عادي
ابتكره طالبان مواطنان في “أمريكية الشارقة”

ابتكارات شبابية في خدمة المجتمع

02:28 صباحا
قراءة 3 دقائق
الشارقة - محمد هجرس:
سعي الدولة الدائم لتحقيق رفاه الإنسان ورخائه بأكبر مما قد يتخيله أول محفز لعقول الشباب الذين يستيقظون كل صباح على إنجاز إماراتي يجعل الحياة أيسر . لذلك، تحفل الجامعات والمعامل ومراكز البحث بالشباب المتنافس في الإضافة إلى ما تحققه الدولة مستغلاً ما يتاح له من نظريات علمية حديثة وإمكانات هائلة للتطبيق .
ولعل القمة الحكومية مثال جلي على حفاوة الإمارات بالعقول الواعية المخلصة والساعية لخدمة البشرية والإنسان أينما كان، كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي .
وفي ظل هذه الحفاوة، نضيء هنا على نماذج من نتاج العقول الشبابية المتقدة التي تستثمر التسهيلات المتاحة لها فيما يخدم البشرية .
"تطبيق هاتف" مشروع تخرج في كلية الهندسة بالجامعة الأمريكية في الشارقة، لطالبين مواطنين، هما حميد آل علي، ومي المري، أشرف عليه د . فادي العلول الأستاذ المشارك في قسم هندسة الكمبيوتر . والمشروع عبارة عن برنامج على الهاتف الذكي، يرصد الحوادث قبل قراءتها وتحليلها وإرسالها إلى الجهات المختصة في أقل من50 ثانية، ويحدد المكان بدقة، وجاءت فكرته حسب كلام "حميد آل على" من وقوع الحوادث والوفيات وتأخر وصول سيارات الإسعاف أحياناً إلى موقع الحادث، وأوضح أنه وزميلته قررا أن حل تلك المشكلة يكمن في الهاتف الذكي الذي يضم 20 حساساً، وبحساس واحد يمكننا أن نعدل في حياتنا وفي كل ما يمس أمننا وسلامتنا، موضحاً أنهم اعتمدوا على حساسة مقياس التسارع، وخاصية "g b s" .
وحول كيفية تطبيق الفكرة قال: "البداية كانت في كيفية رفع القراءات، وذلك يحتاج إلى حوادث حقيقية وهو صعب، ما دفعنا إلى بناء نموذج اختبار داخل المختبر بمساعدة قسم الميكانيكا داخل الكلية، وركبنا الحساسات الموجودة بالتلفون" موضحاً أن النموذج صنع من الحديد والزئبق، ووصلوا إلى المرحلة الأخيرة من تطبيق التجربة، بسحب الحساسات المركبة على قطعة الحديد وتركوها تصطدم بحاجز حديدي لتمثيل حادث سيارة على الطريق، ما جعلهم يحصلون على القراءات التي قام الهاتف بتحليلها بعد قراءته لها، وهي تجربة لا علاقة لها بإرسال الرسائل إلى الجهات المختصة، لأنها المرحلة الحقيقية للتطبيق على الهاتف أثناء القيادة، الذي يقوم بإرسال كافة التفاصيل إلى الجهات المختصة . ولفت إلى أن زميلته في مشروع التخرج "مي المرى" كان لها دور كبير في تحليل البيانات واختبار القراءات التي يقوم الهاتف بتسجيلها .
الهاتف هو الحل لكل أزماتنا، هذا ما يقوله د . فادي أحمد العلول الذي يشير إلى أنه صاحب فكرة "مشروع تطبيق هاتف" التي تعتمد على الحساسات التي تشعر بالحركة، والموجودة في الهاتف الذكي، واختار طالباً وطالبة لتنفيذها عن طريق برنامج ذكي مهمته مراقبة حركة الهاتف طوال الوقت عن طريق بطارية خفيفة، موضحاً أنه برنامج يميز بين ما إذا كانت حركة الهاتف ناتجة عن حادث سيارة أو وقوعه على الأرض، أو أن صاحبه قام بوضعه في جيب ملابسه، لكنه عندما يشعر بأن صاحبه تعرض إلى حادث يقوم بإرسال رسائل نصية إلى ثلاث جهات وهي الإسعاف، والشرطة، وأقرب الناس إلى صاحبه المسجلة أرقامهم على الهاتف، وهي رسائل تضمن اسم صاحب الهاتف، وتحديد الموقع الذي وقع به الحادث بدقة شديدة، وشدة ارتطام السيارة وقوة الحادث، وتحديد الوقت الذي وقع فيه، إضافة إلى نوع فصيلة دم صاحب الهاتف لكي يقوم الإسعاف بتحضيرها، وبذلك تتوافر أسباب النجاة .
وفي حالات القراءة الخاطئة وإرسال رسائل غير حقيقية يؤكد د . العلول أنه في حالة وقوع حادث وهو لم يحدث يكون الإبلاغ كاذباً، يقوم الهاتف بإحداث صوت داخل السيارة وهو يرسل الرسائل للتأكيد على أنه يقوم بإرسال الرسائل إلى الجهات المختصة، وفي تلك الحالة يقوم صاحبه بالتواصل مع الشرطة لنفي وقوع حادث، لكن هناك إمكانية تعديل البرنامج لجعل الهاتف نفسه يتدارك خطأه في أقل من دقيقة واحدة، بإرسال نصوص جديدة تلغي القديمة التي قام بإرسالها عن وقوع حادث، مشيراً إلى أن الهاتف الذكي الهدف منه تسهيل حياتنا، لما يحمله من برامج مميزة، وما قاموا باستخدامه هو برنامج مجاني لا يستخدم أي إضافات خارجية أو أجهزة أخرى .
ولفت إلى أن الطلاب نفذوا الفكرة عن طريق قيامهم ببرمجة البرنامج واختباره بالموقع، مؤكداً أن البرنامج رغم أهميته مازال حبيس الأدراج، ويحتاج إلى تبني إحدى الشركات المتخصصة لتطبيقه وإلى ميزانية عالية وجهد كبير خاصة أنه اختبر داخل الجامعة على مدار عام كامل .
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"