عادي
5 أيام من الألق الإبداعي الإماراتي والعربي

الشارقة تودع «موسكو للكتاب» بحضور ثقافي استثنائي

04:17 صباحا
قراءة 4 دقائق
موسكو: «الخليج»

بعد خمسة أيام من الفعاليات الثقافية والعروض التراثية التي زينت شوارع العاصمة موسكو، اختتمت الشارقة «العاصمة العالمية للكتاب 2019» فعالياتها في «موسكو للكتاب» حيث حلّت ضيفاً مميزاً على دورته ال32، كأول مدينة عربية في تاريخ المعرض، فعرّفت بمشروعها الثقافي، وقدمت ملامح إبداعية عربية وإماراتية، بمشاركة نخبة من المثقفين والزوّار الروس ما بين 4 و 8 سبتمبر الحالي.
ونظّم جناح الشارقة، الذي أشرفت عليه «الشارقة للكتاب» أنشطة وفعاليات ثقافية وفنية وفكرية عديدة، فاطلع المثقفون الروس على ما تقوده الإمارة من مبادرات وجهود تخدم واقع النشر بخبرات ومعارف جديدة، فضلا عن ما تحتضنه الإمارة سنوياً من فعاليات ثقافية.
وحول هذه المشاركة، أكد الشيخ فاهم القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة، رئيس وفد الشارقة المشارك على أن هذه المشاركة الفاعلة للشارقة في واحدة من أهم تظاهرات العالم الثقافية تعبّر عن رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الداعية إلى أن تكون الثقافة والفنون والإبداع هي اللغة الأساسية التي تتحدث بها الإمارة للعالم بأسره. وتابع رئيس دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة: «جاءت الشارقة، على بلد يمتلك إرثاً ثقافياً كبيراً، بلد ولِدَ الأدب الروسي فيه قبل ما يزيد على ألفي عام، وها نحن اليوم نختتم هذه المشاركة التي قدّمت من خلالها الشارقة تعريفاً جوهرياً للثقافتين الإماراتية والعربية، وأطلعت الجمهور الروسي من أدباء ومثقفين وناشرين وجمهور محبّ للأدب والثقافة على منجزات كبيرة تشارك فيها جميع المؤسسات والهيئات الثقافية في الشارقة، لتسجّل الإمارة بهذه المشاركة إنجازاً جديداً يضاف إلى مسيرة حافلة بالمنجزات، حققت من خلالها حضوراً متميزاً على صعيد مختلف الدول والمدن حول العالم حتى باتت واحدة من المدن الأساسية على خارطة العمل الثقافي والإبداعي الإنساني بتجلياته».
وأضاف الشيخ فاهم القاسمي: «على مدار خمسة أيام، قدّمت الشارقة مشهداً استثنائياً يدلّ على متانة العلاقات التي تربط الإمارات والجمهورية الروسية. هذه العلاقات التي بنيت منذ تاريخ طويل على صعيد العمل الثقافي والاقتصادي وغيرها، أثمر اليوم حضوراً استثنائيّاً للشارقة التي التفّت حول مشاركتها جميع شرائح المجتمع الروسي، وجسّدوا ملمحاً حضارياً جمعه الفنّ والأدب، وتخطى حاجز اللغة، بما يؤكد على أن الثقافة والإبداع الإنساني ثوابت مشتركة تجمع الشعوب».
من جانبه، أوضح أحمد بن ركاض العامري، رئيس «الشارقة للكتاب» أن مشاركة الإمارة كأول مدينة عربية تحلّ ضيفاً على المعرض تأكيد على مكانتها وأهميتها على صعيد العمل الثقافي العربي والعالمي، مشيراً إلى أن الإمارة ترسّخ من خلال هذه المشاركة أهمية مشروعها الثقافي الكبير الذي يتخذ من الكتاب والمعرفة والإبداع منطلقاً للتواصل الحضاري مع الآخر.
وتابع رئيس هيئة الشارقة للكتاب: «بعد كلّ مشاركة للإمارة عربياً وعالمياً، نستذكر الدعوة التي وجهها لنا صاحب السمو حاكم الشارقة، لتدعيم جسور التواصل والتلاقي الفكري والثقافي مع العالم من خلال الكتاب، والعلم، والمعرفة، والإبداع. دعوة رسّخت لدينا أهمية أن ننفتح على الآخر، ونذهب إليه بتاريخنا، ولغتنا، وإبداعاتنا، ليتعرّف علينا من خلال القصيدة، والمسرح، والتراث الذي صاغه الأجداد وبقي ثروة نفاخر بها الأمم، وها هي الشارقة اليوم تمدّ جسراً تلاقت فيه الإبداعات الروسية والإماراتية».

فعاليات متميزة

ونظّمت الإمارة خلال مشاركتها في المعرض سلسلة من الفعاليات الأدبية والفنية إلى جانب العروض الفلكلورية الشعبية التي جابت شوارع العاصمة موسكو، لتعرّف الجمهور الروسي على الثقافتين العربية والإماراتية، حيث عقدت «الشارقة للكتاب» ما يزيد على 15 جلسة حوارية وشعرية شارك فيها أكثر من 15 مثقفاً وكاتباً، إلى جانب المشاركات الفاعلة التي قدمتها 10 دور نشر ومؤسسات ثقافية محلية.
وفي إطار تعريف القراء الروس على ملامح مضيئة ومحورية من التاريخ والأدب العربي قدّمت هيئة الشارقة للكتاب، لجمهور المعرض 13 كتاباً من مؤلفات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مترجمة إلى اللغة الروسية. وتعزيزاً لآفاق التواصل بين الثقافات، تبنّت الهيئة ترجمة 59 كتاباً إماراتياً وعربياً دفعة واحدة للغة الروسية، في مبادرة هي الأكبر من نوعها، حيث وقّع عدد من الأدباء والكتّاب الإماراتيين إصداراتهم الإبداعية المترجمة أمام الجمهور الروسي الذي احتشد أمام منصة التواقيع، إذ استضاف ركن التواقيع 13 أديبة وأديباً إماراتياً.
وضمن مشاركتها الفاعلة وقّعت «الشارقة للكتاب» مذكرة تفاهم مع إدارة المعارض والمهرجانات الدولية بموسكو، بهدف تعزيز سبل التعاون في مجالات العمل الثقافي، تضمنت عقد سلسلة اجتماعات دورية لتطوير خطط مشتركة، والعمل على تنسيق الجهود الثنائية وتعزيز الحضور المتبادل للثقافتين الإماراتية العربية والروسية، إلى جانب تنظيم تسهيل مشاركة الناشرين الإماراتيين والروس في كلا البلدين.

«النمرود».. ملحمة عربية في موسكو

وحشدت مسرحية النمرود لمؤلفها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، جمهور المسرح في العاصمة الروسية موسكو، في قاعة مسرح «غوركي» أعرق المسارح الدولية في روسيا، ليقدّم شهادة تاريخية على حكاية «طاغية الأرض» الملك الذي تجبر وكانت نهايته قاسية.
واحتفى جناح الشارقة بجهود عدد من المؤسسات والهيئات الثقافية والمعرفية في الإمارة والدولة، منها: اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، ومكتب الشارقة العاصمة العالمية للكتاب 2019، وهيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، وجمعية الناشرين الإماراتيين، ومدينة الشارقة للنشر، ودائرة الثقافة في الشارقة، ومعهد الشارقة للتراث، ومجلس إرثي للحرف المعاصرة، ومنشورات القاسمي، ومجموعة كلمات، وثقافة بلا حدود، ومبادرة 1001 عنوان.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"