عادي
خلال أمسية باتحاد الكتّاب في أبوظبي

عبدالرزاق عبدالواحد نخلة العراق الباسقة

01:27 صباحا
قراءة 3 دقائق
أبوظبي - منّي بونعامة:

نظم اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي، مساء أمس الأول، في مقره في المسرح الوطني أمسية تأبينية للشاعر العراقي الراحل عبدالرزاق عبدالواحد بعنوان «في حضور عبدالرزاق عبدالواحد» بحضور الشاعر سالم أبو جمهور رئيس الهيئة الإدارية في فرع اتحاد الكتّاب في أبوظبي والشاعر والناقد محمد نور الدين، وعدد من الشعراء والمهتمين.

قدّم الأمسية الكاتب والناقد الدكتور إياد عبد المجيد مستعرضاً ملامح من سيرة الراحل الشعرية ومسيرته الإبداعية، وقال: إن «الشاعر الكبير عبدالرزاق عبدالواحد كان عراقياً، حمل هم العراق، وصال بشعره ينهل من كنوز البلاغة الشعرية والحضور الإبداعي الراقي، ما يشكل مرحلة شعرية تبقى ملهماً لأجيال من الشعراء والأدباء والمبدعين»، مشيراً إلى أن الراحل كان «رحلة أدبية اتسمت بالثراء والهدوء، وامتازت تجربة ذلك الشاعر المتسامح، المجدّد، بطابعها اللغوي، الجزل الرصين والإيقاع الهادر، وهو أهم الشعراء الملتزمين بقضايا وطنهم، ويعد أحد رواد شعر التفعيلة، وبموته خسرت الحركة الثقافية العربية واحداً من أكبر أصواتها».
وقال سالم أبو جمهور إن الاحتفاء بقامة شعرية فارعة كالراحل عبدالرزاق عبدالواحد يعتبر ضرورة لا مندوحة عنها ولا عذر لمن تقاعس عنها، لأنه كان شاعراً عظيماً، وعلينا أن نتعامل مع الشعر الذي يمثل روح الشاعر وجوهره ونبضه ونغض الطرف عما يثار حول الشاعر من اتهامات وادعاءات واهية، مؤكداً أن هذه الأرض شملت بكنفها جميع الشعراء واستضافتهم من دون استثناء. استحضر الشعراء في قصائدهم معاني الألم ومرارة الفقد ووقعه الشديد في القلوب والنفوس، معرجين على ومضات من تجربة الراحل وإبداعه الماتع وما اتسم به من وطنية وجرأة وصدق وإقدام، وقرأ الشاعر رعد بندر قصيدة مهداة إلى عبدالرزاق عبدالواحد يقول في مطلعها:

ألا فاهدأ الآنَ.. اهدأ قليلا

              فإنَّ رحيلَكَ أبكى الرَّحيلا

لقد كنتَ شَهقتَنا يومَ كانَ ال

             ثرى صهوةً والمواطي صَهيلا

وألقت الشاعرة ساجدة الموسوي قصيدتها«هوني هوني يا أم خالد»التي مزجت فيها بين مرارة فقد الشاعر وجرح العراق النازف، تقول:

هوني هوني يا أم خالد
                كلنا سوف نمضي وتبقى الشواهد
كفكفي الدمع فهو شهيد
               نزف الدمع والروح قبل القصائد
جرحه كان وسع العراق
                وما من طبيب براه
وما من ضماد سوى الكبرياء

وقرأ الشاعر يونس ناصر عبود مرثيته «تداعيات في حضرة عبدالرزاق عبدالواحد»، يقول فيها:

سألت عنك فردوا قد مضى الرجل

                شد الرحال كمن من قبله رحلوا

قالوا هوى نجمه في الأفق منفردا

               فلم أصدق كسف الشمس ترتحل؟

وألقى الشاعر محمد البياسي ورقة نقدية سريعة استعرض فيها ومضات من قصائد الراحل متوقفاً عندما اتسمت به من جمال التصوير وروعة التعبير، وقوة المبنى ورقي المعنى، فجاءت معبرة عن خلاصة تجربة شعرية فذة وقامة سامقة تركت بصمة خالدة.

وفي قصيدة«فينيق الشعر» تقول الشاعرة بهيجة إدلبي في رثائها للراحل:

يا طائر الشعر هل أسريت من وجع

                      من عالم ظله بالموت ينتقل

فضاق منفاك عن معناك وانكسرت

                   أيقونة الحلم حتى تاهت السبل

ورثا الشاعر عباس جيجان الراحل بقصيدة شعبية استحضر فيها قيم النبل والشجاعة، معبراً عن مرارة فقد شاعر كبير بحجم عبدالرزاق عبدالواحد الذي كان شاعر العراق ونخلته الباسقة.

وشكر الدكتور عبدالرزاق الهاشمي باسم العراقيين والمقيمين منهم في الإمارات اتحاد الكتاب على هذه المبادرة الرائعة لتأبين الراحل والاحتفاء به والتي عكست الاهتمام العربي الأصيل بمثل هذه القامة الشعرية العراقية والعربية، مباركاً للإمارات حكومة وشعباً بمناسبة اليوم الوطني 44 لدولة الإمارات العربية المتحدة.
وقال إن الحديث عن عبدالرزاق عبدالواحد يمثل حالة تعكس مدى أهمية ارتباط نتاج الشاعر والمبدع بهموم الذات، داعياً إلى ضرورة تكريم المبدعين والاحتفاء بهم في حياتهم قبل موتهم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"