أن كانت تعتمد في الماضي على الطباعة الورقية فقط، وختمت حديثها بقولها: علينا أن نقتنع بأن العالم تطور من حولنا، وينبغي أن نطور من أدواتنا التي نعتمد عليها؛ للوصول إلى المعلومة والكتاب بعد التغيرات المتسارعة التي حصلت من حولنا، وطاولت كل شيء في حياتنا ولم تقتصر على آلية حصولنا على المعلومة فقط.

ضرورة الموسيقى

وبدأ الدكتور أحمد الخليع في محاضرة «ترانيم السماء» بالإشارة إلى الدين الذي يرتبط بثقافة الموسيقى، وأنّ الترانيم هي موسيقى تستجيب لفطرة الإنسان المجبولة على محبّة الجمال، وأنّ الإنسان نفسه يستجيب بشكل فطريّ لسماع الموسيقى؛ ولذلك حثّت الأديانُ الإنسانَ نفسه على الاستجابة لفطرته متوسّلة بالموسيقى، وجعلتْها تترجم علاقة الإنسان بالمطلق في كلّ الأديان.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"