عادي

عودة إلى كلاسيكيات الأدب

02:04 صباحا
قراءة دقيقتين
عثمان حسن

تنبع أهمية الأدب الكلاسيكي، من كونه مهّد الطريق لظهور مدارس أدبية راسخة، حفزت المؤلفين والكتاب على المزاوجة ما بين الفكر والخيال، والتعمق في القيم الإنسانيّة، والميل إلى النزعة العقلية، والاعتناء بالقصة والمسرح، والحرص على جودة الصياغة اللغوية، ومحاكاة القديم في التراث اليوناني والروماني، وأيضاً مناقشة مشاكل العصر الاجتماعية والأخلاقية، فظهرت قصص الواقع، والروايات النفسية، وموضوعات الجريمة والشرف والبطولة.
ركزت بريطانيا ضمن احتفاليتها باليوم العالمي للكتاب في هذا العام، على الأدب الكلاسيكي، في كرنفال خاص يرتدي خلاله الصغار ملابس توحي بالشخصيات المفضلة عندهم، وهي شخصيات تمثل أبطالاً لقصص عالمية شهيرة، وعرضت قلعة ويندسور مجموعة من الكتب التاريخية النادرة، من بينها كتاب ألفه الملك هنري الثامن في عام 1521، وآخر عبارة عن المجلد الثاني لأعمال شكسبير، ويحمل تعليقات بخط الملك تشارلز الأول الذي سجن بقلعة ويندسور قبل إعدامه عام 1649، ومنها جملة تقول: «ما دمت على قيد الحياة، سيظل لديّ أمل».
«الإندبندنت» من جهتها، ذكّرت بضرورة أن تتضمن الاحتفالية تعريفاً بروائع الكلاسيكيات لكتاب مرموقين، منهم الويلزي آرثر ماتشن (1863 - 1947)، وعرضت لأبرز رواياته التي لم تنل حظاً عند الجمهور ومنها «ذا غريت غاد بان» وصدرت في 1894، وتعتبر تحفة من الأدب البريطاني الكلاسيكي الزاهر، وشملت التوصية تعريفاً بروايات غير معروفة ك «بارنانبي رودج» لديكنز، و«ذا غريت تراديشن» ل إف. ر. ليفز، و«تايبي» للأمريكي هيرمان ملفيل وغيرهم.
الأمريكي الشهير «هيرمان ملفيل» صاحب «موبي ديك» يوصى به كمؤلف لرواية «تايبي» وصدرت عام 1842، وهي من الكلاسيكيات التي تتميز بسرد ممتع وحكاية مدهشة ومغامرة في البحار الجنوبية، استوحاها ملفيل من خبرته كبحار في المحيط الهادي، كما تم التذكير برواية «ثلاثة رجال على قارب» وصدرت عام 1889 للكاتب جيروم جيروم، عن قصة بطلها المؤلف واثنان من أصدقائه وكلبهم، يذهبون في رحلة، فيغوصون في الوحل ويسقطون في نهر التايمز.
إن العودة إلى الكلاسيكية، هي من جانب آخر دعوة إلى قراءة ما هو مهم في ذاكرة الشعوب الثقافية، ولعل التذكير بما سطره الأدب العربي، من أعمال كلاسيكية مهم لجهة الكشف عما فيها من قيم ومنثور أدبي زاخر بالمتعة والفائدة، وهو من دون شك سوف يضيف إلى ثقافة القارئ ويوسع أفق المعرفة عنده، كما يستنهض المشاعر النبيلة في الإنسان، بمثل ما يمثل عودة إلى القيم والعادات الإيجابية التي افتقدها العالم كالتسامح والتعايش والمواطنة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"