عادي
جذورها متينة وراسخة ومتجددة

العلاقات «الإماراتية السعودية» استراتيجية لمواجهة التحدياتّ

06:13 صباحا
قراءة 3 دقائق
دبي: محمد إبراهيم

تجسد العلاقات الإماراتية السعودية، تعاوناً موحداً لمواجهة التحديات بأنواعها، لاسيما أن جذورها متينة وراسخة وقوية، وتواكب المتغيرات كافة، في وقت تحتل تلك العلاقات بقيادة صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، والمملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، مكانة مرموقة على صفحات التاريخ عسكرياً واقتصادياً واجتماعياً، إذ تجسدها عقود من الزمن، وتستند في مضمونها إلى جذور الروابط الوثيقة والقوية والمتجددة.
ويرى المحللون والخبراء، أن تلك العلاقات، تعززها روابط الدم والإرث والمصير المشترك، حيث أسس دعائمها المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان، مع أخيه الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، طيب الله ثراهما.
واليوم تزفّ الإمارات التهاني إلى وليّ عهد المملكة، الأمير محمد بن سلمان، بمناسبة الثقة التي أولاه إياها خادم الحرمين الشريفين. وتعكس تهنئة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عمق تلك العلاقات التي اتخذت مسارات جديدة في الفترة الأخيرة، تجسد التطورات الميدانية التي تشهدها المنطقة الخليجية والعربية والعالمية، وظهر خلالها التعاون بين البلدين الشقيقين في أعلى صوره، وأرقاها مع التضحيات التي قدمها شهداء البلدين فوق أرض اليمن الشقيق.
وتنوعت مسارات العلاقة بين البلدين، إذ شملت المجالات كافة، وتوّجت بتشكيل التحالف العربي لنصرة الشرعية في اليمن، حيث أسس لعلاقة تاريخية أبدية معطرة بدماء شهداء البلدين الذين قضوا دفاعاً عن اليمن وأهله، ونصرة للحق وحرصاً على الشرعية.
وتعد العلاقة التجارية والاقتصادية بين الإمارات والمملكة، الأكبر بين دول مجلس التعاون، والإمارات من أهم الشركاء التجاريين للسعودية، في المنطقة العربية عموماً ودول المجلس خاصة، بحجم تبادل تجاري يصل إلى 21.452.154.330 درهماً.
ولم يعد همّ الدولتين محصوراً في حدودهما، بل تجاوز ذلك إلى التفكير في الواقع الذي تمر به المنطقة العربية، وسط مساع جادة بذلتها قيادتا البلدين، للنهوض من الانتكاسات العربية المتكررة التي خلفتها تنظيمات إرهابية ومؤامرات أرادت النيل من كل ما هو عربي إسلامي، وبث سمومها وشذوذها الفكري.
والفرص الموجودة في علاقات البلدين كبيرة وواعدة، لثقل الدولتين في الأسرة الخليجية، وتقارب نظرتيهما إزاء الكثير من القضايا المصيرية للخليج والعرب بشكل عام، وتبين الاتفاقية الإطارية الاستراتيجية بين مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة، وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل، أن التنسيق بينهما، ربما يكون فاتحة تعاون بين الكثير من دول المنطقة ولا سيما الخليجية.
وتعد شركة «مصدر»، مبادرة أبوظبي للطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة التي أسست عام 2006، عبر «شركة مبادلة للتنمية» التي تركز على أن تحقق مشاريعها فوائد للمجتمع مع الجدوى الاقتصادية. ويشير مراقبون إلى أنه من المتوقع أن تقود السعودية والإمارات، قطاع توليد الطاقة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إذ يجسد التفاؤل الذي يلمسه كثر، نتيجة هذه العلاقة الخاصة بين البلدين، فرصة لتقديم نموذج متقدم في المنطقة لصيغة جديدة للعلاقات السياسية والاستراتيجية بين البلدين. وربما تكون نقلة نوعية في تاريخ العلاقات العربية.
تلعب الاستثمارات المشتركة بين الإمارات والسعودية دوراً حيوياً، إذ تتجاوز الاستثمارات السعودية في الإمارات 35 مليار درهم، وتعمل في الإمارات 2366 شركة سعودية مسجلة لدى وزارة الاقتصاد، و66 وكالة تجارية، ويبلغ عدد المشاريع السعودية في الإمارات 206 مشاريع، بينما وصل عدد المشاريع الإماراتية المشتركة في السعودية إلى 114 مشروعاً صناعياً وخدمياً، برأسمال 15 مليار ريال.
وشكلت العلاقات الثنائية نموذجاً للتعاون بين دولتين، إذ تعملان على التعاطي الموحد في القضايا والمستجدات، عبر مبدأ التكاتف في مواجهة التحديات، التي ظهرت واضحة في قضايا اليمن وإيران، وغيرها من الصعوبات التي تواجه المنطقة، ما شكل سداً منيعاً أمام تلك التحديات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"