عادي
خلال إطلاق «الحوار الثقافي الإماراتي الفرنسي» وزيارته لـ «اللوفر أبوظبي»

إدوارد فيليب : علاقاتنا مع الإمارات متينة أرسى دعائمها الشيخ زايد

04:31 صباحا
قراءة 4 دقائق
أبوظبي: علي داوود

أكد إدوارد فيليب رئيس الوزراء الفرنسي، أن الإمارات وفرنسا تجمعهما علاقة تاريخية وطيدة، بُنيت على أسس متينة أرسى دعائمها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. وذكر أن هذه العلاقة تطورت بشكل كبير خلال العقود الماضية، وظهرت انعكاساتها في الحراك الثقافي المشترك؛ لتتوج بإطلاق مبادرة «الحوار الثقافي الإماراتي الفرنسي»، بالتزامن مع فعاليات «عام زايد».
جاء ذلك خلال زيارة إدوارد فيليب، أمس، إلى متحف «اللوفر أبوظبي»، بحضور نورة الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، وزكي نسيبة وزير دولة، التي تفقد خلالها مرافق المتحف وما تضمه من معروضات فنية، تجمع بين مختلف الثقافات. وعقد الجانبان، خلال الزيارة، مباحثات ثنائية تناولت طبيعة التعاون الثقافي المشترك بين البلدين، وسبل تطويره.
وجاء إطلاق «الحوار الثقافي الإماراتي الفرنسي»؛ تكريماً لذكرى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، واعترافاً بجهوده في تأسيس «الاتحاد»؛ وتقديراً لمسيرته في قيادة الدولة نحو مستقبل يليق بتاريخها وإنسانيتها.
وأكد فيليب مشاركة فرنسا في هذه الاحتفالات، والعلاقات القوية بين البلدين، التي بدأت بفضل القائد المؤسس، طيب الله ثراه؛ وذلك من خلال تنظيم عدد من الفعاليات؛ لإبراز الوجه الجمالي والحضاري للإمارات في فرنسا، من بينها معارض لفنانين إماراتيين.
واعتبر أن «اللوفر أبوظبي» وجامعة «باريس السوربون أبوظبي» وغيرهما من المرافق العلمية والثقافية، تعد من ثمار هذا التعاون المشترك بين الجانبين، وعنواناً لسعي حكومتي البلدين إلى تطوير وتعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات، الذي يتوج بإطلاق «الحوار».
وأكد أن «الحوار الثقافي الإماراتي الفرنسي» يعد فرصة متميزة؛ لتوسيع أُطر المبادرات والمشاريع والبرامج المختلفة، خاصة أن الفن والذكاء الاصطناعي وحماية التراث الثقافي المعرض للخطر وتعزيز اللغتين الفرنسية والعربية في البلدين تعد من المجالات ذات الأولوية.
ورحبت نورة الكعبي، برئيس الوزراء الفرنسي والوفد المرافق له في رحاب المتحف؛ لما يمثله من رمزية في العلاقات المتميزة، والروابط الثقافية والاقتصادية والسياسية بين البلدين، ويبرز قيم التطور الثقافي بينهما، وسعيهما الدائم إلى تعزيز التقدير العالمي للإنتاج الثقافي الإنساني.
واعتبرت أن المتحف يسهم في ترسيخ مكانة الإمارات عالمياً كمظلة تتكامل فيها مختلف ثقافات العالم على أرضية من التسامح والمحبة والسلام، تعزز من القيم الإنسانية العليا، والقواسم المشتركة بين الجميع. وأكدت أن إطلاق «الحوار الثقافي الإماراتي الفرنسي» هو تتويج لجهود مشتركة للمزيد من التعاون، الذي يركز على الشباب والإبداع والابتكار، وتبادل المعارف والخبرات. وأشادت بدور المؤسسات التعليمية الفرنسية، وعلى رأسها «جامعة السوربون أبوظبي» في نشر الوعي الثقافي والمعرفي ليس للفرنسيين فحسب؛ إذ نهلت منها عشرات العقول العربية، التي ساهمت في تطوير المشهد الثقافي المحلي والعربي بشكل عام.
وأكدت أن «برنامج الحوار الثقافي الإماراتي الفرنسي»، يحتفي ب«عام زايد»؛ من خلال فعالية «الشيخ زايد والأوروبيون»؛ إذ تشارك فرنسا في معرض مع وفد الاتحاد الأوروبي في الدولة خلال «عام زايد» في منارة السعديات.
وقالت عقب الجولة: «من دواعي سروري، وأنا أقف في متحف اللوفر في أبوظبي عاصمة الدولة أن أرحب مرة أخرى برئيس الوزراء الفرنسي إدوارد فيليب، في عام يحمل اسم مؤسس الإمارات الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ولقاء يبرهن على عمق العلاقات الإماراتية الفرنسية، التي بدأها المغفور له؛ بهدف إقامة حوار ثقافي لا يزال مستمراً إلى اليوم».
وقالت: إننا في الدولة ننظر إلى دولة فرنسا شريكاً دائماً لنا في كافة جهودنا الرامية إلى حماية التراث الثقافي، والتزام الحكومتين الإماراتية والفرنسية بحماية مواقع التراث التابعة لل«يونيسكو»، وتأكيد الالتزام في عام 2016 في مؤتمر «حماية التراث الثقافي»، الذي أقيم هنا في العاصمة أبوظبي، وعلاوة على ذلك تم إنشاء حرم «جامعة سوربون أبوظبي»، الذي يتطابق مع الحرم الجامعي الفرنسي العريق ضمن أبرز الجامعات التي تستضيفها إمارة أبوظبي، وقد أقامت الجامعة في الشهر الماضي سلسلة محاضرات عن الآثار؛ حيث ناقش من خلالها الطلاب والخبراء الطرق المبتكرة والحلول الابداعية؛ للحفاظ على المواقع الثرية.
وأشارت إلى أنه مع اعتبار التعليم أولوية بالنسبة للدولتين تعمل المؤسسات التعليمية المتواجدة في الدولة مثل «جامعة السوربون» في أبوظبي، و«ليسي فرانسي» و«الرابطة الفرنسية» (اليانس فرانسيس) على تعميق التفاهم الثقافي والتنمية بين الدولتين وتعزيز التبادل الثقافي بين الطلاب الإماراتيين والفرنسيين. مؤكدة أن الدولة تدعم السياسات والمؤسسات الراعية للموهوبين؛ بهدف الترويج لإبداعاتهم، كما يعد «صندوق التنمية الثقافية»، الذي أعلن عن إطلاقه مؤخراً صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، واحداً من المشاريع الجديدة، التي تستهدف الموهوبين.
واختتمت، أود التأكيد بأنه ينبغي لنا عدم قصر مشاريع التنمية الثقافية على دولتينا فقط؛ بل من الضروري أن نعمل على نشر قيم التسامح والتعايش في جميع أنحاء العالم. وقالت من الضروري أيضاً تزويد الأطفال والشعوب من جميع أنحاء العالم بالموارد اللازمة؛ للحصول على التعليم والثقافة، وأعبر عن فخري اليوم بما قدمه بلدانا مؤخراً من دعم مالي؛ للمساهمة بدعم التعليم في العالم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"