عادي
يؤكد أن شخصية "ضاحي" واقعية

جابر نغموش: أحب “طماشة” وأنتقد نفسي فيه

02:40 صباحا
قراءة 5 دقائق
حوار: زكية كردي

تنوعت أدواره وأضواءه الملونة في (طماشة 5) كما عودنا الفنان الإماراتي جابر نغموش، لكن لطيبته المعتادة ولعفويته الجميلة نفس الحس الأصيل الذي يربطنا به عبر الشاشة بخيط خفي لا ندرك سر قوته، ويبقى لكل دور يقوم به حضور خاص عبر الشاشة الرمضانية، وخاصة "ضاحي" ذاك الرجل البسيط المخادع الذي استطاع بخفة أن يجعل منه شخصية محببة بإتقانه تفاصيل تراث بلده، كما استطاع الإمساك بخيوط شخصيته المتشابكة ليكوّن منها بصمة لا تنسى، يحدثنا عنها بأسلوبه الجميل خلال الحوار التالي .

* كيف تجد حلقات (طماشة 5) بعد عرضها؟
- أنا ككل الفنانين تابعت مسلسلاتي لأنتقدها وألاحظ التفاصيل التي لم أنتبه لها خلال العمل، فعادة أثناء التنفيذ تأخذنا العجلة ولا نتوقف عند أدق التفاصيل كما هو الحال عندما نتابع المسلسل باسترخاء، ولكن رغم أنني أنتقد نفسي إلا أنني لا أنكر أني أحب طماشة أكثر من أي عمل آخر وهذا حقي، فأنا أتكلم عن نفسي ولا أتكلم عن الآخرين .

* هل تشاهد أعمال الآخرين لتنتقدها أيضاً؟
- لا بل على العكس، فأنا أشاهد أعمال الآخرين كأي مشاهد عادي، وأفضل الاستمتاع بالمشاهدة على أن إشغال نفسي بالنقد، وبالطبع أستفيد من متابعتهم ومن مراقبة أدوات زملائي وأدوارهم وأساليبهم في رسم الشخصيات، لكني في كل الأحوال لا أنتقد أحداً وأحتفظ بالتفاصيل بيني وبين نفسي، فأنا لست ناقداً وأعتبر أن هذا ليس من حقي، فالنقد مهمة الصحافة والمختصين الذين يأخذون على عاتقهم رصد الأخطاء ونقاط الضعف من أجل النهوض بالعمل الفني، وهذا ما أتطلع إليه، فأنا لا أريد من أحد مجاملتي، بل أرحب بكل نقد يأتيني بأسلوب راقٍ ومنطقي ومقنع ليصحح الخطأ ويرفع من سوية العمل .

* كانت شخصية "ضاحي" في مسلسل (بحر الليل) أكثر حيوية واختلافاً وتنوعاً عن الشخصيات التي اعتدنا أن نراك فيها عادة، هل توضح لنا تفاصيل اختلاف هذه الشخصية؟
- في البداية أود الإشارة إلى أن البطولة المشتركة في مسلسل (بحر الليل) جعل خطوط العمل والشخصيات أكثر تبايناً وأكثر غنىً، وهذا ما جعل المسلسل يبدو أكثر جاذبية برأيي، أما عن "ضاحي" فهو شخص بسيط يبدو شريراً أحياناً كما رسمه الكاتب، لكني فضلت تقديمه أكثر تعقيداً من خلال أدائي للدور بحيث يظهر إنساناً عادياً فيه نسب للخير والشر، تعانده الظروف فيتحداها فهو إنسان يريد أن يعيش ولديه زوجته وأخته اللتان يجب أن يعيلهما في النهاية، ولهذا ربما يسرق أو يحتال على الناس، ويعمل بأي مهنة حتى يؤمن قوت يومه، ما أود قوله هو أن ضاحي إنسان عادي موجود في كل مجتمع وفي كل زمان ومكان .

* لماذا تجد البطولة المشتركة في مسلسل (بحر الليل) أجمل؟
- لأنها تحررني من المشاهد الطويلة، فأنا لست محاسباً أمام الشاشة طيلة (25 ) دقيقة والأضواء تراقبني طيلة الوقت لأشعر بأني مسؤول عن العمل، الأدوار الموزعة مريحة لنجوم العمل ومريحة للممثلين وكذلك للمشاهد كما أظن .

* قلت في السابق أنك تحب الأعمال التراثية وتتقنها، وهذا ما رأيناه في مسلسل (بحر الليل ) هل تحدثنا عن هذه العلاقة الجميلة بينك وبين التراث؟
- أعتقد أني أجدت هذا الدور كما أخبرني الكثيرين لأنني بالفعل أحب المشاهد التراثية وأرتاح في أدائها، فانا مطلع على هذه الفترة وعايشتها في أبي وأمي وفي تفاصيل حياتهم، وبالتحديد فترة ماقبل اكتشاف النفط، لهذا كنت أقتبس من كل هؤلاء الذين كانوا قبلي وعشت معهم، بالفعل لدي خلفية واسعة عن هذه المرحلة من تاريخ الإمارات، ووعي بالتراث حتى أني أصحح معلومات الآخرين خاصة الشباب الذين لا يعرفون الكثير عن تراثهم فيما يخص طريقة ارتداء الملابس في هذه الحقبة مثل (العقال ) والكلمات المستخدمة أيضاً .

* هل أضفت إلى الدور الذي أديته؟
- كما ذكرت سابقاً، المشاهد التراثية تحتاج إلى الخبرة في كثير من التفاصيل، وأعتقد أني كنت ملماً بها أكثر من الآخرين لهذا كنت أضيف ما أراه مناسباً، مع احترام المعنى الذي يريده الكاتب، والالتزام بالنص .

* سماك زملاؤك الفنانون رجل المقالب) هل يعود هذا الاسم إلى شخصيتك في المسلسل، أم إلى شخصيتك المرحة أثناء التصوير؟
- أعتقد أن هذه التسمية تنطبق على "ضاحي" فالمؤلف كتبه هكذا، وأنا أضفت إليه بعض الإضافات التي وجدتها مناسبة وحسب، فالدور محكوم بالمقالب .

* معروف عنك إضفاء أجواء المرح على موقع التصوير، هل تحدثنا عن هذه المواقف؟
- لست أتذكر تماماً المواقف المرحة التي كنا نفتعلها أنا والفنان "علي الغرير" فهي عفوية، نقوم بها بقصد إضفاء الفكاهة حيث كنا فريقاً رائعاً، جمعتنا روح المحبة والصداقة، ولكن أذكر من الأشياء التي تخصني أثناء العمل أنني كثيراً ما أخلط في الملابس التي أرتديها في مشهد وآخر إذا لم يكن معي شخص مسؤول عن الملابس، أما عن المواقف المفاجئة التي صادفت في هذا العمل، فأذكر أن أحد الرجال كان مسؤولاً عن الحمار الذي استعنا به في التصوير، وبدل أن يدع الحمار يمشي بمحاذاة الحائط كان يجره ويمشي بمحاذاة الحائط، فحصل أن هاج الحمار وضغط عليه قرب الحائط حتى تكسرت رجلاه بسبب هذا التفصيل البسيط الذي لم ينتبه له .

* سافرت إلى بانكوك لتصوير حلقة في مسلسل طماشة، كيف تجد السفر من أجل التصوير، هل تراه أمراً ممتعاً أم مرهقاً؟
- السفر أمر رائع بالنسبة للمسلسل وبالنسبة للمشاهد، فالصورة والملامح تتغير، باختصار أتعامل مع الأمر على أنه ممتع بقدر التعرف على ثقافة هذا البلد الذي نسافر إليه، فنشارك هذه الثقافة مع الكاميرا ومع المشاهدين .

* هل تشارك عادة في اقتراح مواضيع حلقات طماشة، أو في اتخاذ القرار للحلقات المناسبة؟
- طماشة مسلسل اجتماعي يدخل في تفاصيل الناس ويدعوهم ليساهموا في كتابة حلقاته والدليل على هذا أن شركة ظبيان للإنتاج الفني دائماً تدعو الناس ليشاركوها أفكارهم ومقترحاتهم من أجل مواضيع حلقات مسلسل طماشة، ويتواصلوا معي أو مع شركة ظبيان فالأبواب مفتوحة للجميع .

* هل تجدون تجاوباً من قبل الشباب المهتم بالكتابة للمشاركة في حلقات طماشة؟
- بالتأكيد هناك إقبال، لكن لا يخلو الأمر من بعض المشاكل التي بسبب تسرع الجيل الجديد وعدم خبرتهم في الحياة، كما حصل معنا قبل فترة حيث كان أحدهم يشتكي أنه أرسل إلينا قصة وأننا لم نتواصل معه، والحقيقة أنه لم يرسل سوى بضعة أسطر تفتقر إلى التفاصيل، وفي التمثيل يحصل معنا الأمر ذاته فنجد من يتقدم ليصبح ممثلاً فيعتقد أن على الجميع أن يتعامل معه كنجم منذ البداية، فيتصرف بتعال ويرفض الانتظار حتى يجهز الاستوديو، حتى أن أحدهم غادر لأنه لم يرغب بالانتظار وكأن التمثيل أمر بغاية البساطة، أو أن النجومية أمر مقرون بالتعالي، فهم للأسف لا يدركون أن هذه ال (25) دقيقة التي يشاهدونها تحتاج على أقل تقدير يومين متواصلين من الجهد والتعب لفريق العمل كاملاً، لهذا فتحت هذا الحديث لكي أنبه أن شركة ظبيان ترحب بالجميع، شرط أن تكون لديهم الموهبة وأن يقدروا الفن بحق، ولسنا مضطرين لأن نأخذ كل ما يرسل إلينا .

* ما الأعمال التي استمتعت بمشاهدتها في رمضان؟
- تابعت معظم المسلسلات، ومثل كل المشاهدين أقف عند الأعمال التي تعجبني لأتابعها كلها، وربما أتوقف عن متابعة العمل عند المنتصف، أو لا أتوقف عنده نهائياً، فالريموت كونترول موجود، فالعمل الفني مهما كان جيداً لايمكنه أن يفرض نفسه على كل الناس، لأن لكل ذوقه ورأيه الخاص في المتابعة .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"