أثار إعلان السلطات الانتقالية الليبية أمس، اعتقال سيف الإسلام نجل العقيد معمر القذافي في منطقة حدودية جنوبي البلاد، وتأكيد المجلس الانتقالي الليبي تقديمه للمحاكمة أمام القضاء الليبي، حالة أخذ ورد بينها وبين المحكمة الجنائية الدولية التي طالبتها بتسليمه، مؤكدة أنها ملزمة بذلك، فيما طالبت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا وفرنسا ومنظمة العدل الدولية بضمان محاكمة عادلة له .
وأعلن وزير العدل الليبي محمد العلاقي أنه أبلغ مدعي عام المحكمة الدولية لويس مورينو أوكامبو رغبة بلاده بمحاكمة سيف الإسلام، وقال إن أوكامبو سيزور ليبيا الأسبوع المقبل لبحث الأمر . وشدد على المحاكمة أمام المحاكم الليبية، وأن ليبيا مستعدة لدعوة المنظمات الحقوقية الدولية لمراقبة المحاكمة . ولفت إلى أن كل الضمانات والمعايير القانونية متوفرة في ليبيا لإجراء محاكمة عادلة ونزيهة . وأضاف سندافع عن اختصاص وسلطة القضاء الليبي، وأوضح أن نجل القذافي سيحاكم في ليبيا بتهم خطيرة عقوبتها الإعدام، وتابع أنه حرض آخرين على القتل وأساء استخدام المال العام وهدد وحرض وشارك في تجنيد وجلب مرتزقة، وأشار إلى أن هذه الجرائم ليست سوى عينة من الجرائم التي سيوجهها النائب العام لسيف الإسلام .
ونوه العلاقي بأن الحكومة الليبية الانتقالية أنهت المحاكمات العسكرية الخاصة التي استخدمها معمر القذافي في محاكمة معارضيه .
وأعلن الناطق باسم المحكمة فادي العبد الله أن السلطات الليبية ملزمة بتسليم سيف الإسلام إلى المحكمة، وقال إذا اعتبرت السلطات أن محاكمة على الصعيد الوطني ستكون الحل الأفضل فبإمكانها أن تطلب من المحكمة .
وأعلن رئيس الحكومة الانتقالية الليبية عبد الرحيم الكيب أن سيف الإسلام سيحظى بمحاكمة عادلة، وقال من الزنتان أعلن باسم الشعب الليبي أن سيف الإسلام سيحاكم محاكمة عادلة وسيحظى بالحقوق التي يرعاها القانون وهي الحقوق التي حرم منها شعبنا طيلة أربعة عقود، وأضاف كلي أمل أن يكون القبض على القذافي بداية مرحلة بناء دولة الحرية والقانون والشفافية .
وكان المسؤول الليبي بدأ كلمته بالقول أعلن إلى شعبنا أنه تم القبض على سيف الإسلام القذافي وهو الآن تحت سيطرة ثوار الزنتان، مضيفاً أتقدم بهذه المناسبة بالتهنئة إلى رجال ونساء وثوار ليبيا .
ودعت الولايات المتحدة النظام الحاكم الجديد في ليبيا إلى ضمان محاكمة عادلة ومعاملة إنسانية لسيف الإسلام القذافي .
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية ان اعتقال سيف الإسلام ومحاكمته ستمثلان خطوة أخرى تنأى عن الحقبة المظلمة التي دامت أربعين عاماً من تاريخ ليبيا وتساعد في نقل الشعب الليبي نحو مستقبل سلمي وديمقراطي هو جدير به، وتابعت أن سيف الإسلام القذافي متهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية والمجتمع الدولي كان واضحاً في مطالبته بأن يحاسب على أفعاله .
كما دعا الاتحاد الأوروبي ليبيا إلى التعاون مع المحكمة الجنائية . وقالت المتحدثة باسم حلف شمال الأطلسي أوانا لونغيسكو إن الحلف يثق بأن السلطات الليبية والمحكمة الجنائية الدولية ستكفلان محاكمة عادلة . وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن من المهم أن يلقى محاكمة عادلة وفقاً للمعايير الدولية . معتبراً أنه إنجاز عظيم للشعب الليبي ويتعين أن يصبح نصراً للعدالة الدولية أيضاً . ومؤكداً ستقدم بريطانيا كل مساعدة .
بدورها، دعت فرنسا السلطات الليبية إلى التعاون بالكامل مع المحكمة الجنائية الدولية وتأمين محاكمة عادلة لسيف الإسلام .
وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان أن فرنسا ترحب بتوقيف سيف الإسلام الذي يواجه مذكرة توقيف أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، ويفترض أن يخضع سيف الإسلام للمساءلة عن أعماله وأن تتم محاكمته .
ورحب الإسنتربول ب مرحلة جديدة لليبيا الجديدة في أعقاب اعتقال سيف الإسلام القذافي . واعتبر الأمين العام لمنظمة الإنتربول رونالد نوبل في بيان أنها إشارة واضحة للشعب الليبي والمواطنين في العالم أن المجلس الوطني الانتقالي سيواصل ملاحقة الأشخاص المتهمين بارتكاب جرائم لإحالتهم أمام القضاء ولكي يخضعوا للمساءلة أمام محكمة عن الاتهامات الموجهة اليهم .
وقال سيف الإسلام إنه بصحة جيدة، وسئل عن ضمادات حول 3 من أصابع يده اليمنى فاكتفى بالقول القوات الجوية، وإن كان يقصد غارة لحلف الأطلسي، فقال نعم، قبل شهر، ونفى أنه كان على اتصال مع المحكمة الجنائية الدولية أثناء هروبه قبل اعتقاله، ووصف التقارير التي ذكرت، الشهر الماضي، أنه كان على اتصال غير مباشر بمسؤولي الجنائية الدولية بأنها كلها أكاذيب قائلاً إنه لم يجر أي اتصال قط معهم .
وأعلن العلاقي ومسؤولون آخرون، أن مقاتلين في الزنتان بالجبل الغربي، اعتقلوا سيف الإسلام و3 من حراسه قرب بلدة أوباري، ولم يكن معه مسؤولون سابقون . (وكالات)
