عادي
خلال الملتقى الأول لمديري مدارس الإمارات

«التربية الأخلاقية».. إعلاء لمبادئ التسامح والترابط والاحترام

03:47 صباحا
قراءة 6 دقائق
دبي: محمد إبراهيم

أكد حسين بن إبراهيم الحمادي، وزير التربية والتعليم، أن التربية الأخلاقية هي نتاج لفكر استثنائي لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وتعتبر إطاراً معرفياً وقيمياً أصيلاً في منظومة التعليم الوطني.

وقال إن التربية الأخلاقية وُجدت لإعلاء مبادئ التسامح والترابط والاحترام، وتقبل الآخر، وتعوِّل عليها المجتمعات لمواكبة ركب الحضارة العالمية، وتبذل جهوداً كبيرة لتضمين دراستها في المناهج التربوية للطلبة، بهدف بناء أجيال تعي دورها في المجتمع.
جاء ذلك خلال «ملتقى مديري المدارس 2017»، الذي نظمته «لجنة التربية الأخلاقية» التي تضم كلاً من ديوان ولي عهد أبوظبي، ووزارة التربية والتعليم، ومجلس أبوظبي للتعليم، وهيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، وهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، انطلقت فعالياته، أمس، في فندق الإنتركونتننتال بدبي، الذي ينعقد للمرة الأولى ويشكل منصة تضم قادة التعليم، كبار المسؤولين، فضلاً عن مشاركة 1300 مدرسة حكومية وخاصة من مختلف الإمارات، لوضع الخطط والتوصيات الخاصة بمنهج «التربية الأخلاقية»، لتطبيقه على المستوى الوطني في جميع المدارس الخاصة والحكومية، في سبتمبر المقبل.
وأفاد الحمادي، خلال الجلسة الافتتاحية للملتقى، بعنوان «التربية الأخلاقية في دولة الإمارات العربية المتحدة»، بأن التربية الأخلاقية امتداد لموروثنا الحضاري، ومادة لتحصن الطلبة فكرياً ومعرفياً، وتم استحداثها خصيصاً بهدف تزويد أجيال المستقبل بالمهارات الحياتية والعملية اللازمة للتنافس في بيئة سريعة التغير.
وأكد أن تطبيق المادة سيكون سلساً وبسيطاً، تحاكي في مضمونها مختلف الجوانب المهمة في شخصية الطالب، وتقويم المادة سيكون من خلال رصد أثرها على الطلبة وطرق تفكيرهم في كافة مناحي حياتهم، وستنعكس بشكل إيجابي على التعليم في الدولة، حيث ننظر إليها على أنها أسلوب حياة للطلبة، لاسيما أنها حققت أثراً طيباً ونتائج جيدة، من خلال التطبيق التجريبي في بعض المدارس.

فكر متسامح

أكد عمر سيف غباش، سفير الدولة في روسيا، أن التربية الأخلاقية تعد تكريساً لفكر متسامح لدى الطلبة، يتماشى مع ثقافة عالمية بهذا الخصوص، وتأتي استجابة لما يتعرض له العالم أجمع من ظواهر مسيئة لا تمت لحضارتنا بصلة.

وقال خلال جلسة بعنوان «التربية الأخلاقية لبناء مستقبل أفضل» إن الملتقى يشكل أهمية كبيرة، إذ يصوغ الاستراتيجيات الخاصة بتطبيق منهج «التربية الأخلاقية»، التي تمثل ضرورة وركيزة أساسية في المجتمعات، لبناء أجيال ذات قيم ومبادئ تسهم في بناء توجهاتهم الإيجابية في المستقبل.

فيما أكد شون كليري، مؤسس ونائب الرئيس التنفيذي، وفيوتشر وورلد، جنوب إفريقيا في الجلسة ذاتها، أن التربية الأخلاقية منظومة تحارب ظواهر الإقصاء، والانغلاق، وتكسب الطلبة مهارات حياتية معاصرة، أما مورينوسكي كاواجوتشي، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة مورينوسكي اليابانية، استعرض تجربة اليابان في بلورة منظومة قيمية أهلتها لتحقيق نجاحات في كافة المجالات.

تأسيس الشباب

أكدت الشيخة خلود القاسمي، الوكيل المساعد لقطاع الرقابة والجودة بوزارة التربية، أن منهاج التربية الأخلاقية، يهدف إلى تأسيس جيل من الشباب في الإمارات على المبادئ والقيم العالمية، التي تضع أسساً قوية للأهداف والرؤية الأخلاقية، وتنمية الشخصية والثقافة، فضلاً عن تعزيز فهم القيم المشتركة للإنسانية، موضحة أهمية امتلاك مديري المدارس، مهارات التعامل مع الأزمات والقدرة على تذليل العقبات.
وترى الدكتور كريمة المزروعي، مستشار المدير العام المدير التنفيذي لقطاع التعليم المدرسي بالإنابة، في مجلس أبوظبي للتعليم، أن منهج التربية الأخلاقية متمم لمنهاج التربية الإسلامية، فضلاً عن أنه يسهم في بناء شخصية الطلبة، وفق مبادئه وقيم سامية، تسوقه إلى مستقبل راقٍ ينهض به ومجتمعه.
وأكدت فاطمة بالرهيف، المدير التنفيذي لجهاز الرقابة المدرسية في هيئة المعرفة والتنمية البشرية في الجلسة ذاتها، أن التربية الأخلاقية تحمل في مضمونها مبادئ ومسارات السلام والتسامح والإيجابية، فضلاً عن أنها تسهم في بناء أجيال ذات اتجاهات إيجابية تستطيع خدمة وطنهم، فينبغي التركيز على حشد جهود عناصر المجتمع المدرسي لبلورة فكرة وأهداف المنهاج، وتعزيز رؤيته واتجاهات وأهدافه للطلبة.

برامج مشتركة

وفي جلسة تحمل عنوان «ما الذي ستقدمه التربية الأخلاقية لدولة الإمارات؟»، أكدت عهود الرومي، وزيرة دولة للسعادة، أن هناك برامج مشتركة مع وزارة التربية والتعليم، لبث روح السعادة والإيجابية في أوساط الميدان التربوي، إذ إن التربية الأخلاقية تمثل مصدر تأهيل للطلبة أخلاقياً، فضلاً عن ترسيخ القيم والمبادئ النبيلة في نفوسهم خلال الدراسة إلى الخروج لسوق العمل، موضحة أن السعادة والإيجابية تشكل جزءاً مهماً، في مضمون مادة التربية الأخلاقية، ونسعى لتطبيق أفضل الممارسات لتحقيق التنمية في كافة المجالات.
ويرى محمد المبارك، رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة، أن الإمارات تستند إلى تاريخ يمتد لآلاف السنين، بإمكاننا أن نستمد منه العديد من القيم والأعراف، ومن هنا تأتي أهمية تدريس التربية الأخلاقية في مدارسنا، إذ تسهم في تعليم الأبناء السلوكيات الحميدة، والقيم النبيلة، والمبادئ الأساسية في التعامل مع المستقبل، لاسيما أن القيم والأخلاق أبرز سمات الشخصية الإماراتية، مؤكداً دور المعلم في تشكيل شخصية الطالب، فضلاً عن دور الأسرة، الذي يسهم بشكل فاعل في صقل أخلاقياتهم، وينبغي على معلمي التربية الأخلاقية بابتكار وسائل وطرائق جديدة لتدريس مادة التربية الأخلاقية، لصقل معارفهم العلمية والأخلاقية.
وأكدت جميلة المهيري، وزيرة دولة لشؤون التعليم العام، أن الوزارة تركز على دعم مبادرة التربية الأخلاقية في المدارس من خلال خطط وبرامج ممنهجة، لتحويلها إلى منهاج تكاملي مع باقية المناهج، فضلاً عن تطوير طرق مبتكرة لتدريسها في المدارس.
وقالت في الجلسة الختامية، إن المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ألهمنا وزرع فينا قيماً إنسانية خالدة، وتركز جهودنا على أن نكرس تلك القيم لدى أبنائنا الطلبة، مضيفة أن الأهداف تنصب في أهمية تعزيز الجانب القيمي لدى أبنائنا من خلال منهاج التربية الأخلاقية.
وأضافت أن دور الوزارة وشركائها يركز على دعم المدارس، وفق معايير مرنة وبسيطة، مستندة إلى التجربتين اليابانية والسنغافورية، حيث نجد الطالب مهتماً بنفسه من مرحلة الروضة، وصولاً إلى المرحلة الجامعية، لنبني جيلاً يستطيع أن يقود المسيرة في المستقبل، فلابد من توحيد الرؤى والأهداف والمفاهيم الأخلاقية بين فئات الميدان التربوي كافة، فضلاً عن نشر ثقافة الابتكار، وتعزيز مسارات التدريب الابتكاري، لخلق سبل وطرائق جديدة للتعاطي مع المنهاج.

أبعاد أخلاقية

أما الدكتور علي راشد النعيمي، مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم، يرى أن المواطنين والمقيمين في المجتمع الإماراتي شاركوا في بناء نموذج تنموي غير مسبوق في المنطقة، في المجالات كافة، وتحقق هذا الإنجاز في فترة قصيرة جداً. وتحتاج استمرارية هذا النموذج إلى أبعاد أخلاقية، لتحقق التناغم والمودة بين أفراد المجتمع، مضيفاً أن التربية الأخلاقية محاولة لإعادة قيمنا الرصينة إلى حالتها الطبيعية وإماطة ما لحق بها من وهن، مؤكداً أن استدامة نموذجنا المتفرد في التنمية في الإمارات، يحتم علينا رفد طلبتنا بجوانب قيمية تضمن ريادتنا، وعلى التربويين أن يقدموا نموذجاً يبلور السلوك القويم الإيجابي والأخلاقي.
ويرى الدكتور عبدالله الكرم، رئيس مجلس المديرين مدير عام هيئة المعرفة والتنمية البشرية، أن منهج التربية الأخلاقية سيعزز من السلوكيات الإيجابية للطلبة ‏ضمن رحلتهم التعليمية، مشيراً إلى أن الهيئة تعكف على تنفيذ برامج مجتمعية داعمة للمدارس الخاصة في دبي، بما يواكب المستهدفات المطلوبة ضمن منهاج التربية الأخلاقية.
‏وأكد الكرم في تصريحات صحفية على هامش ملتقى مديري المدارس، أن ‏مشاركة مختلف أطياف المجتمع داخل أو خارج المدرسة في ممارسات التطبيق الفعلية لمنهاج التربية الأخلاقية، هي ضمانة لبلوغ أفضل النتائج والمخرجات التي تقود إلى جعل التربية الأخلاقية أسلوب حياة للطلبة وأداة لإسعادهم داخل المجتمع المدرسي، مبيناً دور المعلم، باعتباره القدوة للطلبة في رحلتهم التعليمية، عبر غرس القيم الأخلاقية كممارسة فعلية داخل الحياة المدرسية، والتي ستصبح بدورها أسلوب حياة للطلبة في محيطهم الاجتماعي.

المنهج في جميع المدارس خلال سبتمبر

يطبق منهج التربية الأخلاقية بشكل تجريبي في 19 مدرسة في مختلف أنحاء دولة الإمارات، إذ تم اختيار المدارس لتشكل نموذجاً عملياً، يهدف إلى ضمان تقييم منهج التربية الأخلاقية وطرق تدريسه لمختلف الفئات العمرية مع مراعاة الجنسيات المختلفة التي تعيش على أرض الدولة، وتم تصميم المنهج على شكل سلسلة تدريجية من الوحدات التي يتم تدريسها على مدار 12 عاماً من الصف الأول، وحتى الصف 12، وسيتم تعميم دراسة المنهج على جميع مدارس الدولة، ابتداءً من شهر سبتمبر/أيلول 2017.

حقائق حول المنهج

صُمم منهج التربية الأخلاقية، بمعرفة فريق عمل متعدد التخصصات يضم خبراء اجتماعيين وتعليميين من مختلف أنحاء العالم والإمارات، حيث إنه منهج تقدمي يضم دروساً ذات صلة ويحاكي في مضمونه، جميع الفئات العمرية، بهدف مساعدتهم على الاستفادة من التعلم والخبرات الخاصة بهم طوال فترة دراستهم، ويتبنى البرنامج نهجا مبتكراً للتدريس يشجع المعلمين على جعل الطلبة، يتفاعلون من خلال استخدام مجموعة متنوعة من الأدوات والأساليب التي تناسب أعمارهم.

مجموعة من التوصيات

تعاون مديرو المدارس ال 19، التي شهدت تطبيق المنهج بشكل تجريبي، في «مختبر الابتكار»، لمشاركة الحضور من مديري المدارس أهم الدروس المستفادة وأفضل الممارسات، خلال فعاليات الملتقى، فضلاً عن إعداد مجموعة من التوصيات للمساعدة على ضمان التطبيق الناجح لهذه المبادرة في مختلف مدارس دولة الإمارات، بحلول شهر سبتمبر/أيلول 2017.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"