عادي
لم تأخذ من النص الأدبي إلا الاسم والمكان

مريم نعوم: الواقع أشد ألماً من “سجن النسا”

01:23 صباحا
قراءة 5 دقائق
القاهرة - أميرة حمدي:
مريم نعوم . . اسم استطاع في فترة وجيزة أن يحفر مكانه بين أهم كتاب السيناريو في مصر من خلال أعمال لاقت استحساناً كبيراً، من بينها "سجن النسا" الذي حصل على المركز الأول بين دراما رمضان في مصر هذا العام .
كما تميزت عندما قدمت من قبل رواية الكاتب الكبير صنع الله إبراهيم "ذات"، ورواية الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة "منخفض الهند الموسمي" التي تحولت إلى مسلسل "موجة حارة"، كما نبأت بمولد سيناريست مهم بفيلم "واحد صفر" الذي صنف كأحد أهم الأفلام المصرية .
مريم نعوم قدمت هذا العام أحد أهم الأعمال وأكثرها جدلاً وشجناً "سجن النسا" عن مسرحية للكاتبة الراحلة "فتحية العسال"، وإن كانت نعوم قد ابتعدت تماما عن الشخصيات الحقيقية للرواية الأصلية التي كانت تدور حول الاعتقال السياسي، ونسجت حكايات أشد ألما من وحي خيالها واحتفظت بالاسم والمكان فقط من الرواية الأصلية على حد تعبيرها .
في البداية تقول مريم نعوم: اختيار نص "سجن النسا" كان لجهة الإنتاج والمنتج جمال العدل، وهو مشروع قائم لديهم منذ فترة، وحين حدثوني عن المشروع وأنهم يريدون البدء في تنفيذه، وافقت، خاصة أن مشروع العمل على فكرة السجن كان يراودني منذ فترة، لذا أعددت للفكرة جيدا، وقرأت في أدب السجون كثيراً، سواء عن تجارب شخصية أو روايات تدور داخل السجن .

هل كل نص أدبي تستطيعين تحويله إلى عمل درامي متميز؟
- ليس كل نص طبعاً، فكل نص وله ظروفه وخضوعه لوجهة نظر السيناريست، لأنني لست مترجمة للنص فقط، لكنني صاحبة وجهة نظر وأعيد صياغة العمل .

قلت إنك لم تأخذي من النص الأصلي للكاتبة فتحية العسال سوى الاسم والمكان . . هل تقصدين بذلك أن هناك ظلما وقع عليك لنسب الحكايات للكاتبة الراحلة؟
- لا بالطبع لم يقع عليّ ظلم . . لكن المؤكد أن كل الحكايات من نسج خيالي، وليس هناك أي تشابه بين النص الأصلي وسيناريو المسلسل، لأن الأول يحكي عن الاعتقال السياسي وهي فكرة غير ملائمة الآن، لكنّ لدي التزاما أدبيا تجاه نص الكاتبة فتحية العسال، لأنه لولا نصها ما كان مسلسل "سجن النسا"، فلم أذهب أنا للمنتج وأقول له إنني أريد تقديم عمل من داخل سجن النسا مثلا، بل بالعكس هو الذي أعطاني النص وبادر بالفكرة فلولاها ما كان المسلسل، وللمهتمين يستطيعون قراءة النص الأصلي ومشاهدة المسلسل لمعرفة مدى الفرق بينها .

دخلت عوالم كل بطلات مسلسلاتك بمفرداتهن الخاصة وطقوسهن، فهل كانت زياراتك المتكررة لسجن النساء بالقناطر لنسج الحكايات من هناك أم ماذا؟
- الهدف من الزيارات لم يكن لجمع حكايات السجينات هناك، بل لفهم تفاصيل حياتهن وتصرفاتهن وشكل عقابهن وزيارتهن، خاصة أن السجن لم يكن جزءا من ثقافتي أو خبراتي الحياتية، فالملاحظة جزء مهم من عمل السيناريست والكاتب، والحوار مبني على الملاحظة وكلام الشخصية بلسان حالها وليس بلسان حال الكاتب، ولا ننسى أن الكاتبة "هالة الزغندي" شاركتني كتابة الحوار، حيث عملت معي وتحت إشرافي في "موجة حارة" وفي "سجن النسا" أيضاً، وهي موهوبة جداً .

يؤخذ على المسلسل أنه يحمل قدراً كبيراً من الحزن في مجريات الأحداث؟
- الحزن أو النكد مرتبط بالعمل، وكل هذه الحكايات جزء من الواقع، ولن نستطيع أن نغمض أعيننا أو ننكر وجوده، ولو أن الناس لا تستطيع مشاهدة أحوال هذه الحالات وظروفها في 30 يوما فكيف حال من يعيشها، وكيف يستطيعون تحملها!

هل تشغلك قضايا المرأة بشكل عام . . أم هي مجرد مادة للكتابة؟
- بالعكس تشغلني جدا، لكنها جزء من كل، بمعنى أنها ليست القضية الوحيدة التي تؤرقني، بل لديّ هواجس وتخوفات كثيرة من بينها المرأة، ويشغلني بشكل أكبر فكرة القهر، وذلك الذي لا يقع على النساء فقط، وفي "موجه حارة" لم يكن الموضوع هو المرأة، وإن كانت كل الأعمال عن النصوص الأدبية التي قدمتها خلال السنوات الماضية من اختيار جهة الإنتاج وليس من اختياري نهائياً .

كيف نظرت إلى نقد المخرج محمد خان للمسلسل الذي كتبه عبر فيس بوك والمتعلق بنمطية العمل بعد الحلقة الخامسة عشرة؟
- من حق الجميع أن يقولوا وجهة نظرهم، مادام النقد موضوعيا، وليس هجوماً مباشرا على الأشخاص، وفي إطار مصلحة العمل، لكن الانتقادات الأخلاقية من نوعية: "لا يصح . . أو عيب" لا ألتفت إليها، لأنها من قبيل اختلاف المعايير، ولو أن وجهة نظري مطابقة أو موافقة لمن يقول ذلك ما عملت بالمسلسل أصلاً، لذا فإنني ألتفت لمن يتحدث عن تقنية العمل نفسها في الكتابة والإيقاع .

يقال إن فكرة "السجن" المعنوي والنفسي والاجتماعي، لا توافق المرحلة التي نعيشها، خاصة أن هناك موضوعات أكثر إلحاحا الآن بعد الثورة؟
- الكتابة عن شيء لا أفهمه جيدا ولا يكون لديّ عنه وجهة نظر، ما هي إلا تضليل حتى لو كان غير مقصود، ولو قدمت شيئا حدث بعد يناير 2011 سيكون عملاً اجتماعياً صرفاً، بعيداً عن الحدث .

ما مشروعك المقبل، وترى هل سيكون عن نص أدبي أم سيناريو خاص بك؟
- لدي نصوص أدبية مختارة، ومشروعات أعمال من تأليفي، لكن لا أعرف المقبل بعد، واختيار 3 نصوص أدبية من قبل كانت من قبيل الصدفة، لأنه قد أصبح لدينا تصور بأن نجاح سيناريست معين في تقديم النصوص الأدبية سيجعله محل ثقة لدى المنتجين، وهو من قبيل التجريب في المضمون، لكن ليس بالضرورة أن يكون القادم عملاً عن نص أدبي .

تميز "سجن النسا" بوجود عدد من المواهب الشابة هذا العام . . فهل هذا مقصود؟
- هذا يرجع للمخرجة كاملة أبو ذكري، التي لديها قدرة كبيرة على تجريب ممثلين جدد لديهم القدرة على منافسة كبار النجوم، وكانت أكبر مفاجأة لي هي الفنان أحمد داود فهو مختلف تماما عن دور صابر الذي قدمه .

ماذا عن روبي؟
- روبي مجتهدة جدا لكن لا أدعي أن "سجن النسا" هو الذي اكتشفها، لأنها متميزة من العام الماضي في مسلسل "بدون ذكر أسماء" الذي قدمها أيضاً بصورة مختلفة .

هل شخصية "رضا" التي قدمتها حقيقية فعلا؟
- الحقيقة في الموضوع هي الحادث نفسه، أن عاملة منزل قتلت مخدومتها فعلاً لكن تفاصيل الشخصية والحالة من خيالي .

ماذا عن شعورك وأنت الأفضل بين الأعمال الدرامية للعام الثاني على التوالي؟
- الحمد لله طبعاً . . لكن أقول إن الأهم هو القادم، وبالطبع لم أصل للثقة المطلقة وأتمنى ألا أصل لها .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"