عادي

سلطان.. الوطن والمواطن

03:55 صباحا
قراءة دقيقتين

سيف الزري الشامسي *

قبل أن يحمل الناس همومهم، حملتَ همومهم.. وقبل أن يؤرق الشباب مستقبلهم.. سبقتهم برؤيتك وبصيرتك النافذة إلى المستقبل.. وكأنك تستشرف آفاق غد يلقي بتبعاته وأعبائه على تلك السنابل خضراء العود.. فيحيلها أعواداً جافة بثقل المسؤولية، ومطالب الحياة. وها أنت سيدي.. من ربوة عالية تلامس آفاق المستقبل، وتحلّق في فضاءات همومه، تطل عليهم وفي يدك البيضاء لا أقول (عصا موسى) تطوع بإرادة السحر ما استعصي على إرادة البشر.. بل بيدك المباركة شعلة الأمل والإيمان تضيء مسارب الممكنات، فتجد فيها حلولاً تعالج المستعصي والمستحيل بفن الممكن.. وكم كان عصياً على الشباب طرق أبواب موصدة بدواعي العجز، فإذا هي تفتح أمامهم بطاقة الإلهام.
ندرك تماماً ما أعجز القطاع الخاص منذ عقود طويلة عن استيعاب المواطنين.. حيث ارتهن وظائفه وشواغره لمنطق الربح والخسارة، عدا النزر اليسير من مؤسساته التي أسعفتها حظوظ السوق كي تلبي نداء التوطين.. وندرك تماماً أن عوامل كثيرة - ليس من بينها الحس الوطني - هي التي أوصدت أبواب القطاع الخاص أمام أبناء الوطن..
ورغم الصيحات المتعالية والنداءات المتكررة، إلا أن الجميع كانوا يدركون في قرارة أنفسهم صعوبة الأمر مع تقلبات السوق، وارتفاع مطالب الحياة وتكاليفها خاصة لدى المواطن.. حيث يغدو الحماس الذي قد يبديه البعض نوعاً من المغامرة.
وأمام هذا وذاك، جاءت مبادراتكم سيدي (مشروع سلطان القاسمي لتوظيف المواطنين) وتوجيهاتكم بإنشاء دائرة لتوظيف المواطنين في القطاع الخاص، كي تفتح أبواب الأمل أمام أبناء الوطن، للالتحاق بالوظائف الحكومية في مؤسسات القطاع العام من خلال مشروعكم للتوظيف، وتتيح المجال أمام أبنائكم المواطنين لشغل الوظائف والحصول على فرص العمل في مؤسسات القطاع الخاص، وبذات الأجور والرواتب التي يحصلون عليها في الدوائر والمؤسسات الحكومية.. وبهذا فإنكم تضعون الوطن ومؤسساته أمام تحول جديد، وقفزة جادة في مسيرة التوطين تأخذ في الاعتبار مصلحة المواطن، وفي ذات الوقت مصلحة القطاع الخاص..
إنه سلطان الرؤية والبصيرة النافذة.. سلطان الأمل والرجاء.. سلطان الحلم والإرادة.. سلطان الوطن والمواطن..

* قائد عام شرطة الشارقة
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"