عادي
تعود إلى 7500 سنة

كشف أقدم آثار للمجتمعات الإنسانية في أبوظبي

05:32 صباحا
قراءة 3 دقائق
أبوظبي - «الخليج»:

كشفت حفر أثرية جديدة في جزيرة مروح عن أقدم آثار للمجتمعات الإنسانية في أبوظبي، التي توفر لمحة فريدة عن الحياة في العصر الحجري المتأخر بالمنطقة الغربية من إمارة أبوظبي.
وحدد برنامج «هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة» للأبحاث الأثرية ما يزيد على 20 موقعاً رئيسياً للحفريات على الجزيرة منذ عام 2012، التي ترجع إلى مراحل تاريخية متنوعة، من العصر الحجري المتأخر (قبل حوالي 7500 سنة) إلى عصور تاريخية أحدث، مع اكتشاف قريتيّن تعودان إلى العصر الحجري المتأخر على الطرف الغربي لجزيرة مروح، وتضمان آثار مجتمعات سكنها الإنسان. وأسفرت الحفريات التي قامت بها الهيئة عن جمع ما يزيد على200 من نصال الأسهم المصنوعة من الحجر الصوان من على سطح الأرض في الموقعيّن «أم آر 1» و«أم آر 11»، بينما كشفت حفر أخرى في الموقع «أم آر 11» عن مبنى حجري يحمل أهمية أثرية كبرى.
وقال محمد عامر النيادي، مدير إدارة البيئة التاريخية في «هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة»: حققت الحفريات الأخيرة في قرية العصر الحجري المتأخر في المنطقة«أم آر 11» بجزيرة مروح نتائج علمية وتاريخية استثنائية، حيث توصلنا إلى فكرة واضحة عن تصميم وشكل البيت القديم قبل 7500 سنة، الذي يعد أحد أقدم الآثار المعروفة للعمارة الحجرية في منطقة الخليج العربي.
وقال: تضمنت الاكتشافات المهمة أيضاً هيكلاً عظمياً بشرياً، ووجدنا الهيكل العظمي الجزئي وقد دفن في إحدى الغرف شبه المنهارة في البيت، وهو ما يشير إلى أن هذا المبنى قد تم استخدامه في الأصل كمنزل للأحياء، ثم أصبح في وقت لاحق «مقراً أخيراً للموتى». وعثرت الحفريات على هذا الهيكل العظمي داخل الغرفة المركزية، مستقراً على أحد جانبيه في وضع الانحناء، مع توجيه الرأس نحو الشرق، ويتطابق هذا الأسلوب في الدفن مع مقابر العصر الحجري المتأخر الأخرى، بما ذلك مدافن جبل البحيص في إمارة الشارقة، التي يمكن مشاهدة نماذج مطابقة لها في متحف الشارقة للآثار.
وأوضح الدكتور مارك بيتش، رئيس قسم التراث الساحلي والحفريات في «هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة»، ومدير مشروع الحفريات الأثرية في جزيرة مروح: ركزت المرحلة الأخيرة من عملنا في جزيرة مروح على البحث عن أقدم المستوطنات الإنسانية المعروفة في أبوظبي، وهي ترجع إلى العصر الحجري المتأخر في الموقعيّن «أم آر» و«أم آر 11». وأجرينا عمليات مسح جيوفيزيائي خلال عام 2014 في الموقعيّن باستخدام القياس المغناطيسي والمسح الراداري الأرضي، لتقييم الآثار الموجودة تحت الأرض. وساعدتنا هذه الدراسات على تحديد الهياكل العمرانية ذات الأهمية الأثرية والتاريخية في الموقع. وبدأت الحفريات بشكل جدي في الموقع «أم آر 11» خلال عام 2015، واكتملت في فبراير 2016، مع اختتام أحدث برامج أبحاثنا الميدانية.
وتشمل الاكتشافات الأخرى داخل المنزل قطع خرز من القواقع والحجر، إضافة إلى عدد من الأدوات المصنوعة من الحجر، كما تم العثور على رمح كبير من الحجر الصوان.
وتولى عبد الله خلفان الكعبي، مختص آثار التراث الساحلي في إدارة البيئة التاريخية في «هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة»، مسؤولية الاكتشافات الأثرية الأولى والتنقيب عن الهيكل العظمي.
وقال الكعبي: تعد المشاركة المباشرة في اكتشاف أقدم مستوطنة إنسانية معروفة في أبوظبي تجربة مهمة، وعملت على تنظيف المنطقة المحيطة بالعظام البشرية بدقة وحرص شديديّن.
وستخضع بقايا الهياكل العظمية للفحص في المستقبل القريب من قبل خبراء متخصصين للحصول على مزيد من المعلومات حول أصحابها وعمرهم وجنسهم وحالتهم الصحية.
وتتضمن أهم المواقع الأخرى التي تم اكتشافها في جزيرة مروح مجمعاً كبيراً من مواقد الطهي يرجع تاريخها إلى العصريّن البرونزي والحديدي (بين 5000 - 3000 سنة مضت)، وعدداً من الأفران الجيرية تعود إلى أوائل العصر الإسلامي، ومواقع مختلفة مرتبطة بالفترة التاريخية (250 سنة ماضية) عندما اعتمد السكان المحليون على صيد اللؤلؤ والأسماك كنشاط اقتصادي أساسي. وتحتضن المنطقة أيضاً مسجداً جدرانه من الحجر الجاف في قرية اللفة، وسلسلة من الجدران الأثرية في قرية مروح، ومقبرة إسلامية، إضافة إلى فناء منزل خشبي قديم، ومرفأ للسفن ومسجد في قرية قريبة، وكذلك يوجد نظام تقليدي لتجميع المياه والآبار.
وأظهرت الحفريات أيضاً أن سكان قرية العصر الحجري اعتادوا على تربية الحيوانات الأليفة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"