عادي

يوم تجاوز موارد الأرض

02:01 صباحا
قراءة 3 دقائق
د. دافيد سوزوكي

الإفراط في صيد الأسماك، والإفراط في استثمار الغابات، وإطلاق ثاني أوكسيد الكربون في الجوّ بأكثر مما تستطيع وسائل التصريف الطبيعية، مثل الغابات أن تزيله، من أسباب تجاوز قدرة موارد الأرض
الثاني من أغسطس/آب، هو يوم تجاوز موارد الأرض. وعلى عكس يوم الأرض، ليس مناسبة للاحتفال. وكما يشرح موقع يوم تجاوز موارد الأرض على الإنترنت، فإنه يمثل الوقت الذي «سنكون قد استخدمنا فيه من الطبيعة أكثر مما بوسع كوكبنا أن يجدده في العام بأكمله». ذلك هو تعريف «غير المستدام» وهو يعني أننا نستنفد رأس المال البيولوجي الذي ينبغي أن يكون إرث أولادنا. ونحن في حاجة إلى 1.7 أمثال كوكب الأرض لتلبية مطالبنا السنوية الحالية على نحو مستدام.
ويجب ألا يكون الوضع على هذا النحو. «إن كوكبنا محدود، ولكن الإمكانات البشرية ليست كذلك. والعيش ضمن نطاق إمكانات كوكب واحد ممكن من الناحية التكنولوجية، ومفيد من الناحية المالية، وهو فرصتنا الوحيدة لمستقبل مزدهر»، كما يقول ماتيس واكرناغل، الرئيس التنفيذي لشبكة البصمة العالمية، وهي منظمة بحثية عالمية تستخدم إحصاءات الأمم المتحدة وغيرها من المصادر، لحساب الموعد الذي يقع فيه يوم تجاوز موارد الأرض كل عام. ويمثل هذا العام أبكر موعد ليوم تجاوز موارد الأرض حتى الآن.
ووفقاً لموقع يوم تجاوز الموارد، على الإنترنت، فإن الإفراط في صيد الأسماك، والإفراط في استثمار الغابات، وإطلاق ثاني أوكسيد الكربون في الجوّ بأكثر مما تستطيع وسائل التصريف الطبيعية، مثل الغابات أن تزيله، من أسباب تجاوزنا لقدرة موارد الأرض. والعواقب خطيرة. وكما جاء في الموقع، فإن «تأثيرات الإفراط الإيكولوجي واضحة بالفعل من خلال تآكل التربة، والتصحر، وانخفاض إنتاجية المحاصيل الزراعية، والرعي الجائر، وإزالة الغابات، والانقراض السريع للأنواع، وانهيار المصائد وزيادة تركيز الكربون في الجو. ويضيف الموقع أن "محدودية رأس المال الطبيعي تشكل خطراً على الأداء الاقتصادي والاستقرار الاقتصادي".
والتغير المناخي هو أخطر النتائج. تقول الشبكة العالمية للبصمة (التي تقيس كمية الموارد التي نستخدمها، والتي لدينا)، إن بصمتنا الكربونية تشكل 60% من مجموع البصمة البيئية، وهي تتزايد سريعاً. وتضيف الشبكة، أن قيمة بصمتنا الكربونية تجاوزت الضّعف منذ عام 1970.
وتوفر الشبكة أيضاً آلة حاسبة شخصية للبصمة ملائمة للهاتف الجوال. حَذارِ: إذا كنت تعيش في أمريكا الشمالية، فمن المرجح أن تكون بصمتك أكبر من 1.7 أمثال الأرض، بصرف النظر عن اعتبارك لنفسك أنك على دراية بيئية. إننا نستخدم مصادر من الطاقة وغيرها من المصادر أكثر من الناس في العديد من بقاع العالم.
ويتضمن الموقع سلسلة من الحلول في أربعة مجالات: الغذاء، والمدن والسكان والطاقة. في أمريكا الشمالية، يُعتبر الحدّ من البصمة الكربونية باستخدام طاقة أقل، ولا سيما الوقود الأحفوري- مسألة رئيسية، ولكن الأمر كذلك أيضاً بالنسبة إلى تغيير العادات الغذائية. ويشكل الطلب على الغذاء 26% من البصمة العالمية. لأن تربية الحيوانات من أجل الحصول على الغذاء تتطلب موارد أكثر من زراعة النباتات، وخفض كمية اللحم والمنتجات الحيوانية التي نأكلها يقلل من بصمتنا.
وتعتبر النفايات الغذائية مشكلة رئيسية أخرى. فثلث الغذاء المنتج في جميع أنحاء العالم، يُهدَر أو يضيع- وتبلغ النسبة 40% في الولايات المتحدة.
والسكان مصدر قلق واضح. فالمزيد من السكان يحتاجون مزيداً من المساحة والموارد. كما أن للاستراتيجيات الرامية إلى تحقيق الاستقرار في النمو السكاني فوائد اجتماعية. و"تعليم الفتيات، وتوفير فرص الحصول على وسائل تنظيم الأسرة المأمونة والميسورة والفعالة"، و"تمكين المرأة"، من الأمور الأساسية لخفض النمو السكاني، وتؤدي إلى تحسين التنمية الاقتصادية والنتائج الصحية.
ولأن البشر سكان مدن بصورة متزايدة- حيث يتوقع أن يكون 70-80% منهم من سكان المدن عام 2050- فإن أموراً مثل المباني ذات الكفاءة في استخدام الطاقة، وتقسيم المناطق بشكل متكامل، والمدن المدمَجة وغير ذلك، من الأمور الحاسمة في خفض بصمتنا الكربونية.
وقد انتقد البعض مفهوم تجاوز موارد الأرض، بحجة أنه ليس دقيقاً، أو أنه يقلل من قدر استعمال الموارد. ويعترف واكرناغل بأن جودة الحسابات هي بقدر جودة البيانات المتاحة فقط، ولكنه يقول، إنها تظل طريقة مفيدة لإمعان النظر في أساليبنا غير المستدامة.

عالم ومذيع ومؤلف أمريكي/ موقع: الترنت

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"