عادي
عرضان في ثاني أيام مهرجان الشارقة للمسرحيات القصيرة

“النزهة” يسخر من الحرب و”العطش” يمجّد الماء

00:23 صباحا
قراءة 3 دقائق
كلباء - "الخليج":
احتضنت قاعة مسرح المركز الثقافي في كلباء مساء أمس، عرضين مسرحيين في إطار مهرجان الشارقة للمسرحيات القصيرة .
العرض الأول كان بعنوان "النزهة" للكاتب الإسباني "فرناندو أربال"، وأخرجته عائشة صالح الشويهي .
يمثل العرض سخرية من الحرب التي لا تترك للإنسان فسحة للبهجة، وتقضي على كل آماله، وهو عرض في الصميم كوميدي، وقد حاولت المخرجة أن تجعله كذلك لكنّ التمثيل لم يسعفها، فجاء العرض بارداً، لم يقطع رتابته إلا أصوات التفجيرات التي كانت تنطلق بين الحين والآخر لتذكرهم بالمكان الذي هم فيه .
العرض الثاني كان مسرحية "العطش" ليوجين أونيل، وأخرجه سعيد الهرش المسماري وهو أحد أبناء مهرجان المسرحيات القصيرة الحاضرين فيه باستمرار، كانت له مشاركات تمثيلية عدة سابقاً، لكنه انخرط في تجربة الإخراج من خلال هذا المهرجان متشجعاً بالورش التي تقام تمهيداً لكل دورة، وحصل في الدورة الثانية على جائزة أفضل سينوغرافيا، وعلى جائزة لجنة التحكيم، تعد هذه هي التجربة الثالثة له في المهرجان .
في عرض "العطش" الذي تدور فكرته حول "تمجيد الماء" تتحطم السفينه ويغرق ركابها، وتطفو قطعة عليها ثلاث شخصيات هم أحد الركاب والراقصة والبحار، تسير بهم تلك القطعة الخشبية في تيه البحر الذي لا نهاية له، فيستبد العطش بالرجل والراقصة، ويجتران ذكرى المأساة التي حلت بهما، حينما كانا على السفينة يعيشان أقصى حالات الفرح، وكانت الراقصة تقدم عروضاً سحرت أعينهم، وكانت عينا الرجل تتعلقان بها أينما تحركت في الحلبة، وها هما اليوم على تلك الخشبة تسير بهما تحت الشمس الحارقة على غير هدى وقد قطعوا كل أمل في النجاة .
ويبدو البحار قوياً متماسكاً صامتاً طوال الوقت، فيقدران أنه يخفي ماء ويشرب منه سراً، ما يعطيه القوة، فيطلب منه الرجل أن يعطيه شربة ماء، لكنّ البحار ينكر أن عنده ماء، ولما لم تكن لهما سبيل لإرغامه على إعطائهم الماء، تبدأ الراقصة في إغرائه بالمال وعبارات الغرام، لعله يعطيها بعض الماء، لكنه ينكر أن عنده ماءً، ثم يركع الرجل والراقصة عند قدميه ويستجديانه، لكنه يظل واقفاً يكرر: "ليس عندي ماء" .
لن يعطيهم الماء بأي ثمن لأنه طوق النجاة الذي تتعلق به حياته، وعندما تهدد الحياة المرء، فلا قيمة إلا لما يمكن أن ينقذ تلك الحياة، حتى ولو كان شربة ماء رخيصة، تلك هي مقولة المسرحية، لكنّ العرض شابه الكثير من السردية، ولم يستطع الممثلون الوصول إلى حالة الاستبطان الذاتي التي يقتضيها الموقف، وقد يكون الممثل جوهر المطروشي أكثرهم تقمصاً لدوره "البحار"، ربما لأن دوره يقتضي حالة من الصمت والسكون المتواصل والقليل من الكلام والحركة .
من جهة اخرى، بدأت صباح أمس في المركز الثقافي في كلباء جلسات ملتقى الشارقة الثاني للبحث المسرحي الذي يصاحب فعاليات المهرجان الثالث للمسرحيات القصيرة .
وقدم الملتقى الذي تنظمه إدارة المسرح بدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، ثلاث أوراق بحثية هي: "المسرح الإماراتي الحديث دراسة موضوعية فنية" قدمتها د .ميثاء الطنيجي (الإمارات)، و"إخراج العروض في فرق المسرح البديلة في مصر والولايات المتحدة الأمريكية" قدمتها د .هادية عبد الفتاح (مصر)، و"تمثلات النقد الثقافي في النقد العربي المعاصر - النقد المسرحي والروائي نموذجاً" للدكتور . عادل القريب (المغرب) .
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"