عادي
بديل عن اختباري ال«آيلتس» و«التوفل» وتنطلق غداً

«إم سات».. شرط لدخول الجامعات والابتعاث إلى الخارج

03:57 صباحا
قراءة 7 دقائق
تحقيق: محمد إبراهيم

تنطلق اعتباراً من يوم غد السبت (20 يناير) الاختبارات الوطنية القياسية الإلكترونية «إم سات» (EmSAT) الخاص باللغة الانجليزية كشرط لدخول الجامعات والابتعاث للخارج، ليكون بديلاً عن اختباري ال«آيلتس» و«التوفل»، اللذين يعدان متطلباً لقبول طلبة الثانوية العامة في مؤسسات التعليم العالي.
وتعد الاختبارات الوطنية القياسية الإلكترونية «إم سات» منظومة وطنية لتأهيل مخرجات المدرسة الإماراتية من الروضة إلى الجامعة، حيث سيجري تدريب الطلبة عليها من المراحل التعليمية الأولى، وحتى الثانوية العامة، إذ جعلتها وزارة التربية والتعليم، نظاماً تقييمياً معيارياَ دقيقاَ، لقياس مهارات الطلبة المعرفية وقدراتهم العلمية، وباتت مطلباً لدخول الجامعات وشرطاً للابتعاث، إذ استبدلت الوزارة وزن التقييم التكويني في الفصل الدراسي الثالث بدرجة امتحان «إم سات» لطلبة «12»، ضمن سياسة التقويم والامتحانات العام الدراسي الجاري2017-2018.
أكد خبراء وتربويون أن الاختبارات الوطنية القياسية الإلكترونية «إم سات»، وضعت تعليم الإمارات على سلم النظم العالمية، إذ تسهم في بناء أجيال تواكب المتغيرات التعليمية الحديثة، والمستجدات المتسارعة، وفق معايير قياسية دقيقة وشمولية وحاسمة، تحاكي في مضمونها المراحل الدراسية كافة، وتقف على مستوياتهم ومهاراتهم وقدراتهم العلمية الواقعية، فضلاً عن توفير معلومات وافية للقائمين على الشأن التعليمي، تضم مواطن القوة ونقاط الضعف، وتوفر مساحة كبيرة لإعداد خطط علاجية للارتقاء بالمستويات العلمية للطلبة.
«الخليج» تقف من خلال التحقيق الآتي على مدى جاهزية مراكز الاختبارات، فضلاً عن استعدادات الطلبة خلال إجازة الربيع لتلك الجولة الجديدة، وأهمية هذه المنظومة من وجهة نظر خبراء التعليم والتربويين.

جاهزية «التربية»

البداية كانت مع وزارة التربية والتعليم، إذ وفرت مراكز اختبارات متخصصة منتشرة في مختلف إمارات الدولة، ويتم تسجيل الطلبة من قبل إدارات مدارسهم في نظام الاختبار القياسي، وفي الوقت ذاته يتعين على الطلبة الدخول إلى صفحتهم، واختيار المراكز المتاحة والأوقات والتواريخ المناسبة لهم للتقدم للاختبارات، إذ إن اليوم الواحد سيشهد انعقاد 4 جلسات للاختبار في معظم المراكز، ويتوفر على الموقع الإلكتروني للاختبار دليل لتسجيل الطلبة في الاختبار، ويمكن للطلبة ومنسقي الاختبار في المدارس الاطّلاع عليه، كما يتوفر على الموقع، المعلومات المتعلقة بمراكز الاختبار المتاحة وتواريخ الاختبارات ومواعيدها، فضلاً عن توفر المعلومات المتصلة بالاختبار والتي تشمل مواصفات الاختبار وأنواع الفقرات وزمن الاختبار.

معلومات دقيقة

قال حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم، إن اختبار «إم سات»، جاء استجابة لعملية التطوير الشاملة للتعليم في الدولة، بهدف توفير معلومات دقيقة وحاسمة، لصناع القرار والقيادات التعليمية، عن كامل المنظومة التعليمية لاتخاذ القرارات الضرورية لتحسين النظام، فضلاً عن أن تقنيات القياس التربوي الحديثة بما في ذلك الحاسب الآلي الذي يعمل بطريقة المواءمة والمحاكاة، ستمكن من تقديم بيانات ومعلومات مهمة في هذا المجال.
وأضاف أن تلك الاختبارات تعد نظاماً تقييمياً معيارياً، مستنداً إلى أفضل الممارسات العالمية والمعايير الدولية في استخدام نتائج التقييم في المتابعة والتقويم وتحسين نوعية التعليم، وتكمن أهمية اختبار الإمارات القياسي، في تحديد مستوى أداء الطلبة الفعلية، ومساعدة الكادر التعليمي والإداري على تحديد المشاكل قبل استعصاء حلها كي يتم تقديم المساعدات المناسبة للطلبة، الأمر الذي يمكن الطلبة من امتلاك المهارات الأساسية المتوافقة مع مراحلهم العمرية.
وأكد أن النتائج ستعمل على ربط مدخلات ومخرجات مراحل التعليم الثلاث ببعضها البعض: «الطفولة المبكرة، التعليم العام، التعليم العالي»، وبالتالي القدرة على سد الفجوات في المهارات التي يمتلكها الطلبة.

تقييم وقياس

من جانبه أكد د. أحمد بالهول الفلاسي وزير دولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة، أن اختبار الإمارات القياسي «إم سات»، نقلة نوعية في عملية تقييم وقياس نتائج الطلبة، إذ إنها منظومة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالجامعات ومبنية على معايير وطنية غير متصلة بمنهاج محدد وتستند في مفهومها إلى معايير وأسس عالمية بجانب أفضل الممارسات في هذا الخصوص لقياس مهارات الطلبة.
وأوضح أن هذا الاختبار جاء في ظل الحاجة الماسة لمنظومة اختبارات مثالية تشكل رافداً وداعماً لمؤسسات التعليم العالي عبر تزويدها بنتائج تلك الاختبارات المبنية على معايير عالمية، وهو بالتالي ما سيعمل على إعطاء صورة متكاملة عن نتائج الطلبة في مواد الرياضيات والفيزياء واللغتين العربية والانجليزية، ويتيح الاستفادة منها لأغراض القبول في التخصصات الجامعية.
وأضاف أن عملية التطوير تصب في مصلحة الطلبة بشكل خاص، وفي المنظومة التعليمية بشكل عام، بغية الوصول إلى مخرجات تعليمية بجودة عالية، فضلاً عن أن نتائج هذه الاختبارات ستشكل مرجعية لصناع القرار التربوي في تجويد العملية التعليمية وقياس مستوى الطلبة الأكاديمي.

قدرات ومهارات

من جانبه يرى الخبير الدكتور عبد الله مصطفى، أهمية هذا النوع من الاختبارات، حيث تقيس قدرة الطالب ومهاراته في الإلمام بالكثير من المعلومات حول اللغتين «العربية والإنجليزية والرياضيات والفيزياء والكيمياء والأحياء»، فضلاً عن أنها ترصد بدقة المهارات الطلابية، ومستوياتهم بكل شفافية ووضوح، وتكشف عن مواضع القوة ونقاط الضعف لدى مختلف الفئات في المجتمع المدرسي.
وقال إن اختبار الإمارات القياسي «إم سات»، جاء ممنهجاً يحاكي الطلبة في مراحل التعليم المختلفة، حيث تم تقسيمه إلى 3 أقسام، تشكل مسارات تطويرية وقياسية مختلفة تفرز نتائج دقيقة حول مستويات الطلبة في المواد الأساسية.
وفي تعليقه على القسم الأول لتلك الاختبارات، قال إنه يركز على تحديد المستوى للصف الأول الأساسي، حيث يقيس استعداد الطلبة للتعلم بعد انتهاء مرحلة رياض الأطفال، وعند التحاقهم بالمدرسة، مما يسهم في توفير معلومات واقعية ودقيقة حول أبناء تلك المرحلة، الذين يمثلون نقطة ارتكاز رئيسية في مسيرة تطوير مهارات ومعارف الطلبة.
أما عن القسم الثاني للمنظومة، الذي يضم اختبارات تقيس مهارات ومعارف طلبة، الصفوف «الرابع والسادس والثامن والعاشر»، عبر سنوات التعليم العام في اللغتين العربية والإنجليزية والرياضيات والعلوم، فقال إن بيانات تلك الاختبارات توفر معلومات دقيقة ومدروسة، حول امتلاك الطلبة في مدارس الدولة، مهارات ومعارف تتوافق مع التوقعات العالمية للفئات العمرية المختلفة.
ويرى أن القسم الثالث في تلك المنظومة، يلعب دوراً كبيراً في مسيرة تقدم المستويات والمهارات والقدرات الخاصة بطلبة الثاني عشر، إذ يتم التركيز على قياس مدى امتلاك الطلبة المهارات والمعارف في اللغتين العربية والانجليزية والرياضيات والفيزياء والكيمياء والأحياء، قبل الالتحاق بمؤسسات التعليم العالي مما يساعد في اتخاذ قرارات متعلقة بقبول الطلبة بالجامعات، وتأهيل الطلبة بشكل ممنهج ومدروس وفق معايير ونتائج دقيقة.

مستويات فعلية

وترى التربوية خلود فهمي أهمية الوقوف على المستويات الفعلية للطلبة، لاسيما أنها تحدد احتياجات الطلبة بدقة وشفافية، نستطيع من خلالها بناء مسارات علاجية فاعل، وتوجيهات تدعم نتائج الطلبة المتميزين، وفق معايير ثابته وواضحة وشمولية.
وأضافت أن تلك المنظومة تعد فرصة كبيرة للجامعات الحكومية والخاصة، تستطيع أن تعول عليها في تأهيل الطلبة وإعدادهم للمرحلة الجامعية، فضلاً عن جاهزية الطلبة لمواجهة أي نوع من أنواع الاختبارات القياسية سواء محلية أو دولية.
وأوضحت أن تلك المنظومة الوطنية، وسيلة فاعلة من وسائل القياس التي تستخدم لتبلور مستويات الطلبة في مجموعة من المعارف، التي ترتبط مباشرةً بالتعليم، ومعارفه ونتائجه ومخرجاته، فضلاً عن أنها تلعب دوراً محورياً في قياس تحسن الطلبة عبر مراحل التعليم العام المختلفة، مما يسهم في تحقيق التميز والثبات في مستوى التعليم.

أداة متطورة

أما التربوي صالح فاضل، فيرى أن منظومة الإمارات لقياس مهارات وقدرات الطلبة في مراحل التعليم المختلفة، تمثل أداة متطورة لتقييم وقياس قدرات طلاب المرحلة الثانوية
والجامعية، إذ تعتبر مجموعة اختبارات ممنهجة تنافس في مضمونها الاختبارات الدولية الأخرى، ومع بداية انطلاقها نجد أنها أطاحت «بالسيبا»، لتنافس «الآيليتس والتويفل».
وأكد أن الاختبارات جاءت متعدده تقيس قدرات الطلبة في الرياضيات واللغتين العربية والانجليزية، فضلاً عن المواد العلمية، مما يسهم في بناء أجيال تواكب المستجدات، والمتغيرات المتجددة في عملية التعليم والتعلم، وفق مستويات طلابية عالية الجودة، تخضع لمعايير قياسية دقيقة من خلال تلك المنظومة.
واعتبر أن السنوات القليلة المقبلة، ترسم ملامح مشهد تعليمي جديد في الإمارات من حيث التدريس وتأهيل الطلبة والتعاطي مع المناهج المطورة، فضلاً عن جودة المخرجات، بما يواكب أهداف تلك المنظومة الوطنية التي من شأنها إعداد أجيال المعرفة التي تحاكي إنتاج واقتصاد المعرفي في إمارات ما بعد النفط.

تقييمات دقيقة

وفي لقاء عدد من أولياء الأمور أكد كل من: محمد عبد الحميد وسمارة عبد الله وأم مهرة وحمدان البلوشي، أن التطوير الذي يشهده التعليم في الإمارات، يحتاج إلى تقييمات دقيقة وواضحة، لعلاج نقاط الضعف والاستفادة من مواطن القوة في المستويات المختلفة للطلبة، وهذا ما ركزت عليه وزارة التربية والتعليم من خلال إعداد تلك المنظومة الوطنية لقياس قدرات ومهارات الطلبة في مختلف المراحل الدراسية، الأمر الذي يسهم في الحصول على مخرجات عالية الجودة في الصفوف الدراسية كافة، لاسيما أن تلك الاختبارات قائمة على معايير تحاكي العالمية في قياس مهارات وقدرات الطلبة العلمية.
أما الطلبة والطالبات، شما آل علي ومحمد حسانين علي عبد الله وريم رامي وعائشة عايد وخلود محمد، فيرون أن هذه النوعية من الاختبارات تساعدهم على ضبط إيقاع مستوياتهم العلمية ومهاراتهم وقدراتهم في مواد دراسية بعينها، إذ تمثل ركيزة أساسية تستند إليها التخصصات المختلفة في الجامعات مستقبلا، وبالتالي تنعكس على احتياجات سوق العمل المستقبلي.
وأكدوا أن تلك المنظومة تلعب دوراً مهماً في حياة طلبة الثاني عشر، لاسيما أن قوة مضمونها وهيكلتها، تؤهلها لتكون بديلة عن اختبارات قياسية دولية مثل «الآيليتس والتويفل»، لاسيما أن المعدل والنسبة لطلبة الثاني عشر، لم يضمنا لهم القبول في الجامعة، بل يعتمد التحاقهم بالتعليم الجامعي على مقدار النجاح الذي يحرزه المتقدم في اختبار «القدرات والمهارات»، الذي يعد تقييماً حقيقياً للمستويات العلمية والمهارية التي تؤهل الطلبة لدخول الجامعة.

ثلاثة أقسام للاختبارات

تنقسم اختبارات «إم سات» إلى 3 أقسام، الأول يركز على تحديد المستوى للصف الأول الأساسي، وهي عبارة عن اختبارات تقيس استعداد الطلبة للتعلم بعد انتهاء مرحلة رياض الأطفال وعند التحاقهم بالمدرسة، والثاني اختبارات تتبع امتلاك الطلبة للمهارات والمعارف عبر سنوات التعليم العام في اللغتين العربية والإنجليزية والرياضيات والعلوم، وتشمل الصفوف الرابع والسادس والثامن والعاشر، الثالث فيختص بطلبة الصف الثاني عشر لقياس مدى امتلاكهم للمهارات والمعارف في اللغتين العربية والانجليزية والرياضيات والفيزياء والكيمياء والأحياء قبل الالتحاق بمؤسسات التعليم العالي.

أربعة صفوف وجولة في فبراير

يشهد العام الدراسي الحالي تطبيقاً لاختبار الإمارات القياسي التتابعي لطلبة الصفوف: 10،8،6،4 في مواد اللغة الإنجليزية والرياضيات والعلوم، وستبدأ الاختبارات في 18 فبراير المقبل، وتستمر لغاية 1 مارس المقبل في عينة واسعة ومختارة من المدارس الحكومية.

دراسات دولية

أكدت الدراسات الدولية أن المهارات الأساسية اللغوية والعددية التي يكتسبها الطلبة خلال السنوات الدراسية الأولى، تعتبر مؤشراً لمستقبلهم التعليمي. فإذا لم يتم تدارك الخلل في إتقان المهارات الأساسية في المرحلة الابتدائية، فإن ذلك قد يؤدي إلى تعثر الطلبة في المراحل اللاحقة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"