عادي
قاطرة تقود الأفراد إلى عوالم أكثر رحابة

الإمارات تعيد أمجاد «بيت الحكمة» بمبادرات المعرفة والقراءة

04:27 صباحا
قراءة 3 دقائق
الشارقة: شادي صلاح الدين

أكد أكاديميون أهمية إطلاق مؤسسة دبي للمستقبل، كمؤسسةَ وقف بحثي مستقلة، واعتماد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، «لأجندة المستقبل» كإطار عمل استراتيجي لعملها، وأهمية استعادة أمجاد «بيت الحكمة» الذي كان فيه العلماء والباحثون ينقلون تجارب وأفكار وثقافات وحضارات دول وشعوب من خلال القراءة، إلى جانب النظريات العلمية والفلكية. وأكدوا في لقاءات مع «الخليج» أن المبادرات المستمرة تعكس مدى عمق وبعد النظر الذي تتمتع به القيادة في نظرتها للمستقبل، وحرصها على وضع أساس متين لبناء جيل واع مثقف مطلع على الحضارات والثقافات الأخرى، وتأتى ذلك مؤخراً من خلال إطلاق الاستراتيجية الوطنية للقراءة للسنوات العشر المقبلة، ما سيكون له الأثر الإيجابي في أن تكون فاتحة مشرقة نحو المستقبل، من خلال الخطط والمبادرات والبرامج التي تتبناها الدولة، لما ما للقراءة من دور في خلق المعرفة، التي تعتبر زاد رقي المجتمعات وتسامحها وفهمها للعالم ومعطياته المختلفة.

بداية، أكد الدكتور رشاد سالم مدير الجامعة القاسمية بإمارة الشارقة أن استراتيجية القراءة تعد من أهم المبادرات الوطنية، كونها الأساس المؤسس للجيل الجديد والشعب الإماراتي، وأن توفير المكتبات العامة في مراكز التسوق أو ساحاتها يعد متنفساً للقراء والجيل الجديد، من القراء المبدعين والمبتكرين والمطلعين على فكر وتجارب وحضارات دول وشعوب أخرى والاستفادة منها في الدولة.
إن «بيت الحكمة» كان نواة للإنسان المفكر أن يصل إلى القمر والمريخ، وكلما قرأنا زادت المعرفة، وزاد العطاء، واقتصاد المعرفة.

إن القراءة مفتاح المعرفة، وهي القاطرة التي تقود الأفراد إلى عوالم أكثر رحابة للوصول لمعالم رحبة من الفكر والثقافة والعلم، مشيرا أن كل ما يساهم في رفد عالم المعرفة والثقافة بما يحتاج من وسائل تساعد على تشجيع القراءة وتحفيز الاطلاع والبحث والمعرفة سيكون له تأثير إيجابي، وسيساهم في زيادة الوعي بأهمية القراءة والاطلاع.

إعادة إحياء القراءة

أكدت الدكتورة منار أبو طالب أستاذة علوم الحاسب بكلية العلوم بجامعة الشارقة أن اهتمام القيادة بتعزيز العلاقة بين الفرد والكتاب، من خلال أساليب وطرق متنوعة، وعالمنا العربي بحاجة ماسة لهذه المبادرة لإعادة إحياء القراءة، حيث إن هذه المبادرات ستسهم في بناء جيل مثقف واع قادر على إنتاج الثقافة والعلم بمختلف المجالات الأدبية والعلمية وتصدير ثقافتنا العربية للعالم، وهو ما سيحولنا من مستقبلين إلى مستقبلين ومرسلين أيضاً، ما سيسهم في الوقت نفسه بمواجهة التيارات الفكرية والثقافية المختلفة وخلق نوع من التوازن، من حيث إرسال المعلومات واستقبالها في المجتمع المحلي.
إن استراتيجية القراءة تؤكد مصداقية رؤية الدولة المستقبلية، بأن تكون دائماً في صدارة التميز بالمعرفة، لأن القراءة هي أساس المعرفة، وعندما تكون المعرفة يكون الابتكار والبناء والتطور والازدهار على أرض دولة الإمارات، كما أنها تخلق مجتمعاً متكاملاً متنامياً ثقافياً، يبحث في مجال المعرفة من خلال استغلال العقل البشري الذي لديه إمكانات هائلة، والقيادة الرشيدة تهدف إلى توجيه والتفاف المواطنين حول الثقافة وتمكين العقول.

دعوة عامة للثقافة

وقال الدكتور نبيل سليمان رئيس قسم طب الأسرة وصحة المجتمع والعلوم السلوكية بجامعة الشارقة: نحن أمة ساهمت بشكل كبير في الطب والفيزياء والرياضيات، وكان ذلك بفضل القراءة، والمبادرة جاءت في وقتها، خاصة في ظل انتشار وسائل التقنية الحديثة التي يستخدمها الأغلبية للترفيه أكثر من الاطلاع والمعرفة المتنوعة التي تسهم في إثراء الفكر والمعرفة. وهي تشكل في مجملها دعوة عامة للثقافة والمعرفة بشتى الطرق، بالكتب الورقية أو الإلكترونية، التي تتحصل بالاطلاع والقراءة المتواصلة.

إن الإمارات تتميز بمبادراتها الرائدة والمتميزة في كل عام، وأول فاتحة مشرقة لها، وحرصاً على السمو بأفكار أبنائها وحثهم على القراءة للارتقاء بمستوياتهم.

وسيلة لبناء جيل مبدع ومبتكر

أكد الدكتور فادي العلول أستاذ علوم وهندسة الكمبيوتر بالجامعة الأمريكية في الشارقة أن المبادرات الخاصة بالقراءة تعد وسيلة لبناء جيل مبدع ومبتكر، إضافة إلى مساهمتها في ترسيخ قيم الانفتاح والاعتدال، ونبذ التعصب الفكري والكراهية.
وتمثل إضافة جديدة في نهج البناء الذي تؤمن به الدولة منذ نشأتها، والقائم على البناء في الإنسان لأنه القوة المحركة والمستدامة للنهضة والتطوير وهو الطاقة التي تبنى بها الأمم والحضارات، مشيراً أن المبادرة ستجعل تظاهرة معرفية على المستويات كافة وفي شتى المؤسسات بالدولة.
إن أزمة القراءة في عالمنا العربي والتي أكدتها العديد من الدراسات والتقارير التي أكدت أن المواطن العربي لديه عزوف واضح عن القراءة وهذا له انعكاسات سلبية على المجتمع في فكره وتنميته وتطوره، ويجب أن تلعب مؤسسات التعليم دورها الكبير والمحوري في هذا المجال من خلال تشجيع القراءة وجعلها عادة يومية لدى الطلبة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"