عادي

شجاعة زوجة تمهد الطريق لتصنيع السيارات عالمياً

04:34 صباحا
قراءة دقيقتين
إعداد: محمد فتحي

مثلما احتدم سباق صناعة السيارات خلال القرن العشرين بتقنيات مذهلة، يتسارع العالم لإنتاج سيارات ذاتية القيادة لتنقله إلى عهد جديد يجعل الإنسان مجرد ضيف داخل السيارة لينتقل بها، ولكن لا جدال في أن قيادة السيارات تمثل متعة خاصة للكثيرين، لا سيما حينما نعلم أن الفضل في قيادة السيارات يعود لزوجة شجاعة رأت في نفسها الجرأة الكافية لقيادة أول نموذج لسيارة، وتفتح الباب على مصراعيه أمام تحول بشري عملاق في وسائل النقل، بعد أن أثبتت بيرتا بنز لزوجها الألماني كارل بنز أن اختراعه للسيارة آمن ويستطيع استكماله وتطويره وطرحه في الأسواق.
يؤكد الكثيرون بأنه لو لم تقم بيرتا بقيادة السيارة الأولية التي اخترعها زوجها، ربما لم يكن في مقدورنا رؤية السيارات في الشوارع بسبب عدم ثقة الزوج في قدراته وشكه الكبير بجدواها ونجاحها.
كانت بيرتا بنز امرأة ثرية، وأنفقت على المشروع ليتمكن زوجها بعد جهود متواصلة من تسجيل أول براءة اختراع لسيارة عام 1888، وتتمكن هي من قيادتها لمسافة 105 كيلومترات خلسة من دون علمه لتثبت له أن سيارته اختراع ناجح وآمن ومكتمل وسوف يغير وجه العالم والحضارة البشرية. لم يكن بمقدور كارل بنز، المهندس الطموح الذي أسس فيما بعد شركة مرسيدس بنز، تحديد أوجه قصور سيارته التي كانت الأولى من نوعها التي تسير بالوقود في العالم، وكان يظن أن أمامها الكثير حتى تسير بشكل سليم في الطرق والشوارع، إلا أن زوجته كانت تؤمن به بشدة.
وفي صباح يوم مشمس كان التحدي يملأ عينيها، وعقدت العزم وأقدمت على ركوب السيارة التي كانت النموذج الأولي وغير مجهزة بالكامل للقيادة، وانطلقت برفقة ابنيها إلى منزل والدتها الواقع على بعد 105 كيلومترات. ووصلت بسلام في زمن قياسي وأرسلت برقية إلى زوجها تطمئنه وتزف إليه خبر نجاح اختراعه الذي اختبرته بنفسها، وعادت في اليوم التالي بنفس الطريقة.
وخلال أول معرض للآلات في ميونخ الألمانية عام 1888، عرض بنز عدة نماذج من سيارته التي لاقت إعجاباً كبيراً، ليؤسس بنز بعدها شركة «مرسيدس بنز» لاحقاً بفضل دعم زوجته الشجاعة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"