عادي

متحف “معبر الحضارات”

05:09 صباحا
قراءة 3 دقائق
بقلم: عبدالغفار حسين
متحف "معبر الحضارات" الذي أسسه بجهد شخصي السيد أحمد المنصوري، والذي افتتحه سمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد يوم الاثنين 27 يناير 2014 الفائت، في الشندغة في منزل الشيخ حشر بن مكتوم بن حشر بن مكتوم الذي بناه في الثلاثينات من القرن الماضي بجوار بيت أخيه الشيخ سعيد بن مكتوم، حاكم دبي، وكان منزل الشيخ حشر محاذياً لشاطئ الشندغة من الشمال على الخليج مباشرة بينما كان بيت الشيخ سعيد على شاطئ الخور المقابل لرأس ديرة . . وبعد وفاة الشيخ حشر عام ،1964 أُهملَ المنزل وكانت الشندغة بكاملها مُهملة في الستينات والسبعينات حيث رحل عنها أهلوها إلى مناطق في دبي أكثر إعماراً وحداثة، ولكن في الثمانينات بدأ التفكير الجدي في جعل الشندغة منطقة تراثية خاصة، وأن بيت الشيخ سعيد بن مكتوم وبيوت أخويه جمعة بن مكتوم، وحشر بن مكتوم، وجماعة من وجوه دبي الذين كانوا يسكنون هذه المنطقة التي عُرفت ب "الشندغة" تظل تراثية وتُرمم حسبما تقتضيه هندسة المعمار التراثي .
وليست الشندغة أقدم حارة سكنية في دبي، إذ إن الدلائل تشير إلى أن بر دبي ومنطقة الفهيدي التي يقع فيها حصن الفهيدي الذي بُنيَ في التسعينات من القرن الثامن عشر هي أقدم منطقة بدليل أن الخريطة التي أعدها غوغل عام ،1819 لم توضح منطقة أخرى في دبي، غير المنطقة التي يقع فيها حصن الفهيدي، والخريطة تشير إلى أن ديرة والشندغة غير مسكونتين . . وكان منزل الشيخ حشر بن مكتوم، في الشندغة يتميز بوجود حصن للحراسة والمراقبة بداخله كما يشاهد الآن . . وكان حشر بن مكتوم الذي هو شقيق الحاكم قد أُسند إليه عمل القضاوة بين الناس في منطقة ديرة عام ،1940 وكانت برزته مفتوحة بجوار سوق العرصة، في ديرة في السكة المؤدية إلى منزل يوسف بن جعفر البحراني، تاجر اللؤلؤ المعروف، وما زالت هذه السكة على حالها، والمطلوب التأكيد على إبقاء هذه السكة، ووضع الكراسي الخشبية المماثلة للكراسي التي كان يجلس عليها الشيخ حشر بن مكتوم ورفاقه، في الأربعينات وحتى أواخر الخمسينات من القرن الماضي .
والذي جعلنا نستطرد في ذكر هذه البيوت التراثية هو إقامة متحف "معبر الحضارات" لصاحبه السيد أحمد المنصوري الذي يبدو أنه قد أولع منذ صغره بجمع القطع الأثرية والتاريخية للحضارات القديمة في الهند واليونان وبلاد فارس وعمان والإمارات، منذ بداية الألفية الأولى للميلاد، وحتى يومنا، وكذلك الكتب وبعض المخطوطات في المئتي عام المنصرمة .
والحقيقة أن المتحف شيء باهر في محتوياته وعرضه في حجرات المنزل، وأهم ما يشاد به هو أنه جهد فردي غاية في الأناقة، وحسن التنسيق والتنظيم .
ولا شك أن متحف "معبر الحضارات" هو قيمة مضافة إلى الجهد المبذول لجعل مدينة دبي، مدينة التنوع غير مقتصرة على الأنشطة التجارية والاجتماعية، بل لكي تصبح هذه المدينة موضعاً نشطاً ومتوازياً للثقافة والفنون والآداب، ومن هنا فإن الدعوة أن تنصب الجهود على تشجيع قيام هذه الأنشطة الثقافية ودعم القائمين عليها دعماً معنوياً ومادياً، وتجاوز أية عثرة قد تعترض الطريق .
وما دمنا في ذكر الأنشطة الثقافية، فإنه من المناسب أن نذكر جهد هيئة دبي للثقافة والفنون، وعلى رأسها الشيخ ماجد بن محمد بن راشد ومعاونوه في هذه المؤسسة التي تعمل ما في وسعها من أجل تنشيط العمل الثقافي .
[email protected]
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"