عادي
لودوفيك بوي السفير الفرنسي لـ «الخليج» :

العلاقات الإماراتية الفرنسية تجاوزت التغيرات السياسية

03:43 صباحا
قراءة 5 دقائق
حوار:رشا جمال

أكد لودوفيك بوي سفير الجمهورية الفرنسية لدى الدولة على عمق العلاقات الثنائية بين الإمارات وفرنسا والتي تنمو يوماً بعد يوم إلى أن وصل حجم التبادل التجاري العام الماضي إلى 4.5 مليار يورو في 2017، مشيراً إلى أن الإمارات تعتبر ثاني أكبر شريك تجاري لفرنسا في المنطقة.
وقال السفير الفرنسي في حوار ل «الخليج»: تطورت العلاقات الإماراتية الفرنسية على مدى الأعوام الماضية بثبات مثير للإعجاب تجاوز التغيّرات السياسية وهزات التاريخ المعاصر، مشيراً إلى أنه في ظل ظروف إقليمية متأزمة، امتازت كلٌ من الإمارات و فرنسا بامتلاك رؤية جريئة لإقامة مشاريع استثنائية تخدم السلام والحوار بين الثقافات.
وكشف عن تزايد عدد السياح بين البلدين لافتاً إلى أنه وعلى سبيل المثال ارتفع عدد السياح الفرنسيين ممن زاروا دبي خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري إلى نحو 173 ألف سائح بنسبة زيادة 17% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، وبلغت نسبة الزيادة في السياح الفرنسيين إلى أبوظبي خلال فبراير الماضي بنحو 27.2% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي نتيجة الإقبال على زيارة متحف اللوفر أبوظبي.
وأعرب عن سعادته بفوز فرنسا بكأس العالم لكرة القدم بعد تغلب الفريق الفرنسي على الفريق الكرواتي في المباراة النهائية يوم 15 يوليو الجاري، رافعاً الشكر إلى شعب الإمارات على تشجيع الفريق الأزرق، وإلى نص الحوار:

* بداية تحدثنا عن شعورك بفوز فرنسا بكأس العالم لكرة القدم؟
- أنا فخور بتتويج المنتخب الفرنسي بطلاً لكأس العالم 2018 بعد فوزه الكبير والتاريخي في المباراة النهائية على منتخب كرواتيا، وجاء الفوز تزامناً بالعيد الوطني لفرنسا وبعد يوم واحد من احتفالنا بالعيد الوطني الفرنسي، فرحتنا هذا العام مضاعفة، فرحة العيد وفرحة التتويج.
ولم تكن هذه الفرحة لتكتمل دون مساندة كل مشجعي فريق الأزرق في دولة الإمارات لذلك أغتنم الفرصة لأتوجّه بالشكر لحكومة وشعب دولة الإمارات، واختتم حديثه حول ذلك باللهجة الإماراتية قائلاً: «كفو فريق الأزرق!».
* كيف تقيّمون هذا العام الأول لكم في دولة الإمارات؟
- لقد تشرفت بتقديم أوراق اعتمادي كسفير لفرنسا لدى الدولة إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في 2 يوليو 2017، بعد يوم من وصولي إلى دولة الإمارات.
وكان عامي الأول في الإمارات استثنائياً، على غرار العلاقة الثنائية بين فرنسا والإمارات: فالإمارات هي الدولة الوحيدة التي تلقت في مثل هذا الوقت القصير زيارة رئيس الجمهورية، إيمانويل ماكرون، في 8 و9 نوفمبر 2017، بمناسبة افتتاح متحف اللوفر أبوظبي، ثم زيارة رئيس الوزراء، في 10 و11 فبراير بمناسبة انعقاد القمة العالمية للحكومات إلى جانب زيارة اثني عشر وزيراً إلى الإمارات ووفود من النواب وأعضاء مجلس الشيوخ وممثلين محليين منتخبين.
* كيف تقيّمون العلاقات التجارية بين الإمارات وفرنسا؟.. وكم يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين؟
- لقد أنشأت الإمارات وفرنسا علاقات اقتصادية كثيفة وراسخة مع حجم تبادل تجاري بلغ 4.5 مليار يورو في عام 2017 وتعتبر الإمارات ثاني أكبر شريك تجاري لفرنسا في المنطقة، ففي العام الماضي، بلغت الصادرات الفرنسية إلى الإمارات 3.4 مليار يورو مع أكثر من 7300 شركة مصدرة، أما الواردات من دولة الإمارات فقد بلغت في عام 2017، نحو 1.09 مليار يورو.
ويبرز الحضور الاقتصادي الفرنسي في الدولة في قطاعات استراتيجية مثل قطاع الطيران والفضاء والسلع الفاخرة، والطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة والنقل الحضري والصناعة والبنوك والتأمين والفنادق، بدون أن ننسى «التكنولوجيا الفرنسية» وخصوصاً أن دبي تستضيف «المركز التقني الفرنسي» الوحيد بالشرق الأوسط، ومن شأن إنشاء منتدى الأعمال الفرنسي الإماراتي، والذي عقد أولى اجتماعاته في 9 نوفمبر 2017 في دبي بحضور رئيس الجمهورية، للمساهمة في تعزيز هذه الروابط، شأنه في ذلك شأن مشاركة فرنسا في معرض إكسبو دبي 2020 العالمي.
* ماذا عن تدفق السياح بين البلدين سنوياً؟
- للعلاقات الإنسانية مكانة خاصة بوجودها في صميم العلاقة الثنائية المتميزة: هناك العديد من الإماراتيين الذين يقومون بزيارة فرنسا سنوياً وفي الوقت نفسه؛ فإن عدد السياح الفرنسيين الراغبين باكتشاف تنوع الإمارات في ازدياد. وعلى سبيل المثال نذكر أن 173000 سائح فرنسي زاروا إمارة دبي في الفترة من 2018/‏‏‏‏1/‏‏‏‏1إلى 2018/‏‏‏‏5/‏‏‏‏31 بزيادة بنسبة 17% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2017، كما بلغت نسبة نمو السياح الفرنسيين 27.2% في أبوظبي خلال شهر فبراير الماضي مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي نتيجة الإقبال على زيارة متحف اللوفر أبوظبي.
ونذكر أن الجالية الفرنسية في دولة الإمارات تقدر اليوم بأكثر من 30 ألف شخص، وهي الأكبر في منطقة الخليج وواحدة من أكبر الجاليات في العالم العربي.
* هلا حدثتنا عن مجالات التعاون العلمي والثقافي بين الدولتين؟
- لقد تطورت العلاقات الفرنسية - الإماراتية على مدى الأعوام الماضية بثبات مثير للإعجاب تجاوز التغيّرات السياسية وهزات التاريخ المعاصر، ففي ظل ظروف إقليمية متأزمة، امتازت كلٌ من الإمارات و فرنسا بامتلاكهما رؤية جريئة لإقامة مشاريع استثنائية تخدم السلام والحوار بين الثقافات، يشهد على ذلك افتتاح متحف اللوفر أبوظبي، في 8 نوفمبر 2017، أول متحف عالمي في العالم العربي، من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ورئيس الفرنسية إيمانويل ماكرون، وهو أكبر مشروع، من نوعه، التزمت به فرنسا مع دولة أخرى إلى جانب جامعة السوربون أبوظبي، وهما لذلك رمز تميز التعاون الثقافي والعلمي بين الدولتين.
وقد تولد عن افتتاح متحف اللوفر أبوظبي في نوفمبر 2017، آفاق جميلة جداً، حيث إنه وفقًا للاتفاقية الحكومية الدولية لعام 2007، بالإضافة إلى المجموعة الدائمة، ستقيم المؤسسات الفرنسية الشريكة أربعة معارض مؤقتة سنوياً على امتداد الخمسة عشر عامًا القادمة لإبهار الزوار من جميع أنحاء العالم، كما احتفلت الإمارات وفرنسا في 2018 بعام «الحوار الثقافي الفرنسي الإماراتي» مع برنامج غير مسبوق من الأحداث الفنية والثقافية، نظمها المعهد الفرنسي ومراكز الرابطة الثقافية الفرنسية بالإضافة إلى العديد من الجهات الفاعلة ثقافياً سواء في فرنسا أو في الإمارات، وبالنظر إلى نجاح النسخة الأولى من البرنامج، فقد تقرر تمديد الحوار الثقافي إلى عام 2019.
وفي مجال التعليم، لا يزال البلدان يدعمان العديد من المشاريع الرمزية من ذلك القرار التاريخي الذي اتخذته الدولتان بإعادة إدراج تعليم اللغة الفرنسية في المدارس الحكومية الإماراتية، ليزداد إشعاع الفرنكوفونية الذي هو في صميم تعاوننا، بالإضافة إلى توجه جديد هذا العام في جامعة السوربون أبوظبي التي تم إنشاؤها عام 2006 بإنشاء مجلس إدارة جديد وخطة استراتيجية طموحة.
* ما هي التسهيلات التي تقدمها فرنسا للمواطنين الإماراتيين؟
- إن أهم إجراء يذكر في سياق التسهيلات هو الإعفاء من تأشيرة الدخول لمواطني دولة الإمارات حيث دخل حيز التنفيذ في 6 مايو 2015 والذي يخول لهم السفر بحرية في العديد من البلدان «شنغن»، وأن الدولة الفرنسية فخورة بصفة خاصة بمشاركتها ودفاعها عن هذا الإجراء الذي من شأنه أن يوثق العلاقات بين فرنسا والإمارات ويعزز الصداقة والثقة التي تم إرساؤها بين الشعبين على مدى أعوام من تميز العلاقة الثنائية.
* ماذا عن التشاور بين فرنسا والإمارات فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية والدولية - القضايا السياسية؟
- تحافظ فرنسا والإمارات على تشاور وثيق على أعلى مستوى حول القضايا الإقليمية والقضايا العالمية، فنحن نقوم بتنسيق جهودنا في مواجهة الأزمات على اختلافها،
لاسيما في ليبيا، كما نتشارك في نفس الحرص على مسألة استقرار مصر، وتعد مكافحة الإرهاب وتمويله أولويتنا المشتركة حيث يعمل بَلَدانا معاً ضمن التحالف الدولي ضد «داعش»، وقد قام الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، مؤخراً بزيارة باريس للمشاركة في المؤتمر الدولي لمكافحة تمويل الإرهاب الذي انعقد بتاريخ 26 إبريل 2018.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"