عادي
اختتمت فعالياتها في أبوظبي بحضور أنور قرقاش

قمة «بيروت انستيتيوت» تطالب بتوحد العرب لإجهاض الطموح الإيراني

04:40 صباحا
قراءة 6 دقائق
أبوظبي:رشا جمال، نجاة الفارس

اتفق خبراء سياسيون ودبلوماسيون، شاركوا في قمة «بيروت انستيتيوت» الثانية، التي اختتمت أعمالها، أمس، في أبوظبي، بحضور الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، ومشاركة 200 شخصية سياسية، وحقوقية، عربية وعالمية، على أن مواجهة المساعي التوسعية لإيران في المنطقة تعد أهم التحديات التي تواجه الدول العربية حالياً.
كما أشاروا خلال فعاليات القمة التي حملت عنوان «الاندماج العربي في المستقبل العالمي النامي»، إلى أن العالم العربي يواجه 5 تحديات رئيسية، تتمثل في «فلسطين، سوريا، اليمن، ليبيا والصومال»، مؤكدين أن الأمم المتحدة لم تقدم أي جديد منذ سبعة عقود.
واعتبروا أن القومية العربية تم تحريف معناها حتى أصبحت نكبة على بعض دول العالم العربي، نظراً للمنحى الذي اتخذته هذه الدول، لافتين إلى أن العراق وسوريا كانا ضحايا لفكر القومية العربية. وطرحت أولى جلسات اليوم الختامي تساؤلاً حول كيفية التفكير في المستقبل مع مواجهة الضغوط التي تتعرض لها المنطقة، قال خلالها ياسر عبد ربه، عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية: «عندما نتحدث عن الوضع القائم في الدول العربية والصراعات في المنطقة».
وأضاف: «أنا أُمثل الجيل الخامس من الأشخاص الذين شهدوا هذا الصراع، ومن واقع خبرتي أقول إننا نعيش اليوم لحظة
صعبة للغاية، خاصة أن «إسرائيل» تحتفل بعد عدة أيام بإعلان القدس عاصمة لها، وهو القرار الذي اتخذته الولايات المتحدة الأمريكية، وهي القوى الكبرى منفردة، بصرف النظر عن موقف المجتمع الدولي، رغم ادعائها بأنها تقوم بدور الوسيط، بينما كل قراراتها تصب في مصلحة «إسرائيل».
ورأى أن المرحلة الحالية في فلسطين أصبحت غاية في التعقيد، بعد أن أعطت أمريكا الفرصة «لإسرائيل» لمزيد من الاستيطان والاحتلال، مشيراً إلى أن الادعاء الأمريكي بأن الحل يجب أن يكون إقليمياً غير صحيح.
واعتبر السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، أن هناك خمسة تحديات رئيسية تواجه المنطقة العربية في الوقت الحاضر، هي فلسطين، سوريا، اليمن، ليبيا والصومال، قائلاً: «رغم أن البعض يتجاهل أحياناً ما يحدث في الصومال، إلا أنها في النهاية بلد عربي، ولكن في النهاية تظل القضية الفلسطينية هي القضية الرئيسية».
فيما اعتبر أندرو جيه تابلر، الباحث الأمريكي
المتخصص في دراسات الشرق الأوسط، أن التطور التكنولوجي سيؤثر بشكل كبير في مستقبل المنطقة العربية لما له من تداعيات على كل المجالات، قائلاً: «لا يوجد شك في أن العالم الحالي أصبح يعتمد على التكنولوجيا، ولكن لا يعني ذلك أن كل الأمور أصبحت جيدة، فلا يصح أن نستمر في الحديث عن التحالفات السابقة نظراً لأننا أصبحنا أمام مقاربات جديدة أساسها العالم الرقمي».
ورأى أن «مواجهة التحديات يمكن أن تنجح من خلال رؤية القادة العرب، ومحاولة تحسين حياة شعوبهم والتركيز على مواجهة إيران حاليا ً ومستقبلاً».
وحول العلاقة التركية الإيرانية ودورها في سوريا، قال: «تركيا كانت دائمة التغير في مواقفها منذ بدء الحرب في سوريا، والآن هم قلقون من توسع الأكراد على حسابهم هناك، وهو ما سيجعل أنقرة تعيد تقييم الموقف مرة أخرى في ما يتعلق بعلاقتها مع إيران».
بدوره ذكر ديفيد إنجاتيوس، كاتب ومفكر سياسي، أن المرحلة الراهنة تعكس قدرة الدول العظمى على تحديد مصير الشعوب، قائلاً: «ما نراه الآن هو أن روسيا كانت تسعى لتكون مركز قوة في سوريا، ولكنها في النهاية اكتشفت مدى محدودية اتخاذ قرارها، وأصبحنا نرى أدواراً لدول أخرى، خاصة مع تزايد قدرات إيران وتركيا، وقدرات «إسرائيل»، وأيضاً المملكة العربية السعودية».
وحول دور الولايات المتحدة في المنطقة العربية قال: «إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تحب فكرة السيطرة، والقوة، والتدخل بشكل مباشر في مناطق النزاع، ولكن الرأي العام الأمريكي يحجم عن ذلك، حيث إن الشعب الأمريكي يميل إلى الابتعاد عن التدخل في الشؤون الخارجية».
وتناولت الجلسة الثانية للقمة دور روسيا في منطقة الشرق الأوسط، إذ حاول المشاركون فيها الإجابة عن تساؤل رئيسي، وهو ماذا تريد روسيا من الشرق الأوسط؟
وأكد المشاركون على أن التواصل بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية لن يتم بسهولة، متوقعين ظهور ما يسمى ب«الدبلوماسية المستقلة»، التي أكدوا على أهميتها نظراً لتضارب المصالح بين الدول، فيما اتفقوا على إمكانية تغير موازيين القوى في أي وقت، مشيرين إلى أن روسيا على علاقة طيبة بمعظم الدول في المنطقة، وهو ما قد يساعدها للعب دور الوسيط.
ودللوا على القبول الروسي لدى الدول العربية بزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل زيارة الولايات المتحدة، معتبرين أن لذلك دلالات قوية للغاية.
وحول إمكانية خروج روسيا من سوريا من دون التعامل مع مشكلة إيران، أكدوا أن روسيا لديها اهتمامات مختلفة عن إيران، كما أن العلاقة الروسية الإيرانية، معقدة في الوقت الحالي، نظراً لأن موسكو تريد الحفاظ على قواعدها هناك.
وتناولت الجلسة الثالثة قضية «القومية العربية»، ورأى المشاركون أن القومية العربية تم تحريف معناها حتى أصبحت نكبة على بعض دول العالم العربي، نظراً للمنحى الذي اتخذته هذه الدول، لافتين إلى أن العراق وسوريا كانا ضحايا لفكر القومية العربية.

تكريم 5 شخصيّات متميّزة

تضمّنت قائمة الشخصيات المكرّمة كلاً من، دانة سليمان البلوشي، ١٢ عاماً، أصغر رائدة فضاء إماراتية في وكالة «ناسا»، وأديب سليمان البلوشي، ١٤ عاماً، «أصغر عالم عربي» إماراتي، ديفيد إجناتيوس، الصحفي والروائي الأمريكي وكاتب عمود في صحيفة «واشنطن بوست»، نجوى قاسم، الصحفية والإعلامية اللبنانية مقدّمة برنامج سياسي، الحدث، على قناة «العربيّة»، يسرى مارديني، اللاجئة السورية والسبّاحة الأولمبيّة وسفيرة النوايا الحسنة في إبريل ٢٠١٧. واستهلّ الحفل بكلمة المُؤسِّسة والرئيسة التنفيذية ل«بيروت إنستيتيوت» راغدة درغام، أشادت فيها بالمكرّمين وعطاءاتهم وتميّزهم في المنطقة العربية والعالم.
وعقدت الجلسة الرابعة في فعاليات قمة بيروت انستيتيوت أمس تحت عنوان «المشهد الناشئ عن إعادة تشكيل التحالفات الجيوسياسية»، حيث قال ألستر بيرت وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: إن ترك الاتحاد الأوروبي لا يعني تركنا لأصدقائنا في أوروبا، كما أننا اختلفنا مع أمريكا على نقل السفارة إلى القدس ولكن ما زالت علاقتنا مع أمريكا عميقة.
وقال نبيل فهمي عميد كلية شؤون دولية وسياسات عامة في الجامعة الأمريكية بالقاهرة ووزير خارجية سابق، هناك رفض شعبي في كل المجتمعات للسياسة التقليدية حتى في المجتمعات الغربية.
وقال الدكتور محمد ديري وزير الخارجية الليبي سابقاً: قضية ليبيا دُوّلت، أصبح فيها لاعبون دوليون وإقليميون، وهناك اعتراف غربي بعدم وجود أي خطط لمعالجة الأوضاع في ليبيا، لكننا نتطلع لحل وتوافق ليبي ليبي، ولكن هناك تغلغل إقليمي ودولي.
وتساءل الدكتور خالد المحاميد عضو مؤسس في مجلس الأعمال السوري في الإمارات، كيف يمكن الاعتماد على أنفسنا في حل الأوضاع في ظل وجود 10 جيوش في سوريا.
وذكر شادي قباطي من اليمن رئيس الرابطة العربية لاتحادات الطلاب العرب، أن اليمن الآن يواجه مأساة إنسانية، ولدينا سؤال يتمحور حول غسل الأدمغة في اليمن، والتي ستجعلها أرضاً خصبة للمتطرفين.

توصية بالتركيز على إنهاء الصراع في سوريا

انتهت قمة «بيروت أنستيتيوت» الثانية إلى عدد من التوصيات، تم الاتفاق على ضمها في كتيب من 20 صفحة، تمهيداً لرفعه إلى صنّاع القرار في المنطقة وحول العالم تحت مسمى «إعلان أبوظبي».
وأوصى المشاركون في القمة بضرورة تسريع التقدم في المنطقة، عن طريق محاولة الوصول إلى نظام مستدام ومستقر، من خلال التركيز على إنهاء الصراع في سوريا وأماكن النزاع في المنطقة، والعمل على فتح الحوار السياسي الذي يسهم في إعادة الاستقرار للمؤسسات.
كما أوصى المؤتمر بالعمل على تكثيف الجهود، والتركيز على الحوكمة وظهور اتجاهات جديدة داخل الدول، من خلال نظم سياسية تضمن دمج المرأة وتقليل التفرقة العنصرية والطائفية، وهو ما يمكن تحقيقه من خلال الأحداث المتوقعة قريباً، مثل الانتخابات المقبلة في العراق وغيرها من الأحداث والتغيرات المهمة التي تحدث حالياً في المنطقة.
وتضمنت التوصيات أهمية التمثيل المحلي في صناعة السياسات المدعومة من قبل الحكومات المركزية، وتطبيق أفضل الممارسات في الحوكمة الرقمية، مع ضرورة وضع دولة الإمارات كنموذج في هذا المجال، بجانب أهمية التكامل الاقتصادي والتعامل العابر للحدود بين الدول، وإدراك الإمكانات البشرية للمنطقة والتعامل مع الفقر ومشكلة اللاجئين.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"