محاولات رئاسية وأممية للخروج من نفق الخلاف حول الأقاليم

صنعاء - "الخليج":
رغم نجاح التحركات السياسية والأمنية التي باشرها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي لاحتواء تداعيات الهبة الشعبية التي أعلنها وجهاء قبائل الجنوب وتياراته السياسية، إلا أن هذه الأحداث وضعت اليمن في مفترق طرق وسط مخاوف متصاعدة عبرت عنها القوى السياسية نتيجة تصاعد الاضطرابات الأمنية شمالاً وجنوباً التي ألقت بظلالها على المشهد السياسي بتعثر أعمال الحوار الوطني الذي يعول عليه في وضع الحلول الجذرية للمشكلات السياسية والأمنية والاقتصادية .
واتجهت صنعاء إلى الدفع بقاطرة التسوية بتبني حلول سريعة للتحديات الماثلة في اللقاء التشاوري الذي جمع الرئيس عبدربه منصور هادي مع هيئة رئاسة مؤتمر الحوار الوطني ولجنة ال (8+8)، والذي تمخض عن قرارات أمر فيها هادي هيئة رئاسة الحوار بالبحث في مقترح مقدم من مساعد الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر في شأن شكل الدولة الاتحادية وعدد أقاليمها سعياً إلى وضع نهاية إيجابية لمؤتمر الحوار المقرر عقد جلساته الأخيرة هذا الأسبوع .
وأفصح الرئيس هادي أن الأوضاع في اليمن لا تطمئن ولم يعد بالإمكان تحمل المزيد من القلق والتدهور الأمني والاقتصادي وليس أمام اليمن إلا طريق واحد هو إخراج اليمن من دوامة الأزمات والاستفادة من التجارب التي أمامنا قريبها وبعيدها وطي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة .
ويسعى المقترح المقدم من مساعد الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر إلى الخروج من حال الجمود الحاصل في مسار التسوية السياسية وتضمن تشكيل لجنة للنظر في مسألة عدد الأقاليم، والضوابط العامة للدولة الاتحادية، بالتزامن مع تدشين أعمال لجنة صياغة الدستور التي حدد لها المقترح الأممي فترة شهرين لإنجاز هذه المهمة .
وطبقا للمقترح الأممي ستتولى اللجنة النظر في عدد الأقاليم المقدمة للحوار، وهي رؤية الإقليمين التي تقدم بها الحزب الاشتراكي اليمني، وكذا الأقاليم ال 6 التي تقدم بها حزبا المؤتمر الشعبي والتجمع اليمني للإصلاح في رؤيتهما المشتركة .
وقال مكتب المبعوث الأممي: إن المقترح الذي قدمه ابن عمر جاء تلبية لطلب الأطراف اليمنية، مشيراً إلى أنه يتضمن آلية لمعالجة مسألة عدد الأقاليم وحدودها في الدولة الاتحادية الجديدة المتوافق عليها، ويعكس أعلى درجة من التوافق في اللجنة المصغرة لفريق القضية الجنوبية في مؤتمر الحوار الوطني، مشيراً إلى أن المقترح يستند إلى اتفاق المتحاورين على دولة اتحادية جديدة مبنية على مجموعة مبادئ، ويتضمن آلية لمعالجة مسألة عدد الأقاليم وحدودها" .