عادي
أكدت أن الدوحة خالفت التوجه السياسي العام في المنطقة واستضافت قيادات الإرهاب

«فاينانشيال تايمز»: المقاطعة فرضت على قطر أكبر تهديد منذ أربعة عقود

06:08 صباحا
قراءة 3 دقائق
قالت صحيفة فاينانشيال تايمز في تقرير لها عن مقاطعة الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب لقطر منذ ما يقارب العام، أن الدوحة تواجه أكبر تهديد لها منذ نحو 4 عقود من الزمن، حيث أن كلاً من السعودية والإمارات ومصر والبحرين، فرضت مقاطعة سياسية وتجارية وأغلقت حدودها في وجه قطر بسبب دعمها للإرهاب.
وأضافت الصحيفة أن قطر عانت في جميع القطاعات، واضطرت إلى تسييل نحو 50 مليار دولار من صندوقها السيادي لحماية نظامها المصرفي من الانهيار، والمحافظة على سعر صرف عملتها الريال، وأشارت الصحيفة إلى أن المقاطعة، أدت إلى قطع خطوط إمداد السلع والمنتجات إلى الدولة، الأمر الذي اضطرها إلى إيجاد خطوط بديلة بأضعاف التكلفة السابقة. كما ألقت الضوء على الخسائر الكبيرة التي تكبدتها الخطوط القطرية بسبب الأزمة، حيث أكدت أن شركة الطيران خسرت نحو خُمس مساراتها الجوية.
وفي الحديث عن الضغوط الاقتصادية، قالت الصحيفة إن المقاطعة أدت إلى تراجع النمو الاقتصادي وزيادة تكلفة الواردات، وأنها أجبرت الحكومة على استعادة عشرات المليارات من أموالها الخارجية لسد الفجوة التي سببتها المقاطعة، الأمر الذي أدى بقطر إلى الاستغناء عن حصتها في العديد من الشركات العالمية التي كانت تمتلك حصصاً فيها، مثل «تيفاني آند كو» و«كريدي سويس» استجابة للحالة الداخلية الطارئة.
وقالت «فاينانشيال تايمز» إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني يمكن أن يؤدي إلى زيادة الضغوط على قطر، بسبب اعتمادها على خطوط الملاحة التي تربطها مع إيران، كما أظهرت البيانات الرسمية وفقاً للصحيفة عن ارتفاع حجم الواردات القطرية من إيران منذ بداية المقاطعة. ومن جانب آخر، أظهرت بيانات مؤسسة DTZ الاستشارية العالمية أن أعداد الزوار القادمين إلى قطر تراجع بنسبة 23% في العام 2017 إلى 2.3 مليون زائر، الأمر الذي زاد من الضغوط المفروضة على إشغالات الفنادق في قطر وأسعار الغرف فيها، خصوصاً أن الدولة تستهدف زيادة الطاقة الاستيعابية للفنادق بمقدار 75% استعداداً لاستضافة كأس العالم 2022.
كما أدت المقاطعة إلى زيادة الضغوط على معدلات الإنفاق الشخصية، إضافة إلى أنها أثرت بشكل كبير في الإيجارات السكنية التي أشارت الصحيفة إلى أنها تراجعت بنحو 20%، علاوة على أن العديد من المؤسسات الحكومية وشركات القطاع الخاص خفضت من ميزانياتها ومستوى إنفاقها، إضافة إلى الاستغناء عن أعداد متزايدة من العاملين.
وألقت الضوء على التوجهات السياسية لقطر، حيث قالت إن أميرها السابق حمد بن خليفة استغل ثروة قطر التي أنتجتها طفرة الغاز الطبيعي، لتوسيع النفوذ السياسي لقطر، حيث أشارت إلى أنه أقدم على شراء الكثير من الأصول في بريطانيا، وأصبحت الدوحة في عهده متعطشة لعقد الصفقات التجارية. وأضافت أن الدوحة خالفت التوجه السياسي العام في المنطقة من خلال استضافتها للعديد من القيادات المطلوبة في بلدانها، فضلاً عن أنها دعمت الجماعات المتطرفة في كل من ليبيا وسوريا وغيرها. واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إن الفدية التي بلغت نحو مليار دولار، والتي دفعتها قطر لإخلاء سبيل أفراد من العائلة الحاكمة الذين تم اختطافهم في العراق، كانت أحد أسباب المقاطعة التي فرضت عليها، حيث قالت إن قطر دفعت الفدية إلى الميليشيات الشيعية المتطرفة وبعض مسؤولي الأمن الإيرانيين رفيعي المستوى.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"