عادي
عرضان في اليوم الرابع لمهرجان الشارقة للمسرحيات القصيرة

“رجال تحت الأرض” . . المال للقتل و”تواضع” . . زواج مثالي

02:01 صباحا
قراءة دقيقتين
كلباء -محمد ولد محمد سالم:
شهد رابع أيام مهرجان الشارقة للمسرحيات القصيرة في كلباء تقديم عرضين مسرحيين هما "رجال تحت الأرض" إعداد وإخرج مهند كريم و"تواضع" للكاتب بول هرفيو، وإخراج فاطمة الدرمكي، وذلك على خشبة مسرح المركز الثقافي في كلباء .
مخرج مسرحية "رجال تحت الأرض" هو الشاب مهند كريم خريج كلية الإعلام في جامعة الشارقة، وهو أحد الذين اهتموا بالمهرجان منذ بدايته، و"رجال تحت الأرض" عمل معد من رواية فرانكشتاين لماري شيللي مع تطعيمه بنصوص عربية شعرية وصوفية، ويقدم العرض ثلاثة شخوص هم العم الثري والطبيب وحارس المقبرة، يموت العم الذي كان ثرياً - صنع ثورته من الغش والاحتيال ثم غسلها بأعمال إنسانية ليصبح شخصية مهمة - ويترك وصية للطبيب بأنه سيعطيه كل ماله إذا أعاده إلى الحياة، وينجح الطبيب بمساعدة الحفار في إعادته إلى الحياة، لكنه يضع له كبداً فاسدة ستكون سبباً لموته من جديد، وحين يرجع العم إلى الحياة يغري الحفار بقتل الطبيب على أن يدفع له نصف ماله، ويكتشف الطبيب ما يدبره له العم، فيخدر الحفار ويسمم جسمه بمادة تقضي عليه ببطء، ويصارح العم بأن جسمه يحتوي على كبد فاسدة ستقضي عليه هو الآخر، وتنتهي المسرحية بموت العم والحفار وفوز الطبيب بالمال .
اعتمد كريم على ثلاثة ممثلين متميزين في حيوية أدائهم وتمكنهم من درجات الصوت وسلامة لغتهم، ونجحوا في التغطية على الجوانب السردية في العرض، لكنّ المشكلة في هذه المسرحية هي أن الرؤية كانت مشوشة، فلم يكن هناك خط نسقي واضح يمكن أن يسعف المشاهد في استخلاص تأويلات للعرض، ومع ذلك فقد كان العرض محاولة اجتهادية مقبولة .
العرض الثاني كان مسرحية "تواضع" ومخرجته فاطمة الدرمكي من خورفكان، خريجة قسم المعلومات في جامعة الشارقة، وهي ثاني مخرجة في هذه الدورة، ويقدم عرض "تواضع" فتاة شابة تبحث عن زوج مثالي تستطيع أن تثق به وتستودع عنده نفسها، تريده أن يحترمها ويوجه أفعالها، فيقول لها أحسنتِ حين تحسن، وأخطأتِ حين تخطئ، تريده قوياً ومتواضعاً وحنوناً، لكنّ النموذجين اللذين تصطدم بهما، يمثل كل منهما طرفاً في معادلة ذلك الزوج الذي تبحث عنه، فالأول شاب حنون يرى فيها كل صفات الجمال الخلقي والخلقي، وهو ضعيف لا يستطيع أن يوجه إليها أية كلمة نقد، والثاني قوي متكبر ومتسلط لا يعرف إلا النقد والتجريح، وهكذا لا ترضى الفتاة بأي منهما، وتعلق الزواج إلى أجل غير مسمى .
فكرة العرض بسيطة وواضحة، واختياره ملائم لأهداف المهرجان التكوينية، وقد حافظت المخرجة على طابع البساطة في اختيارها للديكور والأزياء، وحاولت أن تتعامل مع الإضاءة بشكل دال، كما وفقت في اختيار فتيان مبتدئين وجلبهم إلى خشبة المسرح .
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"