نظم المجلس الوطني للإعلام «ملتقى الابتكار الإعلامي» بمناسبة اسبوع الإمارات للابتكار الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وتضمن الملتقى ورش عمل متخصصة واستعراض مبادرات حول آخر ما توصل إليه الإعلام من وسائل مبتكرة لتطوير آليات عمله وتجديد فعالياته، وحضر الملتقى منصور المنصوري مدير عام المجلس الوطني للإعلام بالإنابة وعدد من القيادات الإعلامية ومسؤولين وممثلي وسائل الإعلام.
وقال منصور المنصوري: «نسعى من خلال استراتيجية المجلس الرامية لتطوير قطاع الإعلام الإماراتي إلى تقديم كل ما هو جديد لوسائل الإعلام، حيث تأتي فعاليات ملتقى الابتكار الإعلامي استجابة للرؤية الطموحة والهادفة التي رسمتها القيادة لتطوير قطاع الإعلام الإماراتي وتعزيز مسيرة النجاح التي تشهدها الدولة في مختلف القطاعات».
وأضاف: «جاء إطلاق ملتقى الابتكار الإعلامي ترجمة لرؤية القيادة الرشيدة المتمثلة في الاستثمار في الإنسان ودعم مسيرة الابتكار والتميز وبهدف تطوير البرامج والاستراتيجيات التي من شأنها رفع مستوى كوادرنا الوطنية، ويعمل المجلس الوطني للإعلام على دعم الإعلام المحلي والاستثمار به انسجاماً مع رؤيتنا الطموحة في الوصول إلى مستوى عالمي في مجال تنظيم قطاع الإعلام في دولة الإمارات».

عروض بصرية

اشتمل برنامج الملتقى الذي قدمه المذيع الإمارتي عبد الله الغامدي من تلفزيون أبوظبي على عقد 7 جلسات حيث شملت عروضا بصرية لبرامج ومبادرات اعلامية مبتكرة، وقد تحدث محمد سعود جمال مؤسس تطبيق «أنا أرى» الخاص بقناة العربية عن دور الصحفي الميداني وأهمية الوصول للحدث من خلال الجمهور والدور المهم الذي لعبه التطبيق خلال عملية «عاصفة الحزم» والتوسع السريع في التطبيق ليشمل بلدانا أخرى اضافة إلى اليمن، ويتم بث مقاطع الفيديو التي ترسل من الصحفيين والمشاهدين عن الأوضاع في اليمن ودور قوات التحالف وجنود الإمارات البواسل، وعرض مقاطع فيديو عن طالبي اللجوء في أوروبا.
وأضاف: تم تخصيص فقرة يومية تنطلق من الأسبوع المقبل لاستعراض أهم المشاركات تتضمن اسم الشخص وصورته، ولا يتم استخدام أي بوست الا مع ذكر المرسل وصورته، وتم الاحتفال ب 50 مليون متابع على منصات العربية، وإلى الآن تم تلقي أكثر من 272 ألف مشاركة منذ منتصف 2015 حيث اطلاق التطبيق وتم نشر نحو 75 ألف مشاركة، ويشارك في التطبيق نحو 100 ألف شخص من حول العالم يرسلون مشاركاتهم.

الإعلام الرقمي

وتحدث سعيد عبدالرحمن من مؤسسة أبوظبي للإعلام الرقمي عن تجربة أبوظبي للإعلام حيث أكد أهمية الابتكار في الإعلام، مشيراً إلى أن الهدف من انشاء المؤسسة الرقمية الخروج من النمط الروتيني وخلق بيئة ابتكار، لمواكبة التطورات، وتطرق إلى المبادرات التي تم اطلاقها ومنها الغرفة الرقمية الذكية لجريدة الاتحاد، وتطرق الى تطوير مجلة ماجد والمحتوى الموجه للأطفال.

قنوات دبي

كما تحدثت هبة السمت مدير إدارة الإعلام الرقمي في مؤسسة دبي للإعلام عن تجربة شبكة قنوات دبي في مجال الحلول المبتكرة منها البث الحي عبر التطبيقات، وقالت إن شبكة قنوات دبي التابعة لمؤسسة دبي للإعلام ومنذ 4 سنوات أنشأت قسم الإعلام الجديد وتم تطوير القنوات وإدخال التقنيات واصبحت إدارة الاعلام الرقمي، وتم اطلاق الكثير من التطبيقات والمبتكرات، منها تطبيق ثلاثي الأبعاد في استوديو الأخبار، ومشروع برنامج سيلفي وهو برنامج رياضي، وبلغت اعداد المشاهدة على الموقع 500 ألف مشاهدة في الموسم الأول، والمشروع الثالث هو بوابة دبي وتتكون من 3 خدمات وهي البث الحي الفيديو حسب الطلب وخدمة البريميوم، وخدمة اختيار القناة المطلوب مشاهدتها بأثر رجعي، وفي الموقع يوجد 50 ألف فيديو محمل ووصل عدد المشاهدين إلى مليوني مشاهدة.
وقالت: تم خلال اسبوع الابتكار اطلاق العديد من البرامج والمشاريع ومنها إطلاق مكتبة دبي الرقمية، مشيرة إلى وجود ارشيف تلفزيوني وإذاعي يعود إلى 35 سنة ماضية، وتم اطلاق محرك بحث لاختيار الفيديو المطلوب، وتم اطلاق برنامج العالم الافتراضي واطلاق تطبيق قنوات دبي على ساعة ابل.

سكاي نيوز

وتحدث ثائر سوقار مدير الاستراتيجية الرقمية وعبده جاد الله مدير فريق التواصل الاجتماعي في سكاي نيوز عربية، عن تجربة سكاي نيوز عربية في مجال الابتكار الإعلامي على مستوى المحتوى والحلول والتطبيقات الرقمية المبتكرة
وقال ثائر سوقار: ما يميز سكاي نيوز العربية أنها بنيت من الأساس على منصات اعلامية رقمية متكاملة، وهناك ما يسمى غرفة الأخبار ثلاثية الأبعاد، وتطرق إلى الموقع الالكتروني والتواجد على كافة المنصات ثم الموقع الجديد الذي تم اطلاقه من شهرين، ويستند إلى بيانات التفاعل الجمهوري.
وتحدث عبده جاد الله عن الابتكار في المحتوى من خلال دمج كافة المنصات، وبث على كافة مواقع التواصل الاجتماعي، وقدم نماذج عن البرامج التي تم طرحها من خلال البث التلفزيوني وبث اليو تيوب ثم عبر تويتر ومنها موضوع النقاب الذي نوقش من خلال جميع منصات سكاي نيوز عربية، وهناك برامج جديدة منها نيران صديقة، ويتم من خلاله ومناقشة موضوع ما من خلال استضافة محرريين اثنين لمتحدثين يناقشون موضوعا ما، وبرنامج حديث العرب مع المشاهدين يتيح الفرصة للمشاهدين لمناقشة الضيف والتفاعل مع الضيفين من خلال منصات سكاي نيوز عربية بعد الحلقة التلفزيونية، وأكدا على أهمية المرونة في مجال الاعلام، والمؤسسات الاعلامية مطالبة بمواكبة التطورات والمرونة في العمل والعمل بروح الفريق الواحد.

مركز هداية

أما مقصود كروز المدير التنفيذي لمركز «هداية» لمكافحة التطرف العنيف الذي تحدث عن سيكولوجية الإعلام: علم النفس الإعلامي ودوره في الابتكار، بدأ حديثه بطريقة جذابة لفتت انتباه الحضور، حيث تحدث عن رواية قبل 45 عاماً لشخص ألماني جاء إلى أبوظبي ورأى تلك الفتاة البدوية السمراء وحاول التقرب إليها، وذهب إلى ابيها وطلب من والدها ان يتزوجها، واشترط الأب عليه ان يعتنق الإسلام ومهراً، ومسكناً يليق بابنته، وعاد الألماني بعد ثلاثة اسابيع وقال لوالد الفتاه إنه اعتنق الإسلام وجاء بالمبلغ المطلوب ووفر السكن، ووافق الأب على الزواج الذي كان ثمرته ثلاثة أبناء، وأن مقصود كروز هو الابن الثاني لذلك الشاب الألماني.
وأكد ان اسبوع الابتكار في الإمارات مبادرة عبقرية من رجل عبقري، وعلينا ان نتغلب على الجماعات الإرهابية بابتكار عبقري، وأضاف موجهاً سؤالا للحضور كيف تصنف نفسك، وأجيب انا مواطن عالمي ومفهومها يأتي في الابتكار الإعلامي، وفي هذا الإطار من المهم ان ندرك مسألة اساسية وهي مسالة التفاعل التي تبدأ بالأسس النفسية، والسؤال الذي يطرح نفسه هل المبتكر في تكوينه واساسه يولد ام يصنع، والسؤال الحقيقي هل تريد ان تكون مبتكراً أو لا، والابتكار قرار، وانا وليد هذا الابتكار، ومسألة الابتكار مسألة سهلة.
وقدم كروز مجموعة من الأفكار، ومنها عبقرية الرؤية، ان كنت تريد ان تغير العالم وان تحدث التغير فلا بد ان ترى ما لا يستطيع ان يراه الآخر، ويعقب ذلك مسألة الإقناع، والجواب من خلال التواصل، فعبقرية الرؤية لا بد ان تترافق مع الاتصال وهي العمود الفقري للابتكار.
وتطرق إلى التحديات الاعلامية، وهناك معضلات واشكاليات اعلامية على الأرض نواجهها ونتعامل معها، ونحاول البحث عن افضل الاساليب لمعالجتها، مشيراً إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي تستخدم من قبل قوى اخرى شريرة تسرق ابناءنا، وعندما اجد المجموعات الإرهابية تسرق ابناءنا لمجرد انهم احدثوا التغيير في فكرة، فهل نترك هذا الفضاء مختطفا من قبلهم.
وتحدث عن المبادرات التي طرحت من قبل مركز هداية، وقال إن سألت أي متطرف عن سبب سلوكه يكون جوابه ماذا تريد ان نكون، ويجب على الإعلام التركيز على هذا الأمر، والإمارات استضافت مركزين الأول هداية والثاني مركز صواب الذي يتعامل مع الرسائل الإعلامية الهدامة تحديداً من «داعش».

حلول وبدائل

وقال مقصود نحن نركز في المشكلات والتحديات وفي مركز هداية نركز على الحلول والبدائل، ولا بد ان يكون الحل مبنيا على التواصل مع الجميع، والفكرة ان يتعاون مجموعة اشخاص لتحويل افكار إلى منتج، وبالتالي نجيب عن كيف نستطيع ان نواجه المد الإعلامي للجماعات الإرهابية والمتطرفة، وكان هناك افكار عديدة، ومنها «داعش» تستخدم اليوم الألعاب الالكترونية المعقدة والتي تتحدث عن قوات النخبة، ويستطيع المغرر بهم اللعب بهذه اللعبة، ومن ثم يتم جذبهم لممارسة اللعبة، وبالتالي يؤسس لحالة ذهنية ويدخل المشاهد في حالة من الارتباط الذهني التي تقوم على القتل وسفك الدماء، ويعقبها الأمر بالانضمام إلى «داعش»، لذلك نحتاج إلى الابتكار اليوم أكثر من أي وقت آخر لأن التحدي كبير، والكل يراهن على المستقبل وعلى الشباب، وببساطة شديدة ما هو المستقبل الذين تريدونه للأجيال المقبلة.
وأضاف في مركز هداية المتواجد في أبوظبي رداً على اسئلة الحضور قمنا بعدد من المبادرات منها تفكيك الخطاب الموجه من داعش وغيرها، وبادرنا بشكل مباشر للتعامل مع المحتوى، وسمحنا من مركز هداية بطرح مجموعة من المبادرات بالاستعانة بقيادات سابقة في تنظيمات إرهابية عادت إلى صوابها.
وأوضح ان مركز هداية بدأ كمبادرة من قبل المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب الذي يضم 29 دولة و12 دولة مشاركة في مركز هداية الذي يركز على البحوث والتحاور، والإمارات استضافت المركز ونتعامل مع مواجهة كافة الجماعات الإرهابية، والمركز مستقل، ومركز صواب المعني بالتعامل مع الرسائل الالكترونية ويتم الإبلاغ عنها.
وقال هناك صفة مثيرة للاهتمام في عالم الإجرام وهي الإبداع المنحرف، لذلك هؤلاء يوظفون الإبداع المنحرف من منطلق التأثير، وفشلنا في التعامل الواقعي بسبب الخوف وفقدان الجرأة الإبداعية.
وقال بكل صراحة الإعلام اليوم في حالة من الاجترار الذاتي، وحالة التدوير يجب ان تتوقف، ويجب ان نصنع اعلامنا وحدثنا، ونحن مستهلكون لما يحدث.

الابتكار عمل مؤسسي تحفيزي له استراتيجية

تضمن الملتقى ورشة عمل بعنوان «الابتكار في الاعلام الاستراتيجية والإدارة» تحدث فيها الدكتور عمار بكار بروفيسور الإعلام والبحث العلمي في الجامعة الأمريكية في الشارقة والرئيس التنفيذي لشركة Y2D عن «الابتكار في الإعلام الاستراتيجية والإدارة».
وقال الدكتور عمار بكار، ان الابتكار ليس عملا فرديا وهو عمل مؤسسي تحفيزي وله استراتيجية ويحتاج إلى إدارة لتحقيق الابتكار، كما أن هناك فرقا بين الإبداع والابتكار، حيث ان الابتكار في الإعلام هو كيف نستطيع تحويل الأفكار والخروج بمنتج جديد يحدث نقلة نوعية في الوسط الإعلامي، والابتكار والإبداع هما مفتاحا نجاح المؤسسة الإعلامية.
وأشار إلى أن الإبداع يشمل الاكتشاف والاختراع والإبداع الخلاق الذي يخرج مرة واحدة من شخص واحد ولا يتكرر، مشيراً إلى أن الإعلام تميز بالثبات والاستقرار، موضحاً ان هناك مؤسسات اعلامية لم تواكب التطور الزمني.
واضاف، ان هناك تحديات كبيرة تواجه الابتكار في المؤسسات الإعلامية، ومن أهمها رفض التغيير، والاستثمار في التقنية، والموارد البشرية والتدريب، لافتاً إلى أنه مع سهولة الوصول إلى المعلومات اصبح لدينا مقياس لمعرفة نجاح الأفكار وردود الفعل حولها.

ورشة تفاعلية عن الإبداع الإعلامي

وعقدت في نهاية الملتقى ورشة عمل تفاعلية بعنوان الإبداع الإعلامي على شبكات التواصل الاجتماعي قدمها فيصل بن حريز اعلامي في سكاي نيوز عربية، وحضر الورشة 30 مشاركاً من المؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي في الإمارات، وركزت على تقديم افكار مبتكرة لتعزيز سمعة الإمارات دولياً على الاعلام الاجتماعي بالاضافة إلى طرح افكار وتقديم حلول مبتكرة لوسائل الاعلام التقليدية من خلال منصات الاعلام الاجتماعي.

كاميرا لقياس السكر في الجسم من الدموع

كشف وائل الفخراني المدير العام لشركة جوجل اكس في مصر والشرق الأوسط وشمال إفريقيا عن احدث الابتكارات التي تعمل على تطويرها جوجل اكس لتحسين خدماتها وبيئة العمل الابداعي واثرها في تشجيع الابتكار الاعلامي، مؤكداً ان الإمارات من أكثر الدول استعداداً للابتكار والابداع على مستوى العالم.
وأشار إلى أهمية الحلول التكنولوجية، موضحاً ان مليونا و200 ألف شخص يتوفون يومياً بسبب حوادث السيارات، وخلال 10 سنوات السيارات ستقود نفسها وبالتالي الأطفال في عمر 4 إلى 5 سنوات الآن لن يحتاجوا إلى رخص قيادة في المستقبل، موضحاً أن ثمن السيارات في العالم وصل إلى تريليون دولار، ويستخدم منها 3,5% فقط.
وتطرق إلى موضوع الانترنت قائلاً: ثلثا العالم أي 66% من سكان العالم لا يتوفر لديهم انترنت، ويتم حالياً تطوير بالون متحرك حول العالم تعمل عليه جوجل اكس بالتعاون مع «اتصالات» و«دو» لتوفير خدمة الإنترنت، والعمر الافتراضي للبالون 186 يوما يلف خلالها 33 لفة حول العالم، والعائد من استخدام الانترنت الذي يتم توفيره من مشروع البالون مناصفة بين جوجل اكس و«اتصالات» أو «دو»، والبالون يطير على ارتفاع 30 كيلومترا ويغطي منطقة على مساحة 80 كيلومترا، وتم تشغيل مشروع البالون في اندونيسيا وسيرى النور قريباً في كل مناطق العالم، كما تقدم جوجل اكس حلولا للعالم منها عدسة تقيس من الدموع نسبة الجلوكوز في الجسم، موضحاً ان الخوف من الفشل اخطر من الفشل.