عادي

خالد الجابري: المكوث في المنزل يحرر الإبداع

20:20 مساء
قراءة دقيقتين

حوار: فدوى إبراهيم

لطالما تناول رسام الكاريكاتير خالد الجابري الواقع بقضاياه الاجتماعية من خلال رسوماته، إلا أنه يعيش حالة متفردة اليوم بتناوله الوضع الصحي الراهن في ظل انتشار فيروس«كورونا» المستجد، فهو تارة يستعرض الحال الذي يمارسه البعض دون اكتراث بالأزمة، وتارة يوجه بالالتزام بطرق فنية.
يقول الجابري عن تجربته الفنية ونشاطه خلال فترة «المكوث في المنزل» في ظل انتشار الفيروس: «الاحتكاك بالمجتمع، أفكاره، مشاكله، تطلعاته، هو الذي يترجم ما بداخل الفنان، فهو المرجع الأول له ولكل ما يقدم، وهو ما جعلني اليوم أصبح أكثر كثافة في ما أقدمه من رسوم كاريكاتير، فالظرف الصحي بما يتضمنه من تفاصيل وتشعبات كثيرة كفيلة بجعلي أقدم كل ما أشعر به وألمسه اجتماعياً وحتى أسرياً، كما لا أخفي أن فترة المكوث في المنزل مكنتني من الانفراد بنفسي والابتعاد عن التجمعات، مما مكنني من الإنجاز أكثر خاصة أني صاحب وظيفة، وقتي أضيق من أن أتمكن من أن أمنح كل شيء الوقت الأمثل».
وبدأ الجابري الرسم منذ سنوات، لكنه يعتقد أن تجربته نضجت حينما عمل مع صحيفة «الخليج» لفترة، بينما هو اليوم يعتمد على حسابه في «إنستجرام» ليقدم أعماله، حول ذلك يقول: «كوني مرتبطاً بوظيفة في مجال هندسة البترول فأنا أتعامل مع رسوماتي فنياً دون التزام مهني حالياً، وأود لها الظهور لتعبّـر عن حالة معينة، وهو ما دفعني لأستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لتكون منصتي كما هي اليوم منصة للملايين».
ويشير الجابري إلى أن عدم الالتزام المهني في مجال فنه يمنحه قدراً كبيراً من الحرية فيما يقدم، لكنه يضطر بذلك ليكون المسوّق لنفسه وهو أمر مرهق ويحتاج إلى التركيز، كما أن عدم تفرغه يجعل من تطوره أبطأ ممن يمتهن فن الكاريكاتير.


إتمام التجربة


حصل الجابري على دعم من مجموعة أبوظبي للفنون وصنع فيلماً كرتونياً صامتاً عن شخصية «القطو» قبل سنوات، ويرغب اليوم في إتمام التجربة كسلسلة، كما يسعى بشكل دائم للتعاون مع الجهات المحلية في تقديم الرسوم الكاريكاتيرية التي تتلاءم مع حملاتهم الترويجية وتحقق الهدف منها، كما يقترح أن تزهو الأماكن العامة بالرسومات الخيالية التي تضفي على الأماكن لمسات إبداعية، وقدم رسماً بعنوان «خيال الأطفال» بالتعاون مع شركة «مساندة» لصالح مشروع «السمحة تزهو بالإبداع» في أبوظبي.
ويشير الجابري إلى أن التقنيات الحديثة أسهمت بشكل كبير في تطور فن الكاريكاتير في مجالين، أولهما هو أن المجتمع بات في ظل ضيق الوقت والتصفح السريع للهواتف ووسائل التواصل الاجتماعي باتت تجذبه الصور لأنها تختصر عليه عناء المطالعة، كما أن تطور التقنيات منح فنان الكاريكاتير فرصة الرسم عبر الأجهزة اللوحية الصغيرة بدلاً من أجهزة الكمبيوتر الكبيرة، وهو ما جعل الجابري يمارس الرسم أينما كان رفقة جهازه اللوحي.
ويعتقد الجابري أن فن الكاريكاتير الذي يقدمه قد جعله محل اختيار «غبشة فيلمز» لتأليف فيلم «خلك شنب» من إخراج هاني الشيباني، الفيلم الكوميدي الذي تعلم من تجربته فيه الكثير على حد قوله، وحقق نجاحاً، الأمر الذي تطلب كتابة جزء ثانٍ له.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"