نظم البرلمان العالمي للشباب بالتعاون مع دار السينمائيين الموريتانيين وعدة منظمات أخرى معرضاً عالمياً لصور انتهاكات حقوق الانسان في العاصمة الموريتانية نواكشوط.
وتم عرض مجموعة من صور الانتهاكات غير النمطية كما حظي المعرض باهتمام الحقوقيين والمثقفين الموريتانيين كونه أول معرض عالمي للصور تحتضنه موريتانيا وكونه كذلك يكشف عن جوانب من انتهاكات حقوق الإنسان تتعلق بالفقر والبؤس والظلم الاجتماعي للفرد.
وانطلقت فكرة المعرض بعد تشكيل البرلمان العالمي للشباب في مدينة فاس في يوليو الماضي.
قرر البرلمان العالمي للشباب أن يكون أول نشاط يقوم به هو معرض عالمي للصور يجوب أربع مدن عالمية (نواكشوط، الرباط، بوردو، مدريد) بغرض مناصرة بعض الأشخاص الذين هم ضحايا للانتهاكات غير النمطية وتركز أساساً على انتهاكات حقوق الإنسان العائلية بالإضافة إلى مناصرة ضحايا الفقر والبؤس في الدول الفقيرة.
وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي يتاح فيها للجمهور الموريتاني فرصة الاطلاع على صور عن انتهاكات حقوق الإنسان والفقر والبؤس في موريتانيا.
كما تم على هامش المعرض عرض فيلم من ثماني دقائق بعنوان الشرطة تنتهك حقوق الناس من إنتاج منسقية البرلمان العالمي للشباب يلفت الانتباه إلى عنف جهاز الأمن مع المواطنين. وعرض فلم آخر عن بقايا العبودية في موريتانيا بعنوان صيادو العبيد.
كما نظمت على هامش المعرض ورشات تفاعلية حول حقوق الإنسان في موريتانيا وأبعادها ودور الصورة في حماية البشر من العنف. إضافة لتنظيم زيارات لعدد من المنظمات والهيئات الحقوقية، وزيارات ميدانية لبعض الأحياء الفقيرة لإطلاع الشباب على حجم المعاناة التي يعيشها ساكنو تلك المناطق.
وقال الربيع ولد إدومو، المشرف على المعرض، وهو كاتب وصحافي، في تصريح ل الخليج نعتبر تنظيم هذا المعرض نقلة نوعية في انتشار ثقافة الصورة في موريتانيا، وبالتأكيد سيكون له تأثيره على الرأي العام خصوصا وأنه يقدم صورا مؤثرة لحالات صعبة يعيشها أساسا نساء وأطفال تنتهك حقوقهم في غفلة من الرأي العام والجهات الرسمية المعنية. إضافة لصور أخرى تحكي واقع الفقر والبؤس والمعاناة في موريتانيا والعالم العربي. إضافة لصور عن انتهاكات حقوق الانسان من طرف العائلة والمجتمع وأرباب العمل، وليس بالضرورة تلك الانتهاكات التي تعرض عادة ويكون للدولة الضلع الأساسي أو الوحيد فيها.
وأضاف سنعمل ضمن البرلمان العالمي للشباب على تنظيم ثلاث نسخ أخرى في الرباط ومدريد ومدينة بوردو الفرنسية، يشارك فيها شباب من العالم العربي، والدول الأوروبية، وهدفنا الأول والأخير هو تقديم صور من واقع معاش، لأجل الاطلاع عليه من طرف الجهات المعنية والعمل على الحد مما يعيشه أولئك المحرومون.
أما جمال ولد محمد عمر، عضو اللجنة المنظمة، فقال تجنبنا الصور التي من شأنها أن تثير نعرات أو حساسيات سياسية.
وعن تأثرها بالصور المعروضة، قالت ابتسام بلقاضي، ناشطة حقوقية مغربية وعضو منظمة العفو الدولية في المغرب هذه صور مؤثرة للغاية، تعرض لنا واقعا حقيقيا، من المهم جدا أن يقرأها الرأي العام بشكل يجعل رؤية الناس وخصوصا الشباب تتغير نحو الأحسن والأوضح لمفهوم حقوق الإنسان والانتهاكات غير التقليدية التي يسقط ضحية لها في الاساس الأطفال والنساء.
