عادي
خلال ندوة حللت الجمال الهندسي للخط

العمارة الإسلامية تكتب تاريخها بحروف عربية

03:59 صباحا
قراءة 3 دقائق
دبي: «الخليج»

نظمت مجلة «حروف عربية» ندوتها الخامسة مساء أمس الأول في ندوة الثقافة والعلوم في دبي بعنوان (الخط العربي والعمارة الإسلامية) واستضافت كلاً من: الدكتور محمد الموجان، رئيس محكمة الاستئناف في مكة المكرمة، والباحث الدكتور محمد عبد الحفيظ من المغرب.

حضر الندوة محمد المر رئيس مجلس أمناء مكتبة محمد بن راشد، ومحمد بن إبراهيم آل صبيح مدير الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بجدة، وبلال البدور رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة، وعلي عبيد الهاملي نائب الرئيس، ود. صلاح القاسم المدير الإداري للندوة، ومريم ثاني، وجمال الخياط أعضاء مجلس الإدارة، ومحمد عكاشة مستشار السفارة المصرية ولفيف من المهتمين والباحثين.

أدار الندوة الخطاط خالد الجلاف الذي قال: «لم يحظ فن من الفنون باهتمام وتقدير على أعلى مستويات كما حظي فن الخط العربي منذ بداية الدعوة الإسلامية وحتى وقتنا هذا، ومن شواهد الاهتمام بالخط المزج بينه وبين جميع الفنون، بالمجوهرات والمعادن والملابس، وارتبط بالعمارة الإسلامية، حيث التنوع في استخدام أدوات الخط العربي في العمارة الإسلامية، من حيث طريقة استخدام الحرف العربي في وسط آسيا، عنه في المغرب، والأندلس وغيرها من الدول».

أكد محمد الموجان في ورقته البحثية أن الخط العربي ركن أصيل من أركان الحضارة العربية الإسلامية، وهو جزء من التراث الحي للأمة، يرتبط بلغتها وتطورها الثقافي، فالكتابة هي قصة الحضارة الإنسانية نفسها، ولا توجد حضارة أولت الخط وفنونه عبر العصور اهتماماً مثل الحضارة الإسلامية، وقال: «إن الخطاط والمعماري السعودي شكّلا معاً ثنائية جميلة، وصلت بفن العمارة إلى إيقاعات متزنة، أكسبت البناء حلة مصدرها القرآن، وقوامها الشخصية الإسلامية المتفردة التي ارتقت بالأحاسيس الإنسانية».

ودرس الموجان علاقة الخط العربي بالعمارة الإسلامية التي ارتكزت على خلفية جمالية في البناء الهندسي للخطوط، وبينهما المنطق الفلسفي الجمالي للبناء من ناحية، والقيم الجمالية المشهدية وخصوصاً ذات الطابع الزخرفي المتناغم من ناحية ثانية.

وأشار إلى تميز هذه العلاقة بالتأثيرات المتبادلة بين المجالين؛ إذ لا تكاد تخلو العمارة من الحضور المباشر للكتابات والزخارف العربية، ومعظم اللوحات الخطية المنجزة بالخط الكوفي خاصة أو بالثلث الجلي أو الديواني الجلي، توحي لناظريها بالهندسة المعمارية المتناسقة في بنائها ووضعها وهيئتها ورونقها العام.

وتحدث الموجان عن الكتابات والنقوش الإسلامية، وأهميتها الخاصة لمكة المكرمة في الدراسات التاريخية والحضارية، فضلاً عن أهميتها الدينية، وقال: «هذه النقوش هي نصوص تأسيسية وزخارف وكتابات ثابتة ومنقولة ومنقوشة بالخط الكوفي وخط النسخ والثلث على العمائر الإسلامية في مكة، وهي ثرية بمضامينها وما احتوته من معلومات أضفت كثيراً من الحقائق التي لم تدون تاريخياً، ومن أهمها وأقدمها نقوش المسجد الحرام المكتوبة بالخط الكوفي والثلث».

بدوره أكد عبد الحفيظ أن الخط العربي يعد علماً قائماً بذاته، له تأصيلاته المفاهيمية، وتأسيساته البنوية، ومقارباته المنهجية.

وأشار إلى أن الخط يُفترض فيه أن يرتبط بمنهجين اثنين: أولهما: «المنهج العلمي»؛ والثاني: «المنهج التعليمي»؛ وتحدث عن أحوال المدينة المغربية وتطورها المعماري والعمراني، باعتبارها «حاضنة» حضارية، وهو ما عبر عنه ابن خلدون بقوله: «واعلم أن الخط ليس بكمال في حقهم [أهل المدن]، إذ الخط من جملة الصنائع المدنية المعاشية.. «وأكد أن المعماريين قد تفننوا خلال العصر المرابطي في صنع قباب جامع القرويين وبناء أقواسه، ونقش نصوصه الكتابية بمختلف النصوص الدينية، والتاريخية وحتى الإخبارية التي تحدد تاريخ إنجاز الكتابة واسم من أمر بإنجازها، كما أشار إلى أقدم الكتابات المنقوشة في جامع القرويين بعد تأسيسه خلال العصر الإدريسي، وعرض نماذج متنوعة لمختلف الخطوط والنقوش.

وافتتح محمد المر قبل الندوة، معرض «صور الحرمين» لعميد المصورين السعوديين خالد خضر، وتضمن مجموعة متنوعة من الصور في مختلف الأزمنة، أبرزت المسجد الحرام قبل 200 عام، ورسماً توضيحياً لكيفية الحج والذهاب إلى الحرم قبل 600 عام، ومقام سيدنا إبراهيم، ومشاهد من مكة في مختلف الأوقات، ومسجد الرسول، وباب السلام، والقبة الخضراء، وجبل عرفات قديماً وحديثاً، وصوراً من الحرم عندما كان يضيء بالزيت، فضلاً عن مجموعة من الصور الحديثة، التي قوبلت بإعجاب لافت من الجمهور.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"