عادي
حرية الاختلاف تناهض التشدد

علاء عبد الهادي: لا يمكن تجفيف الإرهاب إلا بالثقافة

02:54 صباحا
قراءة 4 دقائق
حوار:  نجاة الفارس

أكد الدكتور علاء عبد الهادي رئيس النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر، أن الإرهاب حين يكون ثقافة يجب أن يتم تجفيف منابعه عبر ثقافة مضادة، ثقافة حقيقية تحاول أن تعطي مثلاً باحترام حرية الاختلاف والتسامح والقدرة على استيعاب الأفكار المختلفة.
وقال في حوار ل «الخليج»، إن هناك الكثير من الإسهامات العربية النقدية على المستوى النظري ولكنها غير معروفة لأننا ما زلنا نتعامل مع النقد العربي من مفهوم النجم، حيث نجد مجموعة قليلة من النقاد في كل الموائد وعلى كل القنوات الأكاديمية والإعلامية، دون أن ننتبه إلى أجيال نقدية جديدة، ولفت إلى أننا نستطيع أن نستبدل العولمة بمفهوم آخر هو العالمية، فالعالم يستطيع أن يتحمل أكثر من خطاب معرفي، ولايجب أن يسيطر عليه مركز واحد يفرض ثقافته.

كيف تنظر إلى دور الاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب في مواجهة التطرف؟

- في السابق كان الاتحاد مشغولاً بردات الفعل وإصدار البيانات، سواء بسبب ضعف قانونه الأساسي وما اعتراه من عوار، أو بسبب أن الإمكانيات المتاحة للاتحاد في الفترة الماضية لم تكن تتيح للاتحادات القُطرية أن تلعب أدوارها الفاعلة، بعد تغيير النظام الأساسي بلجنة شرفت برئاستها، وتحت إشراف الشاعر حبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد وبعضوية الجزائر ولبنان والسودان والأردن والكويت ومصر، قمنا بتعديل النظام الأساسي على نحو جديد يتيح لاتحادات الكتاب العربية قوة دفع أكبر، وفعالية أكثر وقدرة على التأثير خصوصاً إذا نظرنا إلى ذلك في ظل التحديات التي تواجهها المنطقة، سواء على مستوى الإرهاب وفكر التطرف، فهناك ضرورة لتجفيف منابع الإرهاب عبر الثقافة، فالدولة تستطيع أن تصفي الإرهاب أمنياً، ولكن الثقافة وحدها هي التي تستطيع تجفيف الإرهاب عبر ثقافة مضادة، ثقافة حقيقية تحاول أن تعطي مثلاً باحترام حرية الاختلاف والتسامح، والقدرة على استيعاب الأفكار المختلفة واعتبار ذلك ثراء، وكل ذلك يحصر يناهض التشدد ويقضي عليه.

كيف تنظر إلى حال الحركة النقدية في الوطن العربي؟

- المشكلة في الحركة النقدية الآن ومع التقدم التقني الهائل ومع ما أسميه على المستوى الفكري تضخم النظرية النقدية الغربية، أرى أننا ما زلنا ندور حول محور غربي واحد، دون أن ننتبه إلى أهمية التعامل مع خطابين، الخطاب الأول وهو القائم على النظرية النوعية التي قامت على معاينة واقع موضوعي غربي أوروبي بالضرورة، وعلى هذه النظرية أسست آلاف من الكتابات والدراسات النقدية التي أخذها العرب ونقلوها، دون أن يعتنوا بنقدها، أي دون أن يهتموا بما يسمى نقد النقد، وذلك بتطبيق هذه النظريات الإبداع العربي، النقطة الثانية أن هناك الكثير من الإسهامات العربية على المستوى النظري ولكنها غير معروفة لأننا ما زلنا نتعامل مع النقد العربي من مفهوم النجم، وعليه نجد أن هناك مجموعة قليلة من النقاد في كل الموائد وعلى كل القنوات الأكاديمية والإعلامية، دون أن ننتبه إلى أجيال نقدية جديدة تسهم ولكن لا توجد قنوات صحيحة لإيصال أصواتهم أو أفكارهم.

ماذا تقول لمن يريد أن يتجه للنقد من الشباب وبماذا تنصحه ؟

- أن يقرأ النقد من خلال مدونة مدرسية في البداية، بمعنى أن يذهب إلى أستاذ نقد كبير ويطلب منه أن يدله على مجموعة من الكتب النقدية المدرسية، كي يتعلم منها سواء على المستوى العربي في النقد القديم أو على المستوى الكلاسيكي في النقد الحديث أو على مستوى النظريات النقدية الحديثة المرتبطة بأبنية لها علاقة بالفلسفة، كالدراسات البنيوية المختلفة أو ما بعد البنيوية أو الدراسات التفكيكية، أو الدراسات التأويلية، أو دراسات ما يسمى ما بعد الاستعمار، هناك مجموعة كبيرة من المناهج والمدارس، وعليه أن يغرق نفسه في منهج واحد حتى يستوعبه وينتقل بعد التطبيق على هذا المنهج بعمل أو أكثر إلى منهج آخر، وهكذا حتى تتكون له تربة نقدية على مدار سنوات، بعد ذلك سيكتشف أنه أصبح ناقداً كبيراً على الأقل على مستوى استيعاب المناهج النقدية الحديثة والنظريات.

ما رأيك بما حققته المرأة العربية من إنجازات في مجال الأدب والثقافة ؟

- لا يزال الكثير لم يحقق بعد، ولكن العقود الثلاثة الأخيرة شهدت تقدماً كبيراً للمرأة، ولتفعيل دورها على المستوى السياسي، والثقافي، والوظيفي، بحيث أضحينا نرى المرأة الآن في مجالات الحياة كافة سواء على المستوى الثقافي أو السياسي، أو الإداري وهذا من وجهة نظري سيدفع بهذه بأوطاننا إلى آفاق جديدة، وإلى نجاحات مستحقة تسهم فيها المرأة، لأن المرأة أكثر من نصف المجتمع.

ما دور الأدب في الحياة ؟

- المتعة هي دور الأدب في الحياة من وجهة نظري، والمتعة تخلق الالتزام وليس العكس، ودور الأدب أن يجعل حياة الناس أجمل وأرقى، ولكن السؤال الذي يظل معلقاً هو معنى الجميل، لأن الجميل يختلف باختلاف من يستقبله.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"