عادي
تعرض أصحابها لخطر الاصطدام مع الآخرين

مطاردة الأمطار.. مغامرة عواقبها وخيمة

04:09 صباحا
قراءة 3 دقائق
الساحل الشرقي: محمد صبري

ظواهر سلبية انتشرت في الآونة الأخيرة وتحديداً عند دخول فصل الخريف وبدء موسم الأمطار، وهي تصوير السيول عند نزولها مندفعة من أعلى الجبال، وانتشرت هذه الظاهرة بشكل كبير في مدن الساحل الشرقي لما تتمتع به من جبال عالية ووديان ومنخفضات ولم تتوقف هذه الظاهرة عند التصوير، والتي تعرض صاحبها لخطر الاصطدام مع الآخرين أثناء القيادة، ولكن وصلت الظاهرة إلى الدخول بسيارات داخل الوديان والشعاب الجبلية للتصوير وخوض مغامرة التجول وسط الوديان بسيارات أثناء هطول الأمطار، ما يشكل خطراً كبيراً على مرتادي هذه الأماكن، لأن التربة في هذه الحالة غير ثابتة وتتحرك مع المياه وقوة دفع السيول تتحكم في توجيه السيارات لأكثر المناطق انحداراً، ولم تعد هذه الظاهرة مجرد مغامرة عابرة للتصوير، ولكن تشكل خطراً على حياة مرتادي هذه المناطق في ظروف مناخية متغيرة ما نتج عنه حوادث غرق كثيرة وفقد لأشخاص داخل هذه الشعاب المتداخلة والتي تصعب فيها عملية البحث والإنقاذ.

مسارات انحدار الوديان

ويحث رجال الدفاع المدني الشباب على الابتعاد عن هذه المناطق أثناء هطول الأمطار أو مع حدوث أي تغيرات مناخية، ويشاطرهم الأهل الرأي في ذلك، حيث تقول الإماراتية رحاب الظنحاني: للأسف الشديد نحن نشهد الكثير من السلوكيات غير المسؤولة من بعض أفراد المجتمع والتي تقود إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة، حيث هناك الكثير من الشباب يفتقرون إلى الجانب التوعوي لمخاطر مطاردة الأمطار والوديان بمختلف جوانبها وسوء التقييم للمكان والوضع الراهن وجهلهم لمسارات انحدار الوديان وشعابها وتجاهلهم لنشرات الأحوال الجوية والتحذيرات التي تنشر من جهات الاختصاص خاصة عدم دخول الأودية وقت هطول الأمطار.
وأشارت إلى ضرورة تمتع الشباب بروح المسؤولية وتقدير النتائج المترتبة على تهورهم وطيشهم لمجرد تصوير الأمطار والسعي للشهرة في وسائل التواصل الاجتماعي وتقديم سبق للحدث تحت مسمى المغامرة والإثبات للآخرين أنهم قادرون على قهر الطبيعة وأنهم أول من قام بقطع الوديان باحترافيتهم ولكن الواقع مختلف تماماً فلا يوجد ما يقهر الطبيعة.
وأضافت أن الشباب من مطاردي الأمطار غير مؤهلين وغير مدربين للتعامل مع هذه الحالات ولا يحملون أي معدات وآليات تساعدهم على النجاة من أي طارئ والكثير منهم خسروا أرواحهم وهم يحاولون تحدي الوديان والأمطار دون أي هدف يخدم المجتمع وإضافة لذلك يندفع بعض الشباب والمراهقين للتقليد الأعمى للحصول على جانب من الشهرة على مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الخاصة بهم فالمغامر يقدم رسالة ثقافية تخدم المجتمع وليس رمي أنفسنا للتهلكة دون هدف يذكر.
ويقول الوالد علي الشحي: إن الشباب بسلوكياتهم يتحدون رب العالمين وإنهم يرمون بأنفسهم للتهلكة تحت مسمى الشهرة والمغامرة ولفت الانتباه وهذا ليس بمنطق. والأولون ما كانت عندهم هذه التصرفات وكان همهم أن يكونوا بخير سالمين وغانمين ورب العالمين ميز البشر بالعقل وهو زينة الرجال في المواقف.
وأضاف أن كثرة الموارد عند شبابنا وحب الشهرة زاد جنونهم وتهورهم والسيارة هي مجرد قطعة من الحديد لا تقدر على تحدي الطبيعة وقسوتها ولا تمنع قضاء الله.
ومن جانبه أشار المواطن محمد أحمد البادي إلى أن تواجد الشباب في الوديان فترة الأمطار تصرف غير مسؤول ويعرض حياتهم للخطر، وكذلك يضاعف على الجهات المختصة عمليات الإنقاذ والبحث والانتشال، وفي نفس الوقت يعرض حياة المنقذين وذوي الاختصاص للخطر، فنحن نرجو أن تكون هناك قوانين تردع هذه التصرفات التي تكلفنا أرواح أبنائنا فنحن مجتمع مسؤول وواع.
ومن جهته أكد المواطن علي مصبح الصريدي على أن الأمطار رحمة ورزق من رب العالمين وبقدوم المطر يسود الفرح والابتهاج بين الناس والجميع يخرج للطبيعة للاستمتاع بها ولكن البعض تخطى حدود المسؤولية وسعى وراء ملاحقة الأمطار في الأودية وشعابها بدافع التصوير الذي ينتهي بكارثة انجرافهم في الوديان والبعض يتم إنقاذهم ولكن الكثير يخسرون حياتهم بطيشهم في المغامرة في الأمطار.
وشدد محمد الصغير على ضرورة أخذ المزيد من احتياطات الأمن والسلامة من جانب الشباب المهتم بمتابعة الأمطار ومحبي رياضة السفاري والتخييم داخل الجبال والابتعاد عن مجرى السيل أو نصب الخيام في منتصف الوادي أو في حالة تصوير المطر من إدخال السيارات لأن ذلك يشكل خطورة كبيرة عليهم.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"