عادي

فن الكولاج . . البعد الثالث في الرسم

02:07 صباحا
قراءة دقيقتين
الشارقة - "الخليج":
فن الكولاج من الفرنسية هو اللصق، وهو فن بصري يعتمد على قص ولصق العديد من المواد معاً، وبالتالي تكوين شكلٍ جديد، واستخدام هذه التقنية كان له تأثيره الجذري بين أوساط الرسومات الزيتية في القرن العشرين كنوع من الفن التجريدي أي التطويري الجاد، وتستخدم في الكولاج عدة مواد كقصاصات الجرائد، الأشرطة، أجزاء من الورق الملون المصنوعة يدوياً، ونسبة من الأعمال الفنية الأخرى والصور الفوتوغرافية وغيرها وتجمع هذه القطع وتلصق على قطعة من الورق أو القماش .
نشأ فن الكولاج في الصين، عندما اخترع الورق في القرن الثاني قبل الميلاد، ومع ذلك فإن استخدام الكولاج ظل محدوداً حتى القرن العاشر للميلاد، حين بدأ الخطاطون في اليابان باستعمال مجموعة من القصاصات من الورق ليكتبوا على سطحها إنتاجهم من الشعر، وفي أوروبا ظهرت تقنية الكولاج في القرون الوسطى خلال القرن الثالث عشر للميلاد، عندما بدأت الكاتدرائية باستخدام لوحات تصنع من أوراق الأشجار المذهبة، والأحجار الكريمة وبعض المعادن الثمينة في اللوحات الدينية، وفي القرن التاسع عشر للميلاد استخدمت طرق الكولاج أيضاً بين أوساط هواة الأعمال اليدوية للتذكارات مثل استخدامهم لها في تزيين ألبومات الصور والكتب .
مؤخرا أنجز التشكيلي عبدالرحيم سالم مجموعة من اللوحات التي تنتمي لهذا الفن العالمي مقدماً نبذة عن طريقة عمل الكولاج أمام عدد كبير من الفنانين والمهتمين الذين تفاعلوا مع هذا الفن وبدأوا بمشاركة الفنان طريقته في الرسم لا سيما أن سالم قد حرص في بداية تنفيذ أعماله على تقديم نبذة تعليمية وتثقيفية عن هذا الفن واستخدم ألواناً عدة من الأكريليك، وأوراق الكرتون، وبعض المواد المساعدة: مشرط ومسطرة .
أكد سالم حينها أن الهدف من الكولاج هو محاولة لتكوين شيء من لا شيء، حيث قام بتحضير مجموعة من أوراق الكرتون التي بدأ باستخدامها تباعاً، وكانت الفكرة تتلخص بمزج مجموعة ألوان على سطح الورقة الواحدة، وبناء شكل عشوائي، ثم أجرى عملية قص مناسبة ليختار شكلاً ذا مساحة محددة للوحة الكولاج، بعد هذا الاختيار قام سالم بتجهيز مجموعة من قصاصات الورق مثلثة ومتوازية الشكل وألصقها على سطح اللوحة الجديدة، التي صنع لها إطاراً جديداً ثم تركها لتجف .
يقول سالم عن فن الكولاج "إنه يعتمد فكرة (الهدم والبناء) بهدف إضافة بعد ثالث للوحة، يساعد المتلقي على الإحساس بالفن" وأشار إلى أن الرسام العالمي بيكاسو الذي اشتهر برسم الكولاج في القرن العشرين، كان أول من استخدم تقنية الكولاج في الرسومات الزيتية في عام ،1912 وأحدث صدمة عند الفنانين بأسلوبه الذي كان يفرغ الصور من أشكالها، وبعبارة أصح يقدم قراءة جديدة تجريدية لهذه الصور .
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"